فيديو وصور.. سلم لى على النبى الغالى.. قبر الرسول بالحجرة الشريفة بقعة طاهرة تحفها الملائكة.. "اليوم السابع" يرصد وداع الحجاج للمدينة المنورة بزيارة قبر النبى.. ودموع وخشوع وتضرع وقراءة الفاتحة فى رحاب النبى

ودع ضيوف الرحمن قبر "الرسول"- صلى الله عليه وسلم- بزيارته، قبل عودتهم لمصر، فرحين أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج، وزيارة قبر المصطفى والصلاة فى الروضة.

بدموع الفرحة، وخشوع وخضوع، وقف الحجاج أمام قبر الرسول، لقراءة الفاتحة والصلاة على أفضل خلق الله كلهم، وعلى صاحبيه رضى الله عنهما، قبل المغادرة إلى بلدانهم فى ختام رحلة الحج.

إقبال الحجاج لزيارة قبر الرسول
إقبال الحجاج لزيارة قبر الرسول

هنا.."الحجرة الشريفة" التى تطلق على بيت النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان يقيم فيه مع أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، وتقع هذه الحجرة الشريفة شرقى المسجد النبوى، وكان يفتح بابها على الروضة الشريفة، وقد أكرم الله تعالى عائشة - رضى الله عنها - بأن جعل فى حجرتها قبر "النبى"- صلى الله عليه وسلم وصاحبيه "الصديق، والفاروق" رضى الله عنهما.

الحجرة النبوية
الحجرة النبوية

ولما انتقل "النبى"- صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى كان فى حجرة عائشة، لأنه استأذن من أمهات المؤمنين أن يُمرَّض فى حجرة عائشة رضى الله عنها، ولما توفى صلى الله عليه وسلم تبادل الصحابة الرأى فى المكان الذى يدفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الصديق رضى الله عنه إنه سمع حديثًا من رسول صلى الله عليه وسلم: "إن كل نبى يدفن حيث قبض" فدفن فى هذه الحجرة وكان قبره فى جنوبى الحجرة الشريفة.

قبر الرسول
قبر الرسول

وظلت عائشة رضى الله عنها تقيم فى الجزء الشمالى منها، ليس بينها وبين القبر ساتر، فلما توفى الصديق رضى الله عنه، أذنت له أن يدفن مع النبى صلى الله عليه وسلم، فدفن خلف النبى صلى الله عليه وسلم بذراع ورأسه مقابل كتفيه الشريفين، ولم تضع عائشة رضى الله عنها بينها وبين القبرين ساترًا، وقالت: إنما هما زوجى وأبى، وبعد أن توفى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أذنت بأن يدفن مع صاحبيه، فدفن خلف الصديق بذراع، ورأسه يقابل كتفيه، فعند ذلك جعلت عائشة رضى الله عنها ساترًا بينها وبين القبور الشريفة، لأن عمرَ ليس بمحرم لها، فاحترمت ذلك حتى بعد وفاته رضى الله عنهم جميعًا.

 

وللحجرة الشريفة وتسمى "المقصورة الشريفة" ستة أبواب، تشمل الباب الجنوبى ويسمى "باب التوبة" وعليه صفيحة فضية كتب عليها تاريخ صنعه فى عام1026، فيما يسمى الباب الشمالى "باب التهجد"، كما يطلق على الباب الشرقى "باب فاطمة"، فى حين يسمى الباب الغربى للحجرة الشريفة باب النبى، ويعرف بـ"باب الوفود"، إضافة إلى باب على يمين المثلث داخل المقصورة، وباب على يسار المثلث داخل المقصورة.

 

ووردت آثارٌ وأحاديثُ تفيد بأن الملائكة يحفون بالقبر الشريف ليلاً ونهاراً، ويصلون على "النبى"- صلى الله عليه وسلم- كما رواه الدارمى والبيهقى، وقد مرت الحجرة الشريفة بالعديد من الإصلاحات والترميمات بدءًا بفعل عمر بن الخطاب رضى الله عنه للمسجد النبوى الشريف عام 17هـ حيث أبدل الجريد الذى كان فى البيت جداراً، وفى الزيادة التى أمر بها الوليد بن عبد الملك عام 88-91هـ أعاد عمر بن عبدالعزيز بناء الحجرة الشريفة بأحجار سوداء بنفس المساحة التى بنى بها بيت "رسول الله"- صلى الله عليه وسلم، ثم بنى حول الحجرة الشريفة جداراً ذا خمسة أضلاع، بصورة شكَّل معها فى مؤخرة الحجرة مثلثاً حتى لا تشبه الكعبة المشرفة فى بنائها.

 

وفى عام 557هـ حفر الملك العادل نور الدين الشهيد، خندقاً حول الحجرة الشريفة، وصب فيه الرصاص للحيلولة بين الجسد الشريف ومن يريد الوصول إليه، وفى عام 668هـ أقام الظاهر بيبرس مقصورة خشبية ذات حواجز ولها ثلاثة أبواب، وفى عام 694هـ زاد الملك العادل زين الدين كتبغا على حاجز المقصورة حتى أوصله إلى سقف المسجد، وفى عام 678هـ أقام السلطان محمد بن قلاوون الصالحى قبة فوق الحجرة الشريفة وكانت مربعة فى أسفلها مثمنة فى أعلاها وصفحت بألواح من الرصاص.

قبر الني صلى الله عليه وسلم
قبر النبي صلى الله عليه وسلم

وفى عام 881هـ جدد هذه القبة الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، وفى عام 886هـ تأثرت القبة من جراء الحريق الثانى الذى وقع فى المسجد، وفى عام 887هـ فى عهد السلطان قايتباى، جدّد بناء القبة، ووضعت لها دعائم قوية فى أرض المسجد، وبنيت بالآجر، كما جعلت للمقصورة الشريفة نوافذ من النحاس من جهة القبلة فى أعلاها شبك من النحاس أيضاً، أما فى الجهات الشمالية والشرقية والغربية، فقد جعلت للمقصورة نوافذ من الحديد فى أعلاها أشرطة من النحاس.

 

وتوالت أعمال الترميم والإصلاحات التى شهدتها الحجرة الشريفة، ففى عام 892هـ أعيد بناء القبة مرة أخرى بالجبس الأبيض بعد أن تشقق أعلاها، وكان ذلك فى عهد السلطان قايتباى أيضاً، وفى عام 1233هـ فى عهد السلطان محمود بن عبد الحميد أعيد بناء القبة لآخر مرة، حيث تشققت القبة فى عهده، فأمر بهدم أعلاها وإعادة بنائه من جديد، حيث لا تزال قائمة إلى اليوم، وفى عام 1253هـ أمر السلطان عبد الحميد العثمانى بصبغ القبة باللون الأخضر فأصبحت القبة تعرف بعد ذلك بالقبة الخضراء، وكانت تسمى فيما سبق القبة الزرقاء أو القبة البيضاء أو القبة الفيحاء، وفقاً لما ذكرت "واس".

 

وتولى المملكة العربية السعودية منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود جلّ اهتماماتها بالحجرة الشريفة وبالقبة الخضراء، فحافظت على البناء العثمانى للمسجد الشريف، وعملت على تدعيمه وترميمه كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وتتفقد الحجرة الشريفة وتعمل على صيانتها بكل أدب واحترام، وتعهد ذلك إلى من تثق فى دينه وأمانته، كما تحرص على رعاية وطلاء القبة الخضراء، كلما انكشف اللون نتيجة للعوامل الجوية، حتى كنا نرى ذلك التجديد يحدث سنويًا حتى يومنا الحاضر.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع