تشهد الأراضى العراقية حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بسبب استهداف القواعد العسكرية الأمريكية خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما يهدد وحدة واستقلال الدولة العراقية التى عانت من انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة، وسط تخوفات من تصعيد بين واشنطن وطهران خلال الفترة المقبلة يعقد المشهد العراقى بشكل أكبر.
ونتيجة استهداف القواعد العسكرية الأمريكية فى العراق خلال الأشهر الأخيرة من قبل تشكيلات مجهولة، استهدفت واشنطن مواقع للحشد الشعبى العراقى فى محافظة الأنبار ما أدى لسقوط 25 قتيلا و51 جريحا، وفقا ما أكده مسئول فى الحشد الشعبى العراقى.
أكد مدير مديرية الحركات في هيئة الحشد الشعبى العراقى جواد كاظم الربيعاوى، الاثنين، عن ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى جراء القصف الأمريكى، الذى استهدف مواقع لقوات الحشد الشعبى غربى الأنبار، مشيرا إلى أن عدد القتلى قابل للزيادة نظرا لوجود جرحى في حالة حرجة وإصابات بليغة.
كانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت فى وقت سابق أمس الأحد، أن قواتها الجوية نفذت غارات "دفاعية" على خمسة أهداف فى العراق وسوريا ردا على الهجمات التي سبق أن استهدفت القواعد الأمريكية فى العراق، بينما أكد الحشد الشعبى تعرض مواقع تابعة له فى محافظة الأنبار لهجمات من قبل طائرات مسيرة أمريكية.
إلى ذلك، دان المرجع الدينى الأعلى فى العراق، على السيستانى، الضربات التى نفذتها الولايات المتحدة على مواقع الحشد الشعبى العراقى، مساء أمس الأحد.
ونشر الموقع الرسمى للسيستانى اليوم الاثنين، بيانا صحفيا قال فيه إن "المرجعية الدينية العليا تدين هذا الاعتداء الآثم الذى استهدف جمعا من المقاتلين المنضويين فى القوات العراقية الرسمية وأدى إلى استشهاد وجرح عدد كبير منهم"، مششدا على ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الرد على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف.
وأضاف البيان أن "السلطات الرسمية العراقية هى وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهى مدعوة إلى ذلك وللعمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين فى شؤونه الداخلية".
بدوره، قال الحشد الشعبى العراقى إن الهجوم استهدف قيادة قاطع عمليات الجزيرة فى محافظة الأنبار وموقع اللواءين 45 و46، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
واعتبر الحشد الشعبى القوات الأمريكية المتواجدة فى العراق أدوات عدوان ضد العراق ومؤسساته.
وقال مدير مديرية التوجيه العقائدى في الحشد الشعبى محمد الحيدرى فى بيان أصدرته هيئة الحشد الشعبى إن "العدوان الأمريكى الآثم على قوات الحشد الشعبى، مدان ومستنكر وجبان، وعلى جميع أبناء الحشد ومحبيهم والمدافعين عن الوطن رفض هذا العدوان الغادر والذى له دلالات"
هذا وتعرض مقر اللواء 45 الحشد الشعبى فى تمام الساعة السابعة مساء الأحد فى الموضع الدفاعى على الحدود العراقية - السورية ضد تنظيم داعش الإرهابى فى منطقتى غابة سلوم والحرش غرب الأنبار إلى ثلاث ضربات جوية أمريكية ، ما أدى إلى مقتل أربعة مقاتلين أحدهم معاون أمر اللواء وإصابة 30 مقاتلاً من منتسبي اللواء.
فيما أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية بيانا عقب الهجوم تتبنى فيه الهجمات التي استهدفت منشآت تابعة لحزب الله فى العراق وسوريا.
وتأتي الهجمات الأمريكية في ظل قصف معسكر K1 في محافظة كركوك ما أسفر عن مقتل مواطن أمريكى وإصابة أربعة من أفراد فى الخدمة الأمريكية واثنين من أفراد قوات الأمن العراقية، حسب بيان وزارة الدفاع الأمريكية.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكى، مارك إسبر، أن الضربات التى استهدفت منشآت تابعة لحزب الله فى العراق وسوريا، مساء الأحد، كانت ناجحة، لافتا إلى أنه لا يستبعد أي خطوات أخرى "إذا لزم الأمر".
وقال مارك إسبر للصحفيين: "سنتخذ مزيدا من الإجراءات إذا لزم الأمر للدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران من ارتكاب أعمال معادية".
مارك إسبر
وينتشر نحو 5 آلاف جندي أميركي فى قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولى لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى.
بدوره استنكر رئيس مجلس النواب العراقى، محمد الحلبوسى، الغارات الجوية التى شنتها القوات الأمريكية على قوات من الحشد الشعبى، والتى أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، معتبرًا هذا الاستهداف انتهاكا لسيادة العراق.
وأكد الحلبوسي ضرورة الالتزام بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي التي تتواجد على الأراضي العراقية بطلب وموافقة من الحكومة، وأن تتوحد الجهود لإكمال الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع