الدكتور كمال مغيث يفتح قلبه لصوت بلادى ويضع تصور لحل أزمات منظومة التعليم في مصر

الدكتور كمال مغيث يفتح قلبه لصوت بلادى ويضع تصور لحل أزمات منظومة التعليم في مصر
الدكتور كمال مغيث يفتح قلبه لصوت بلادى ويضع تصور لحل أزمات منظومة التعليم في مصر

حوار . ݘاكلين جرجس

 

  • الدستور ينص على أن ينفق على التعليم قبل الجامعى 4% من إجمالى الناتج المحلى و هو الأمر الذى يصل من 89 مليار إلى  170 مليار أى الضعف.
  • العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص كان نتيجة نضال المصريين حتى لا يُحرم الفقير الذى لديه مواهب و قدرات من التعليم .
  • أطالب بوضع مادة فى الدستور يكون نصها كالتالي " مؤسسات التعليم مؤسسات وطنية تهدف إلى دعم وتعزيز المواطنة ، و الانتماء الوطنى و يحظر فيها الدعاية الطائفية و السياسية ".
  • المؤسسة التعليمية تكتسب هيبتها و مصداقيتها من قدرتها على أداء دورها المنوطة به .

 

 

حتى الأن لا يزال البيت المصرى منشغلًا بنتائج الثانوية العامة و مراحل التنسيق ،و القلق المستمر لكل أسرة لديها أبن او أبنة فمستقبل أولادهم هو شاغلهم الوحيد فى تلك الفترة ؛ فدائما تحتل قضايا التعليم و مشكلاته مكانة هامة فمستقبل التعليم سينعكس بلا شك على مستقبل الوطن .

وفي ظل اللغط الأخير الذي أحدثته المنظومة الجديدة للتعليم و التي يشرف عليها د. طارق شوقي ؛ نجد أنه لا يمكن الحديث عن تجديد المنظومة دون إحداث تغيير في المناهج التعليمية، وطرق التدريس لتعتمد على فكرة البحث والمقال واللقاء الشفهي بدلًا من التلقين، وتغيير منظومة الامتحانات من قيامها على فكرة حفظ المعلومات إلى البحث والمهارات العقلية .

وعليه كان اللقاء مع د . كمال مغيث الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية وصاحب العديد من المساهمات الفكرية في مجال تطوير التعليم.

 

و إلى نص الحوار :

 

  • ونحن نعيش ذكرى ثورة  23 يوليو .. كيف ترون تعامل قياداتها مع أوضاع  التعليم .. ما لها و ما عليها ؟

الثورة وقيامها كانت ضرورة موضوعية ، فقدمت إنجاز تأميم القناة ، إنشاء السد العالى ، و التعليم المجانى ، و أيضا فى مجالات التصنيع وإقامة صناعات جديدة ، و اخيرًا العمل على دعم مبادئ العدالة الاجتماعية عبر إنجازات عظيمة..

لكن كان للثورة بعض الأخطاء والإخفاقات ، منها بث الروح الشوفونية التى اثارتهابين الشعب في معاداة كل ما هو أجنبي بدون مبررات موضوعية ، و احتفاظ ناصر بمكانة الرجل الاول فى الدولة فوق القانون و المؤسسات و الدستور ،الخلط في تخصيص الوظائف بين المدني والعسكري . .. وكل تلك الأمور كان لها تأثيرات سلبية على أداء مؤسسات الدولة والتي منها المؤسسات التعليمية ..

 

  • ماذا عن دوركم و دور كل المراكز البحثية التربوية و التعليمية من تقديم مساهمات فكرية جادة فى مجال الاصلاح التعليمى ؟

لقد قدمنا الكثير من الأبحاث في مجالات ظاهرة العنف فى المدارس ، و العنف المتأثر برسائل أهل التطرف الدينى ، لكن اتخاذ القرار له آليات اخرى غير الاستفادة بمخرجات الأبحاث العلمية و المنطقية ، مثل ضرورة مراعاة التوازن و و افتقاد سبل التواصل المباشرة مع متخذ القرار .

  • حدثنا عن العدالة الاجتماعية مع انتشار المدارس و الجامعات الاجنبية و الدولية  ، هل تضر أم تفيد فى تطبيقات تطوير التعليم ؟

العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص كان نتيجة نضال المصريين حتى لا يُحرم الفقير الذى لديه مواهب و قدرات من التعليم ، ففى ايام محمد على كان التعليم مجانا ، وفي عهد الخديوى اسماعيل كان التوسع فى التعليم ، وكان لديه مشروع قومى ان يكون التعليم للجميع لكن مشروعه لم يكتمل بسبب الاحتلال البريطانى ، ثم فى ثورة 1919 كان أول نص على مجانية التعليم الأولى و الإلزامى فى دستور 1923، ثم عندما أصبح د. طه حسين نائبًا لوزير التعليم سنة 1944 أكد على مجانية التعليم الابتدائى ،ثم عندما أصبح وزيرًا للمعارف أضاف المجانية على التعليم الثانوى ، و بإندلاع ثورة يوليو اقرت مجانية التعليم العالى و الجامعى سنة 61 و كانت مجانية التعليم هى المبادئ التى استقرت فى التاريخ المصرى لكن الدولة بدأت تتخلى تدريجيا عن مجانية التعليم بجعل التعليم الحكومى تعليم فقير غير فعال فقام المواطنين بإنشاء المدارس الخاصة فاصبح التعليم هم دائم و عبء ثقيل على الاسرة .

 

  • كيف ترون مظاهر العنف فى المدارس إلى حد مطالبة البعض بوجود ممثلين لوزارة الداخلية فى مدارسنا ؟

المؤسسة التعليمية تكتسب هيبتها و مصداقيتها من قدرتها على أداء دورها المنوطة بها ، اما عندما تفقد المدرسة تلك الهيبة والتي يمثلها المعلم والإدارة المدرسية ، تفتقد المدرسة دورها التربوي والتعليمي ، لتصبح مؤسسات طاردة ، وبالتالي تكون مراكز الدروس الخصوصية ( السنتر ) هي الأكثر جاذبية ، وتنهار صورة ( مدرس زمان ) وعدم احترامه من الطالب متلقي الخدمة التعليمية ..

 

  • ما رأيكم فى تطبيق نظم المدارس اليابانية ؟

هي تجربة نالت دعاية اكثر من اللازم ، فعددالمدارس المطبق فيها تلك النظم حوالى 30 مدرسة ، ولا يوجد لديهم مناهج جديدة ، و تعتمد على" التوكاتسو " بمعنى مشاركةأولياء الأمور فى أنشطة المدارس ، لكن إذا كنا هنستفيد بمناهج جديدة او مداخل جديدة للتعلم فمرحبا بها .

 

  • التعليم وصناعة التطرف .. كيف ترون الأمر  ؟

التعليم مُنتج يتم صناعته عبر ثلاثة محاور لدى الشخص " العقل والوجدان و المواطنة " ، فمثلا هناك معجزات فى الديانات الاسلامية و المسيحية نحن نقبلها ونؤمن بها بوجداننا و قلبناو عقولنا ؛لكن عند التفكير فى حقيقة الأمور نستخدم العقل و المنهج ، وعلى المستوى الوجدانى أن يكونلدي الطالب وجدان ثرى يحب الفنون والإبداع والجمال والمشاعر الإنسانية ، و لديه هوايات .أما " المواطنة " فلابد من دعم آليات تحقيق المساواة في أداء الواجبات بمسئولية وطنية، وفي المقابل التمتع بنيل كامل الحقوق دون أدنى تفرقة سواء عند اختلاف الدين او اللون او العرق ، لكن للأسف هناك مشكلات مجتمعية متعددة فالتعليم لا يقوم بدوره فى توعية الاطفال من خلال هذه المحاور فهو يعتمد على التلقين و الحفظ لذلكلا يستطيع التعليم المساهمة الحقيقية في بناء شخصية الطالب مما يمكنه من إقامة حوار او إيجاد حلول للمشكلات فيقعوا فريسة سهلة فى براثن المتطرفين الاقوياء أصحاب الافكار الشاذة والغريبة عن مجتمعنا . ولا ينبغي أن تدار بعض مؤسساتنا التعليمية كمؤسسات دينية . لذلك فإن الأفكار المتطرفة مثل أفكار ابن تيمية وسيد قطب و حسن البنا وغيرهم توجه أفكار من يقرأونلهم إلى أن يصبحوا إرهابيين ، لكن إذا كان لدينا المدارس و الجامعات المستنيرة التى تساهم فى الحث والتوجيه لاستخدام العقل و التفكير سنتمكن من اقتلاع الفكر الإرهابى من جذوره .

 

 

  • كيف ترون كارثة تراجع الجهود فى قضية ( محو الأمية ) و لما لا يتم تطبيق تجارب نجحت لدول اخرى مثل كوبا ؟

نحن فى كارثة حقيقية فهيئة محو الأمية و تعليم الكبار هيئة لم يتم تطوير آلياتها ، نحن قي حاجة ضرورية عاجلة لحركة قومية جادة و تقديم اقتراحات جديدة لمحو الأمية ، فإحدى أهم مصادر تفشي الأمية هي عدم السيطرة على عمليات التسرب من التعليم التي وصلت لحدود 8 أو 10 % مع استمرار الزيادة فى نسبة التسرببسببالفقر و تدهور التعليم ، فيتسرب من 20 مليون لدينا في مؤسسات التعليم 2 مليون مواطن دون معرفة القراءة او الكتابة .

 

  • كيف ترى منظومة د . طارق شوقى ما لها و ما عليها ؟ و هل هى بالفعل جزء من خطة الدولة الاصلاحية فى 2030 ؟و ماهى معوقات تنفيذها و هل جاءت فى التوقيت المناسب ؟

بعد انتخاب الرئيس السيسى (يونيو 2014) أصدر قراره بتشكيل اللجنة الاستشارية الرئاسية لتطوير التعليم برئاسة الدكتور طارق شوقى ، و كان أملنا كبيراً بعد تشكيل هذه اللجنة أن تتوفر الإرادة السياسية للانعتاق من نفق التعليم المظلم وتخلفه ، وتصورنا أن اللجان ستتشكل فورًا.. لجان تختص بمعالجة وتطوير المناهج ، و أخرى لإصلاح نظم طرق التدريس، و ثالثة تختص بالتقويم، ، ورابعة معنية بشأن المعلم، وخامسة لمناقشة دور الإدارة المدرسية والبنية الاساسية للمدارس، التسرب، الأنشطة .. وغيرها الكثير من أولويات هموم وقضايا المنظومة التعليمية ، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، و وجدنا اللجنة تبتكر برنامجا تدريبيا بعنوان: "المعلمون أولا" والذى كان شعارا تبنته اليونسكو منذ سنوات .. و قامت اللجنة بتمويل هذا البرنامج من خلال الحصول على تمويل من صندوق" دعم وتمويل المشروعات التعليمية" التابع لمجلس الوزراء، والذى تم فيه تدريب مالا يزيد على خمسة عشر الف معلم من إجمالى مايصل إلى مليون ونصف معلم فى التعليم المصرى، وكان من المنطقى ان يسأل أهل الكار: ماجدوى تدريب المعلمين وحده مالم يكن مصحوبا بتطوير المناهج وطرق التدريس وطرق التقويم وغيرها فالمعلمون لا يعملون فى جزيرة منعزلة وانما هم جزء من منظومة تعليمية متكاملة .

لقد أصبحنا امام تصريحات إعلامية لكن ليس هناك منظومة حقيقة او رؤية واضحة لما يسمى بمنظومة التعليم .الا يجب ان يعين خبير متدرب لديه القدرة على التعامل مع الأساليب التكنولوجية الحديثة كالتابليت الذى تم توفيره ؛ لرصد المشكلات وتجميعها فى تقارير حتى يكون لدينا فى نهاية العام بيانات تؤهلنا فى حل مشكلات التابليت و تفاديها فى العام المقبل .كان يجب وضع أليات جديدة لتنفيذ تلك المنظومة بشكل سليم .

  • هل ترون  اهمية لوجود مناهج دينية فى المدارس أم أن مكانها المناسب فى الجامع و الكنيسة ، و هل نحتاج إلى تغيير و تطوير تلك المناهج استجابة لدعوات التنوير و الاصلاح وقبول الآخر  ؟

الاصل فى المدرسة تطبيق كل آليات " المواطنة " ، وقد طالبت بوضع مادة فى الدستور يكون نصها كالتالي " مؤسسات التعليم مؤسسات وطنية تهدف إلى دعم وتعزيز المواطنة ، و الانتماء الوطنى و يحظر فيها الدعاية الطائفية و السياسية ". وكان لدينا مقترحات متعددة تخص موضوع التربية الدينية ، منها أن لا يوجد تدريس لمناهج التربية الدينية فى المدارس و تدرس فى الكنيسة و الجامع ، واتفق جدا مع هذا المقترح .أما الأمر الاخطر ان تكون التربية الدينية مادة درجات وهذا يفتح باب المشاكل والفتن على مصر .

اما باقى المناهج فهى تحتاج ان ننقيها من التراث الدينى الغير مدقق والسلبي الموجود فى كتب العلوم و التاريخ و الجغرافيا و اللغة العربية ، و أهمية مراجعة الكتب الدينية بحيث لا تتعارض مع العقل أو المنطق أو مواثيق حقوق الإنسان و تكون أكثر اتساقا مع المواطنة .

 

  • طالعنا بعض الأخبار  بالموافقة على إنشاء عدد من المدارس الازهرية و نجد بعض الترحيب و القبول الاعلامى بها ... فهل نحن فى حاجة إلى مزيد من المدارس الدينية التى قد تكرس لعمليات الفصل و التباعد بين أصحاب الديانات المختلفة و ربما تتطور الى الفصل بين أصحاب المذاهب ايضا ، بينما نحن نشكو من تبعات التمييز الطائفى ؟

انا ضد التنوع و الازدواجية فى التعليم قبل الجامعى ، و ارى ان المعاهد الأزهرية تعتبر كارثةفهم يدرسوا مناهج تفتقد في بعضها إلى المراجعة والتدقيق و مواد فى الفقه لم يتم تأليفها فى مصر و لم تصاغ فى القرن العشرين و لم تكتب من الأساس لتكون كتبًا مدرسية للتلاميذ ،مثل تدريس التفسير النسفى لرجل باكستانى عاش فى القرن الحادى عشر و يدرس حتى الآن وكان قد حاول فضيلة الشيخ سيد طنطاوى إدارة عملية اصلاح و إلغاء الكتب القديمة و تفعيل الوسيط فى الفقه للمذاهب الأربعة لكن بعد رحيله تم الغاء كتابه و الرجوع للكتب القديمة .

الازدواجية التعليمية واحدة من الكوارث التى تصيب جسد التعليم المصرى ، فالاصل و الجزع الرئيسى هو أنيكون التعليم هدفه تحقيق ودعم آليات المواطنة ، ويكون نوع واحد من التعليم و نمط واحد فدور المدرسة التأكيد على تفعيل الانتماء الاجتماعى و الأهم الانتماء للوطن .

 

  • كيف ترون احوال نقابة المعلمين و التى تساهم بدور سلبى فى ظلم المعلم رغم انها الأكبر من حيث العضوية ، و هى الاقل من بين كل النقابات فى تقديم خدمات ؟

بالفعل ، نقابة المعلمين دورها سلبى وهى فى اسوأ حالاتها فهى تضم أكثر من مليون معلم ، وهى تُعد أخطر نقابة لأن المعلمين صوتهم متواجد فى كل البيوت إن لم تكن مدرسًا فابنك تلميذو بالرغم من ذلك نجد عشرات القضايا التى تخص التعليم لا تستطيع النقابة ان تدلى بدلوها في شأنها .

  • كيف ترون محاولات هدم مكتب التنسيق و دخول الكليات من خلال اختبارات القدرات فقط ؟

مكتب التنسيق يختصر مئات الالاف من الطلاب فى " المجموع " وليس له أى علاقة بقدرات أو مواهب الطلاب أو قدراتهم وبالرغم من ذلك فهو أعدل معيار ومضطرين الحفاظ عليه إلى أن يتم وضع معايير جديدة وجيدة عادلة مع ضمان عدم تدخل أي وساطات ، و اقترح دخول الجامعة بمعيار من ثلاث فروع شهادة الثانوية ، ومواد مستوى رفيع مثل الفنون ، الفلسفة و القانون ، ثم اختبار قبول من الجامعة .

  • ماذا عن مدارس المتفوقين هل نحن بحاجة الى مثل هذه النوعية من المدارس لتكوين العلماء و النوابغ ؟

نحن نحتاجها بالفعل ، وهى تجربة جيدة رغم المعاناة مع بعض المشكلات ، لأننا فى حاجة إلى أن تعتمد المدارس على مناهج البحث العلمى المستمر .

 

  • كيف ترون نظام امتحانات " البوكليت " هل ساهم فى تراجع نسب الغش و القضاء على الدروس الخصوصية؟

لا يوجد أى بحث أو استطلاع رأي أثبت ان البوكليت خلال الثلاث او الأربع سنوات الماضية قضى على الدروس الخصوصية ، لكن ربما ساهم في تقليل نسب الغش في الامتحانات .

 

  • هل الحل فى التابلت ..  ؟

التابلت معلوم واحد و عشرين مجهولًا ، المعلوم الأول أننا سنقوم بشراء التابليت و سيصل ثمنه 4 مليار جنيه ، وهنا نسأل : هل نصف مليار ليس كفيلا بعمل مصنع تابلت فى مصر ؟!

اما المجهول : هل تم تدريب المدرسين ؟ .. هل تم إجراء استبيان للمدرسين والمفتشين و الطلاب للتعرف على نسب من يجيدون مهارات التعامل مع التابلت ؟.. هل تم إعداد المادة التعليمية المناسبة للتابلت ؟ ..هل تم التأكد من أن هناك شبكة انترنت تغطى 500 أو 600 ألف تلميذ للدخول عليها فى نفس الدقيقة ؟ .. هل تم إعداد الفصول لتناسب التعامل مع التابلت مثل التزود بوصلات الكهربا المناسبة ؟ ..هل هناك تجربة استطلاعية إذا كان الاطفال يقومون باستخدام التابليت خارج المقررات التعليمية ؟ و ما مدى تاثير التابلت على الأطفال صحيا وتوعيتهم بها ؟...

  • ما هى مقترحاتكم فى  مواجهة تدهور ميزانية التعليم ؟

أرى أن إنشاء صندوق للتعليم أو القروض أو التبرعات ،أو حتى مساهمة الأوقاف فى التعليم كله كلام غير مفيد ، فالتعليم يجب أن يكون له الأولوية ، ويمكن للدولة توظيف المنح والمعونات التى تحصل عليها وزارة التعليم من الدول الأجنبية. و أن الدولة مسؤولة بحكم الدستور ان تقوم بتوفير 4 % من اجمالى الناتج المحلى للتعليم ، حيث كانت ميزانية التعليم 89 مليار جنيه فى العام الماضى و هذا يعادل 8 % من الانفاق الحكومى و أقل من 3% من إجمالى الناتج المحلى ، و ينص الدستور على ان ينفق على التعليم قبل الجامعى 4% من إجمالى الناتج المحلى و هو الأمر الذى يصل من 89 مليار إلى170 مليار أى الضعف .

 

  • كيف ترى احوال المُعلم المصرى و السبب الحقيقى وراء تراجع الأداء لدى بعضهم وانتشار الدروس الخصوصية ؟

ان المعلم المصرى الذى يعتمد على دخله فقط أصبح أفقر معلمى الأرض وهو المدخل الهام لما يحدث للتعليم فى مصر، فمرتبه عبارة عن 60 دولار فى الشهر و هو ما يعادل 1000 جنيه ، بينما أقرب معلم عربى فىالجزائر 400 دولار ،..كيف يبدأ حياته بهذا المبلغ الزهيد مما يضطره إلى ابتزاز الطلاب و إعطاء الدروس للحصول على مزيد من الاموال .

أما المدرس زمان اللى كان ليه هيبة ، كان مرتبه بأسعار اليوم فى بداية حياته العملية حوالى 12 ألف جنيه فيكون معتز بنفسه مكتفيا بمرتبه ومتفرغ لعمله فى المدرسة بمنتهى الاخلاق و الضمير ، وبالتالي لم يكن هناك وجود لما يسمى بالدروس الخصوصية و السناتر التعليمية .