ساد الهدوء على قطاع غزة، غداة وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني، بعد وساطة مصرية برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد يومين من المواجهات العنيفة، أسقطت عددًا من الشهداء.
المواجهات المسلحة
وبدأت مواجهات العنف بين إسرائيل وغزة، ليل السبت، عندما توغلت قوة إسرائيلية خاصة إلى داخل حدود قطاع غزة، واندلع على إثر ذلك اشتباكات قتل فيها 7 فلسطينيين وضابط في الجيش الإسرائيلي.
وتطور الأمر، عندما أطلقت الفصائل الفلسطينية مئات الصواريخ والقذائف على إسرائيل، لترد الأخيرة بغارات موسعة استهدفت 150 موقعا على الأقل في غزة.
وفي إسرائيل، انتشلت فرق الإنقاذ في مدينة عسقلان، أمس الثلاثاء، جثّة رجل من تحت أنقاض مبنى أصيب بصاروخ أطلق من غزة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية إسرائيلية.
ويعد هذا أول قتيل يسقط في إسرائيل من جراء الصواريخ التي انهمرت على جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، اعتبارًا من ظهر الاثنين، وبلغ عددها أكثر من 300 صاروخ.
جهود مصر للتهدئة
وجددت وزارة الخارجية المصرية مطالبتها لإسرائيل بـ"وقف فوري" لكافة أشكال الأعمال العسكرية في قطاع غزة، مؤكدة "ضرورة وأد العنف والتصعيد لاستعادة الهدوء"، وذلك بعد ساعات من إعلان الفصائل الفلسطينية وقف لإطلاق النار.
وأعرب بيان الخارجية، عن قلق القاهرة البالغ إزاء تصاعد الأوضاع في قطاع غزة، وما أسفرت عنه من سقوط قتلى ومصابين، محذرة من التبعات السلبية الخطيرة لمواصلة تلك الدائرة المفرغة من التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد البيان، أهمية الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقوض من إمكانية تحقيق السلام المنشود واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة.
نجاح الوساطة المصرية
ونتيجة لذلك، خيّم الهدوء الحذر، صباح اليوم الأربعاء، على غزة غداة وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد وساطة مصرية أوقفت أعنف مواجهة في القطاع منذ حرب عام 2014.
وأفادت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية"، بأن جهودًا مصرية مقدّرة أسفرت عن التوصل إلى تثبيت وقف النار بين المقاومة والاحتلال، مشددةً على أن المقاومة ستلتزم هذا الإعلان طالما التزمه الاحتلال الإسرائيلي.
جهود مصرية لتهدئة الأوضاع
ويقول الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن الوساطة المصرية نجحت في وقف إطلاق النار في غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد التصعيد الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الجهود المصرية تسعى لوجود قنوات اتصال بين الطرفين لتهدئة الأوضاع.
وأضاف "فهمي"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن هناك جهود مصرية لتهدئة الأوضاع في غزة، لأن إسرائيل تستهدف الإبقاء على حكم حركة حماس في القطاع، لافتًا إلى أنها تصعد من ارتكاب أعمالها التصعيدية والعنف وعملياتها المسلحة ضد الفلسطينين.
ضمانات مصرية لوقف التصعيد
واتفق معه أحمد العناني عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، حول نجاح الوساطة المصرية في وقف المواجهات العنيفة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، قائلًا؛ إن الوساطة المصرية ستلعب دورًا كبيرًا في الحد من تصعيد الأزمة بين الجانبين.
وأوضح "العناني"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن مصر تلعب دورًا كبيرًا للعمل على التهدئة في قطاع غزة، متابعًا؛ "اعتقد أن الامور ستهدأ في قطاع غزة مع وجود ضمانات الجانب المصري من قبل إسرائيل لعدم التصعيد.
عودة دور مصر الريادي
وأشارت سها البغدادي الباحثة في شئون العربية، إلى أن الدور المصري في وقف إطلاق النار من الجانبيين دورًا محمودا يحسب لتاريخ مصر ودورها الريادي في المنطقة العربية وقد التزم الجانبيين بذلك، ولكن تباطىء المحكمة الجنائية الدولية يجعل هجمات العدو الصهيوني متجددة وشرسة.
وأوضحت "البغدادي"، في تصريحاتها الخاصة لـ"الفجر"، أن الهجمات الإسرائيلية الشرسة أدت إلى استشهاد وإصابة الآلاف من الشعب الفلسطيني إلى جانب استمرار مسلسل الاعتقالات الذي نال من براءة أطفالنا ولم يحترم حقوقهم، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية.
وتابعت، "هجمات شرسة يتعرض لها الشعب الفلسطيني الجريح في عام 2012، 2014، 2018م، ولكن تعد الهجمة الأخيرة هي الأعنف في تاريخ الحصار نظرًا لنوعية الأسلحة التي يستخدمها العدوان ضد الأبرياء الفلسطنيين".
هذا الخبر منقول من الفجر