الشاعر عمر دغرير يكتب : "مسارج البوح"للكاتبة والشاعرة عائشة الخضراوي

الشاعر عمر دغرير يكتب : "مسارج البوح"للكاتبة والشاعرة عائشة الخضراوي
الشاعر عمر دغرير يكتب : "مسارج البوح"للكاتبة والشاعرة عائشة الخضراوي

هي كاتبة وشاعرة تونسية من مواليد مدينة سليمان التابعة لولايةنابل وهي أستاذة متحصلة على الأستاذيّة في اللّغة والآداب العربيّة وكذلك الشّهادة التّكميليّة في الأدب المقارن..عملت أستاذة في التّعليم الثّانوي ودرّست اللّغة والأدب العربيّ والتّرجمة وفي هذه المعاهد أشرفت على تنشيط نوادي فكرٍ وأدب .وهي عضو مؤسّس للصّالون الأدبيّ ألزوراء النّاشط في مدينة مساكن بولاية سوسة .تكتب الشعر والنثر وبعض المحاولات النقديّة في شكل مقدّمات لكتب بعض المبدعين من الأصدقاء
كما قامت بترجمة مجموعات من القصص القصيرة جدّا لمؤلّف سعوديّ .
          من أهم مؤلفاتها :
(1)   " مواكب ضوء " مجموعة شعرية عن دار رسلان للنشر
(2)  " مسارج البوح " نصو سردية
(3)   " معاريج الأشواق " مجموعة شعرية عن دار رسلان للنشر
(4)   " إقاع مختلف " نصوص سردية عن دار الوطن العربي للنشر سنة 2019
(5)   " روح وريحان " كتاب مشترك مع الشاعر المصري أحمد موسى .
(6)   " وصال " مجموعة شعرية عن دار البدوي للنشر سنة 2019  ترجم إلى الفرنسية 
(7)  " إيقاع مختلف " مجموعة شعرية   صدرت سنة 2020 

وجوه عائشة مختلفة والمرآة واحدة ,في (مسارج البوح)
قراءة بقلم الشاعر عمر دغرير :
          بديهي جدا أن إشكالية الكتابة في زمن ما وفي مكان ما تتطور صعودا وفق وتائر الحياة الإنسانية بكل زخمها وتنوعاتها المتلاحقة .
وعلى هذا الأساس تعتبر النتاجات النثرية أوالشعرية صيحة فنية إبداعية تكون قد مهدت السبيل لإنتشار بعض الأسماء المبدعة في الساحة الثقافية وشكلت البذرة التي عبرت رغم الشتاءات القاسية لتنبت أزهارا جميلة تحرك مشاعر الناس وأحزانهم وانفعالاتهم .
والشاعرة عائشة الخضراوي في مسارج البوح أضافت الكثير الى اللغة العربية والى القص في آن .
في هذا الكتاب نقف على العديد من الحالات والإضاءات والإعترافات . فكانت عائشة الشخصية الرئيسية تتحول الى أكثر من عائشة . بحيث نراها تتعرى تماما أمام مرآتها وتبوح بما تيسر من دموع وفرح وحيرة وأمل وحكمة وتيه وذكريات وحكايات وأسرار مع البحر والنوارس والأصدقاء .
أكثر من ثلاثين مسرجا تاثث بها الكتاب . وفي كل مسرج حكاية مختلفة بطلتها عائشة وصديقاتها او شبيهاتها . وكانت البداية مع خلاصة لسرّ أسرت به عائشة الصديقة الى عائشة الكاتبة : 
( ...هذه صديقتي إسمها عائشة مثلي وهي تلازمني وألازمها كجملتي الشرط والجواب أوهي كظلي ..) 
في ضوء هذه المسارج يكبر الحنين وينهمر البوح والشوق : 
( ...أتذكرين يا صديقتي كم كان يجلس اليّ في هذا المكان عند الأصيل وكان يقول : إن الشمس وحمرتها على صفحة البحر تذكيان جذوة اللهب ونار الحب ...) .
وتطيرعلى أجنحة الخيال ثم تغوص في الذكريات بعيدا لتطفو على حلم سرعان ما يتبدد .
          عائشة الكاتبة تتنقل من مسرج الى مسرج وتشعر القارئ بوجودها. وتكلمه في أغلب الأحيان وكانت في كل مرة تستعين بشبيهاتها وما أكثرهن في الكتاب . حتى أنها في المسرج السابع نراها تقترب منا أكثر وتبوح بما لم نكن نتوقعه :
(... رأيتني تائهة بين أشباهي أحملق في وجوههم وأخترق أقنعتهم فألمس بما يعودني من بقايا حس حفر الألم وراءها . ألم يشقق جسدي ويقرع هوة الفراغ في أذنيّ...) .
          وفي مسرج آخر نجدها تعترف بأن المرأة تتعدد وجوهها على إمتداد اليوم بحيث نراها تلبس وجها في الصباح ووجها في العمل ووجها مغايرا في الليل : 
(...أرانا نلبس عدة وجوه في دورة يوم...) .
          والملفت للنظرأن حالات عائشة الكاتبة لا تختلف عن حالات عائشة الأخرى في كل المسارج : (... إلتفتت الى عائشة الأخرى عسى ترى بها ما لم تر فوجدتها شاحبة منطفئة في حال مثل حالها ...)
الأمر الذي جعلها تشك أحيانا أن ذاتها هي نفسها ذاتها . فحين حدثت نفسها نفسها ذات بوح حارق وهذر .قالت : 
(...لم يصيبني الإنفصام أنا ؟...) .
فردت نفسها على نفسها وقالت والبوح في المآق مطر : 
(...أي نعم ...لم يا حياة رضيت لنا بذا الإستقرار على الإنفصام ؟ وهذه حالة من حالات كل النساء تقريبا..). .
          مسارج البوح هي في إعقادي مجموع حالات إمرأة أمام المرآة في زمن تجري فيه الرياح بما لا يشتهي السَفن .
وهي في الحقيقة سير قصصية تستحق المتابعة وقد صدرت عن دار رسلان للطباعة والنشر في أكثر من مائة صفحة وفي طبعة أنيقة قدمها الشاعر المنصف الوهايبي وقال عنها : 
(... مسارج البوح أو حالات عائشة تحت سقف من ريش النوارس..) .