عبد السلام بدر يكتب: التجديد.. ليس ابتداعًا بل تذكيرًا وتنبيهًا !!.

عبد السلام بدر يكتب: التجديد.. ليس ابتداعًا بل تذكيرًا وتنبيهًا !!.
عبد السلام بدر  يكتب: التجديد.. ليس ابتداعًا بل تذكيرًا وتنبيهًا !!.

ليس معنى تجديد الخطاب الدينى الاتيان بدين جديد بل التذكير بالدين منذ نزله الله على رسولنا الكريم. والذى يدعو إلى السلام. والتسامح مع الغير والدعوة إلى الخير بالتى هى أحسن. كما أنه ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى أى الاعتداء على ممتلكات وحرمات الغير ومنها حريته المسئولة ويكون هذا النهى ايضا بالقول الطيب وعدم الغلظة والعنف.. هذا هو دين الإسلام الوسطى المعتدل الذى نزل على محمد بن عبد الله. فشع نوره فى أرجاء الجزيرة العربية ومنها انتقل إلى سائر الاقطار فى مشارق الأرض ومغاربها. ومن خلال الاختلاط ببشر يدينون باديان مختلفة وغيرهم لا يدينون وتعارض تعاليم الاسلام كدين جديد مع مصالح سادات ووجهاء هذه الشعوب كانت مقاومته فى البداية أو النفور منه شيئا طبيعيا إلا أن الله منزل الذكر حافظه فقدر لهذا الدين النصر والبقاء فهو دين الحق. ولكن مع السنوات والبعد التدريجى من بداية التنزيل يطرأ على بعض التعاليم من أوامر يجب اتباعها واخرى يجب الامتناع عنها شئ من الفتور فى التطبيق أو النسيان فيحدث الاختلاف والجدال على ما هو صحيح وما هو دخيل لذلك كانت حكمة الله لحماية دينه أن يظهر كل مائة عام من يذكر الناس بالاصول والثوابت مستدلا بالقرآن والسنة الصحيحة وهذا هو ما يعنيه التجديد. فهو ليس ابتداعًا بالإضافة أو الحذف لما علمناه من رسولنا الصادق الأمين.

ويردد البعض مقولة تهدد القيم وهى أن تقدم الامم العلمى والعملى يترتب عليه تغير فى السلوك والتعامل وتفريط تدريجى على حساب ثوابت الدين.. إنها فى الواقع اشاعة مغرضة هدفها تمزيق الشعوب المسلمة واضعافها تمهيدا للسيطرة عليها وسلب خيراتها.

مع ملاحظة أن بعض المقصرين فى العبادة.. وبما لهم من قدرة على تزيين الكلام وتطويع ألفاظه يحاولون جر غيرهم إلى منطقتهم الكسولة المقصرة المتساهلة ضعيفة الهمة والعزم. وكأنهم يريدون الاحتماء بأكبر جمع مفرط فى عبادته والتزامه. وأنا هنا لا أتحدث عن ناكر الدين ومعاديه أو من له دين آخر يعتنقه ولكنى أتحدث عن المسلم المقصر المتكاسل والذى يؤلمه أن يرى غيره ملتزما منضبطًا فى سلوكه نشطا فى عبادته. (مثال ذلك: الصبى المفطر فى نهار رمضان الذى لن يهدأ إلا إذا تمكن من إقناع من يفطر معه من اصحابه حتى لا يعيره منهم أحد، وكذلك ان دخن السجاير يستدرج أحدًا من أقاربه يكون قد كشف سره حتى لا يفتن عليه عند اهله).. وهكذا نهج المقصرين والمتكاسلين.

كما يلجأ بعض المنتسبين للدعوة إلى تبسيط الامور إلى حد الحرية الكاملة والخروج من مظلة التكليف والالتزام.. (عايز تصلى من غير وضوء صلى. عايز تشوف الفتاة مجردة من ملابسها قبل الزواج منها لمجرد التفكير بالارتباط وماله روح شوفها. وتخرج معاها وتتنزه وايه يعنى علشان تفهمو بعض) وقس على ذلك. هؤلاء يطلقون على أفكارهم تجديد الخطاب الدينى. وهى فى الحقيقة دعوة إلى ترك بعض الدين أو كله.

وتلاحظ فى أحاديث هؤلاء أنهم يتحاشون الاشارة إلى مسألة الثواب والعقاب ولا يتطرقون إلى ذكر الجنة والنار. فمن مكرهم أنهم يدركون أن للجنة ثمنًا وكلما ارتفع ارتفعت المنزلة بها والمكانة فليس فى صالحهم الاشارة إلى العمل والجد فى العبادة باشكالها صوم وصلاة وزكاة وحج وصدقة ولين جانب مع الناس وامتناع عن المعاصى التى حرمها الله وبعضها المكروه. فهم أصحاب التفريط والتراخى وبالتالى لا داعى لذكر الجوائز والحسنات. وكأنهم يروجون لفكرة الاستمتاع بالحياة الدنيا وكفى.