ألا من مغيث هى جملة تصدر من طول مدة الشدائد ومشاهدة كل صور اليأس والخذلان
إن المنطقة العربية تعيش فى صمت مطبق وغير مبرر فلن نقول غير مفهوم لاننا فهمنا ووعينا ولكن الغير مفهوم هو استباحة الإبادة والقتل والتطهير العرقى ولم يقابل ذلك سوى الاستنكار والشجب من جانب الدول العربية وعلى إستحياء إدانة
فما هذه الهشاشة والضعف الذى تعيشه دولنا العربية وإن ظهروا بغير ذلك فهم بالفعل ضعفاء ومحتلين بصورة أو بأخرى فقد تم تركيع الحكومات حتى منعت من رفع الأصوات فنحن فى مرحلة خطيرة تعكس القادم من المستقبل ألا يكفى ٥٠ ألف فلسطينى بينهم نساء وأطفال لتحريك الضمائر فالمحتل يقوم بالتصعيد العسكرى وعزوف المحتمع الدولى عن رد حازم لهذه الانتهاكات أو حتى المطالبة بتطبيق القوانين الدولية التى لم يعمل بها ولم تحترمها إسرائيل أدى إلى ماألت إليه الأمور فغزة تواجه الصمت العربى قبل مواجهتها للإحتلال
فقد عقدت الدول العربية مؤتمر عربى إسلامى مؤخراً ونحن جميعا لا نعلم من الهدف من انعقاده ونحن نعلم مسبقاً أنه مجرد مسرحية هزلية سنخرج منه بدون ورقة عمل حقيقية أو إتفاق فالأمر مثير للسخرية والشفقة وقد قوبل بالاستهزاء
فقد قال كل رئيس دولة كلمته من شجب واستنكار للإبادة والقمع وقد قام كل منهم بالأمر ذاته مع شعبه فقد صرنا أضحوكة وهنا نعلم أن الهيمنة الصهيوأمريكية أصبحت من المحيط إلى الخليج فقد أصبحنا فى عصر المغول الجدد فالتاريخ يعيد نفسه فقد قرأنا ما فعله المغول مع الدول التى استولوا عليها فما يحكى أصبح واقعاً وكأن عهد الدولة الإلخانية قد عاد ليعود عصر الظلام على المسلمين حينما كانت الدول الإسلامية تئن من الوهن والضعف كما خال أمتنا اليوم وما يحدث جعلنا نتأكد أن الإنسانية تحتضر
فقد أدرك الصهاينةحال المسلمين من التفكك والضعف وإنشغال كل دولة بما يحدث فيها من صراعات داخلية أو خارجية لقيادة المنطقة والزعامة الزائفة
فالجميع مكبل بمعاهدات دوليةوما يحدث لفلسطين وتصفية قضيتهاوالإستيلاء على المقدسات وارتكاب المحازر الجماعية هو إنعكاس للضعف حتى أننا لم نستطع على فرض دخول المساعدات من المعابر حتى يتمكنوا من القضاء على الشعب الفلسطينى فمن لم يمت من التفجيرات يموت من الجوع والمرض
فالعالم بين صامت ومتأمر فهذه الحرب أثبتت أن المجتمعات العربية بين خادم للكيان أو متأمر فقد إنتهت حلول الأرض ونحن على ثقة فى حلول الله عز وجل .