الموت ينتظرك على الطريق الزراعى.. لا خدمات أو إسعاف أو إشارات.. اختناقات وكثافات مرورية بامتداد 214 كيلو متر وحادثة واحدة كفيلة بضياع ساعات والمطبات الصناعية " على قفا من يشيل"

الموت ينتظرك على الطريق الزراعى.. لا خدمات أو إسعاف أو إشارات.. اختناقات وكثافات مرورية بامتداد 214 كيلو متر وحادثة واحدة كفيلة بضياع ساعات والمطبات الصناعية " على قفا من يشيل"
الموت ينتظرك على الطريق الزراعى.. لا خدمات أو إسعاف أو إشارات.. اختناقات وكثافات مرورية بامتداد 214 كيلو متر وحادثة واحدة كفيلة بضياع ساعات والمطبات الصناعية " على قفا من يشيل"

محمود سعد الدين

اتخاذ القرار بالسفر عبر الطريق الزراعى، مختلف تماما عن اية قرارات أخرى لاستقلال أى طريق، الأمر لا يرتبط أبدا بمدى تأكدك من فحص السيارة او تجهيز الأغراض الشخصية أو حتى ضبط ساعة الزمن عند بداية الرحلة، الأمر يقف بشكل أساسى على توقيت السفر ذهابا أو ايابا ، والتوقيت السليم للقرار المناسب يبتعد عن أوقات الظهيرة ويتركز بين الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والسابعة صباحا .

 

فى هذا التوقيت فقط يمكن أن تتحرك على الطريق أمنا هادئا مطمئنا ، تقود سيارتك دون أن تضطر للوقوف عالقا لفترة طويلة أو تتحرك كالسلحفاة أو تجد نفسك حائرا ، لا تعرف ماذا تفعل وسيارتك الصغيرة بين مقطورتين نقل يتسابقان فى طريق ضيق بالأساس .

 

وفقا للمعلومات فالطريق الزراعى يمتد لأكثر من 214 كيلومتر ويربط بين 4 محافظات ذات كثافة سكانية عالية ويمر على 13 مدينة حيوية ، كلما اقتربت من مدخل المدنية تجد الطريق يضيق ، فتزداد الكثافة فيتعطل الطريق فتضيع مزيد من الوقت الغير محسوب .

أزمة الطريق الزراعى تبدأ من شبرا الخيمة ، وهى المخرج الاساسى لكل مسافر من القاهرة للمحافظات الاربعة القاهرة، والمنوفية، والغربية، والبحيرة، والإسكندرية ، عرض الطريق هندسيا لا يتناسب مع عدد السيارات اليومية المقدرة بـ 140 الف سيارة ، وهو ما يجعل الازدحام عنوان أول " وصلة " من الطريق الزراعى والتى تنتهى حتى بنها بواقع 35 كيلومتر ، تتناوب فيها الكثافات المرورية ويضيق فيها الطريق ويتسع .

 

هذه الوصلة هى الأكثر ارهاقا لأى مسافر ، لأنه ، لو وقع حادث على الطريق ، فيصاب الطريق بشلل تام يمتد لكيلومترات ولا ينتهى بسهولة ، لأن رفع مخلفات الحادث والسيارات المصطدمة ، يتطلب تحرك سيارة إنقاذ ، وتحرك سيارة إنقاذ يتطلب طريق بديل او طريق جانبى بعيدا عن الازدحام ، والطريق الزراعى يخلو من طرق جانبية او طرق بديلة ، وما يزيد الأمر صعوبة أن الطريق يخلو ايضا من أية مراكز ثابتة لإنقاذ الحوادث ..إذن كل المعطيات تشير الى غياب كل العوامل المساعدة على الطريق الزراعى التى قد تساهم نوعيا فى تخفيف أى ضرر على اى مسافر او عالق بالطريق.

كرم الله وحده ، إن كان طريق شبرا الخيمة بنها ، ميسرا ، بدون كثافات او حوادث مرورية ، فالمتوقع هنا أنك ستجتاز المرحلة الأولى من الطريق بسلام ، ولكن لا يزال فخ الطريق الزراعى منصوبا فى " الوصلة " من بنها وحتى طنطا ، مرورا بمدينة بركة السبع .

 

المشهد على الطريق ، من اليمين واليسار قرى لأهالينا فى الريف وبواقع كل  5 كيلومترات من الطريق تفاجئ بمطب صناعى دون اية مقدمات ، لا لوحة ارشادية نهارا ولا حتى لوحة فسفورية ليلا ، وعليك أن تحمد الله أن اجتجزت المطبات بسلام ، قبل أن تصطدم بمواطن يجر " العربة الكرو " يعبر بها الطريق .

 

ناهيك عن ذلك ، فالطريق هندسيا يمر بعدة مشاكل ، فكوبرى بركة السبع نموذجا ، وهو الكوبرى الذى لم يمر على إنشائه 10 سنوات ، ورغم ذلك تعرض لهبوط وسقط قطع خرسانية منه  قبل عام ونصف ، وهو الأمر الذى يكشف فسادا فى تأسيس وانشاء الكوبرى وخطر دائما على أرواح المسافرين يوميا بالالاف .

 

بصفتى ابن لمحافظة كفر الشيخ ومقيم بشكل دائم فى القاهرة قبل 9 سنوات ، واسافر شهريا على الطريق ، فلم أشاهد الا عدد قليل من سيارات الاسعاف فى مناطق تمركز بإمتداد الطريق البالغ 214 كيلومتر ، وهو أمر ينذر بمؤشر خطير لا قدر الله فى حال وقوع حوادث وسقوط جراحى ، إضافة الى ذلك ، حتى المستشفيات والمراكز الصحية التى تخدم الطريق أقل بكثير من حجم السيارات المارة يوميا ، لأنه بكل وضوح لن تجد الا مستشفى قويسنا على الطريق ثم تقطع عشرات الكيلومترات ثم تجد مستشفى طوخ وبعدها طنطا .

 

ثبات الطريق الزراعى بهذه الحالة السيئة لسنوات طويلة هو أحد جرائم نظام حسنى مبارك بلا شك ، طريق بلا رعاية وبلا خدمات وبلا إضاءة ، فماذا تنتظر .. حوادث يومية وعشرات المواطنين الأبرياء يسقطون .

 

بحسب وعود الدكتور هشام عرفات وزير النقل فإن طريقا جديدا سيدخل حيز العمل  بعد شهرين ليقلل العبء على الطريق الزراعى ، وهو طريق شبرا - بنها الحر ، طريق يمتد لأكثر من 40 كيلومتر بتكلفة 2 ونصف مليار جنيه ، جرى تأسيسه وفق قواعد هندسية حديثة ، يضم 38 كوبرى و24 نفق عبور للسيارات ..طريق لا يوجد عليه أية تقاطعات سطحية ولا مطب صناعى واحد  .

 

بكل تأكيد ، هذا الطريق سيخفف العبء على المسافرين من الدلتا للقاهرة ويسهل من الانتقال اليومى ويرفع من درجة الحماية والرعاية للمواطن البسيط ويصلح أخطاء الماضى ويقلل بلا شك من حوادث وصلت فى أخر احصائيات لها الى عشرات الضحايا شهريا ، وفقا لهيئة سلامة الطرق .

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع