تعتبر موهبة قراءة القرآن الكريم من المواهب التى يتم اكتشافها فى سن مبكرة إلى أن يصبح متميزا وقارئاً متمكناً، وخلال السنوات القليلة الماضية ظهر على الساحة عدد كبير من الشباب أصحاب أصوات متميزة فى قراءة القرآن الكريم، وفى الإسكندرية خرج منها عدد من الأصوات المميزة منها صوت الشيخ إبراهيم البلتاجى الذى كرس حياته لدراسة وتعليم القرآن الكريم فهو فى العقد الثالث من عمره بدأ حياته بالتعليم الأزهرى وكان يلقبه والده بـ" الشيخ" وأصر على تعليمه القرآن، وكان يأمل أن يراه شيخاً يحمل القرآن رسالة ويعلمها للأجيال، حاوره "اليوم السابع" لمعرفة قصة حبه ودراسته للقرآن.
وإلى نص الحوار ..
البداية كيف علمت بأن صوتك مميزاً فى القرآن الكريم ؟
البداية كانت من الأسرة، ووالدى عندما كان يسمع صوتى أثناء قراءة الأيات الصغيرة كان يشجعنى، وقبل وفاته كان يلقبنى بـ"سيدنا الشيخ" وكان يأمل أن يرانى شيخاً يحمل القرآن ويحفظه ويعلمه للأجيال ولكن توفاه الله قبل أن أحقق ذلك فى حياته لصغر سنى، وقررت أن استكمل المسيرة بدراستى فى الأزهر حتى المرحلة الجامعية وحصلت على ليسانس فى أصول الدين، وأدرس حاليا فى الماجستير وتفسير القران بجامعه الأزهر.
وفى مرحلة الإعدادى عندما أقرأ الورد اليومى كنت أقرأه بطريقة وكأننى أمام الميكروفون مما زاد بعد ذلك من ثقتى فى نفسى.
فى أى عُمر ختمت حفظت القرآن الكريم؟
ختمت القران فى الصف السادس الابتدائى، فى معهد الفتح المبين الأزهرى، وبدأت أقرأ فى مسجد بجوار المنزل بمنطقة محرم بيك، وختمت القرآن على يد الشيخ على سعد رحال من أشهر المشايخ بالإسكندرية، ومن بعدها فى المرحلة المبكرة بدأت الناس تعرفنى جيدًا وبطلبونى فى الحفلات والليالى الدينية والأمسيات مثل "المولد النبوى وليلة الأسراء والمعراج"، وكنت أقرأ برواية حفص ثم شُعبة والأمام بن عامر، واستمر يوميا مراجعة 5 أجزاء كورد يومى حتى لا ينسى.
وشكل الشيوخ الكبار وقراء القرآن مثل "الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى إسماعيل" وجدانى فى تلك الفترة، وكنت أنتظر الأمسيات والإذاعة الخارجية التى كانت تذيعها إذاعة القرآن الكريم كل أسبوع لكى أتعلم منهم طريقة نطق الحروف وأتعلم من أسلوبهم الممتع.
كيف تعلمت التجويد وتحسين نبره صوتك فى قراءة القرآن؟
درست التجويد فى المرحلة الجامعية وبدأت أن أطور فى نفسى وصوتى لأنى دخلت مرحلة جديدة وتقابلت مع عدد من الموسيقيين وتعلمت منهم النغمات وطريقة الإلقاء والمقامات الموسيقية، بالإضافة إلى حرصى على التعلم من خلال الاستمتاع إلى العديد من القراء والبحث عبر الإنترنت بشكل مستمر لكى أطور من نفسى وأتعلم كل جديد.
هل فكرت فى تغيير المهنة خاصة أنك حصرت دراستك فى القرآن منذ الطفولة؟
أنا كرست حياتى لدراسة وتعليم القرآن الكريم وبجانب عملى أقوم بدارسة الماجستير فى علوم القرآن والتفسير وحصلت على العديد من الشهادات الأزهرية وأحرص على التعلم فى هذا المجال وأنفع به غيرى .
هل ترى اختفاء الكتاتيب أثر على حفظ القرآن الكريم للأجيال الجديدة؟
الكتاتيب كان لها عامل كبير لسنوات طويلة ولكن أسلوب التعليم فيها قديما لا يمكن استخدامه حاليا وهو التعليم بـ"العصاية" هناك أساليب آخرى لتعليم القرآن الكريم والتعليم بشكل عام لكى تحبب الطفل فى الحفظ والتعليم وليس الإجبار لأن هذا الأسلوب قد يخلق من الطفل صفات عير مرغوب فيها مثل أن يصبح غير قوى الشخصية .
بأى طريقة تقوم بتعليم القرآن الكريم للأطفال؟
استخدم أسلوب التحبيب فى حفظ القرآن الكريم وشرح الأيات بطريقة مبسطة لكى يستوعبها، وذلك من 5 سنوات وما فوق حتى يستطيع الحفظ مثال أقوم بتقريب التفسير للمواقف الحياتية ومن خلال نكته لكى يستوعب الشرح لأن الأجيال مختلفة، ولم يقبل أسلوب التهديد أو العصاية كما كان يستخدم قديما مع أن هذا الأسلوب خرج العديد من المشايخ والقراء وكبار العلماء فى كافة المجالات .
والأسلوب المبسط هو الأمثل فى الشرح خاصة أن الأطفال فى الجيل الحالى يسأل أسئلة لم تخطر فى بال أحد، وأذكر أن أحد الأطفال سألنى أنه لماذا الفيل استخدم فى القرآن وسميت سورة بأسمه وليس الأسد باعتباره قوى وشجاع، لذلك يجب على المحفظ أن يكون جاهزا بإجابات مقنعه وأن يكون على دراية كبيرة من العلم.
ماذا عن أول خطبة لك؟
كان عمرى 20 عامًا وكانت صدفة والخطيب لم يأت إلى خطبة الجمعة، ورشحنى المواطنين للخطبة باعبتارى دارس للأزهر، وتحدثت عن القران وفضله وبركته وكانت سريعة مدتها عشرة دقائق، ولكن أدائى لم يرضين، ومن هنا قررت أن أضع الخطابة أمامى وأن لا أطلع على المبنر إلا لو كنت مميزا وأعرف جيدا أسلوب الخطابة، وتعلمت أسلوب الخطابة على أيدى شيوخ كبار وطورت من نفسى حتى أصبحت متميزًا.
لكونك صغيرًا فى السن يؤهلك للتواصل مع الشباب وإلى عقولهم.. فماذا عن أغرب المواقف التى تعرضت لها؟
استمع للجميع وتحديدًا الشباب، وتعرضت لموقفين منهم أحد الشباب كان على وشك الألحاد وكان أول مرة يدخل المسجد وكانت بالصدفة الخطبة عن التطرف والالحاد وكنت أذكر موقفًا للإمام أبوحنيفة عندما واجه لأحد الحديث وكيف أقنعهم بوجود الله وبعد الخطبة جاء لى وتحدث معى واقنعته بالإيمان بالإثباتات والبراهين، وأن الدنيا لم تخلق بالصدفة ولكنها بإرادة الله سبحانه وتعالى ويواصل حتى الآن على الصلاة والإيمان بالله .
بينما الموقف الثانى لرجلا جاء لى ليسألنى عن سيدنا موسى، وكيف قتل نفسا وهو نبيى دون قصد، وتحدثت معه عن الأية الكريمة وتفسيرها وأوضحت له، أن يكون الدين رسالة ويجب أن يكون حاملها ذو علمًا ومدركا لمكانته ومنصبه.
ظهرت الأونة الأخيرة أصوات عديدة فما رأيك فيها؟
هناك ثورة فى أصوات الشباب فى قراءة القرآن الكريم، منها أصوات مميزة من حفظه كتاب الله ولديهم موهبة، ومنهم من يحفظ أجواء صغيرة ويعتبرها مصدرا للربح وهذه الفئة إزدات الفترة الأخيرة يعملون فى الليالى والسرادقات وأصبح الأمر مصدرًا للربح فى المقام الأول والأخير، لذلك يجب أن يكون الأمر محكمًا بنقابة أو جهة حتى يتم ضبط الأمور، ليس من الشرط أن يكون أزهريًا ولكن أن يكون حافظا لكتاب الله كامله بتجويده وتفسيره وأن يكون صاحب موهبة صوتيه مميزة وأن يتبعه تصريحًا لمزاوله المهنة .
فى رأيك كيف نؤهل كوادر شابة فى قراءة القرآن الكريم؟
يجب أولا المواهب أن تبدأ بنفسها فأنا أؤوهل نفسى وأطمح أن أصبح مسئولا عن القرآن فى مصر، وأن يكون هناك مشروع تحت إشراف الأزهر والأوقاف لتنمية حفظ القران للأطفال والشباب بمنهج موحد لطلاب القران لتخريج أجيال تتولى مناصب قيادية للإصلاح وأخراج كوادر ويساعد فى نشر الإسلام الوسطى ومنع التطرف وتشكيل فهم الأجيال الجيدة .
الموضوعات المتعلقة
هذا الخبر منقول من اليوم السابع