إثر اللقاء الذي جمع وفدا من حركة فتح بآخر من حركة حماس في إطار مشروع المصالحة الفلسطينية في القاهرة، توجّه الرئيس الفلسطيني بالشّكر إلى السلطات المصريّة لرعايتها لهذا اللقاء. هذا وقد جدّد الرئيس الفلسطيني تأكيده في الإطار ذاته على أهميّة الدور الذي لعبته والذي تلعبه مصر تاريخيّا في دعم القضيّة الفلسطينية.
مؤخرا، عقد ممثّلون من حركتيْ فتح وحماس سلسلة من اللقاءات في العاصمة المصريّة القاهرة، ورغم الأصداء غير الإيجابية التي تناقلتها بعض الصحف الالكترونيّة والقنوات الإعلاميّة الفلسطينيّة إلّا أنّ الفصائل الفلسطينية تعمل جاهدًا على إيجاد مخرج من أزمة الصراع السياسيّ القائم منذ سنوات، وتحديدًا منذ افتكاك حركة حماس للسلطة في قطاع غزّة سنة 2007.
تُشير المعطيات الأوليّة إلى أنّ مشروع المصالحة حاليّا يمرّ بفترة مظلمة، تطغو عليها الخلافات ويصعب الوصول فيها إلى اتفاقات حقيقية. فبعد الاتفاق على إجراء انتخابات فلسطينية موحّدة، لم تتمكّن حركتا فتح وحماس من الاتفاق حول التفاصيل، وهو ما عقّد مسار المحادثات.
من ناحية أخرى، يعتقد أغلب المتابعين للمشهد الفلسطيني أنّ استئناف السلطة برام الله للتنسيق الأمني مع إسرائيل سيؤثّر ضرورة على مسار المحادثات الفلسطينية، ولن يكون هذا التأثير إيجابيا نظرا لرفض حماس الواضح لهذا التنسيق.
هذا و قد اكد مقربون من الرئيس أبو مازن أن القيادة الفلسطينية تثمن الدور المصري الرامي لتوحيد الصف الفلسطيني إلا أن عدم جدية حماس و عدم استعدادها لتقديم التنازلات التي تفرضها هذه اللحظة التاريخية الفارقة تمنع تحقيق أي تقدم في هذا الملف و تجعله أقرب للفشل .
من الواضح أنّ الخلافات العميقة بين فتح وحماس قد بدأت تؤثّر بشكل حساس على تقدم مشروع المصالحة، حتّى شرع البعض في الحديث عن إغلاق هذا الملفّ من أساسه.
لا تمرّ الطبقة السياسية الفلسطينية وتحديدا فتح وحماس بمرحلة جيّدة. يُعوّل الكثيرون على وعي القيادات السياسيّة الفلسطينية لتجاوز أزمات مثيلة، فهل يكفي الوعي لتجاوز خلافات عميقة حفرتها سنوات من الصراع ؟