فيديو وصور.. أقدم مسلة فى التاريخ موجودة بالفيوم.. باحث أثرى: المسلات رمز الاحتفال بتحقيق إنجازات الدولة القديمة.. ومسلة الفيوم بقايا معبد أقامه سنوسرت الأول من 4500 احتفالا بتجفيف أرض الفيوم بعدما كانت بحيرة

"المسلة" أحد أشهر الرموز الأثرية بمحافظة الفيوم وليست دليلا فقط على عظمة وقدرة المصريين القدماء لارتفاعها وما تحتويه من نقوشا نادرة دونت على جوانبها وإنما أيضا تدل على وطنية الفلاحين المصريين من أبناء قرية أبجيج بمحافظة الفيوم الذين عثروا على المسلة بأرضهم الزراعية وأبلغوا هيئة الآثار لنقل المسلة التاريخية إلى أحد أهم ميادين محافظة الفيوم.

المسلة 1

يقول أحمد عبد العال الباحث الأثرى ومدير آثار الفيوم سابقا أن المسلات فى الدولة القديمة كانت تقام رمزا لتحقيق الإنجازات ومسلة الفيوم هى أقدم مسلة فى التاريخ بناها سنوسرت الأول بمعبد بقرية أبجيج احتفالا بتجفيف أرض الفيوم من المياه بعدما كانت عبارة عن بحيرة وهى أول مسلة فى الكون وعمرها 4500 سنة وتختلف عن باقى المسلات فى الأقصر لأنه المسلات الأخرى تنتهى بهرم من الأعلى ولكن مسلة الفيوم تنتهى بما يشبه الشكل الدائرى أو المستطيل.

 

وطالب عبد العال بالاهتمام بالمسلة التى تعتبر عنوان الفيوم واحتفالا بتجفيف المحافظة التى كانت عبارة عن بحيرة وبدء الحياة الطبيعية بها وقيام أنشطة متعددة وأكد أنه عندما تم نقلها من قرية أبجيج إلى الميدان المتواجدة به حالا لم تكن هناك أية مبانى سكنية بهذا الميدان ولكن الآن بعدما امتلأ المكان بالعمارات السكنية المرتفعة لا بد من نقل المسلة إلى ميدان عبد المنعم رياض فى بداية مدينة الفيوم وبعيدا عن الكتلة السكنية لتخليد هذا الرمز الأثرى العظيم.

 

ومن جانبه قال سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم أن مسلة الفيوم تختلف عن باقى مسلات مصر والتى يبلغ عددها قرابة الـ100 فهى تختلف عن باقى المسلات حيث أن قمتها ليست هرمية الشكل كما هو الحال فى كل المسلات بل تستدير من الأمام إلى الخلف وتبدو وكأنها لوحة مستطيلة وبها ثقب كان يثبت به تاج أو تمثال إله أو رمز معين.

المسلة 2

ولفت الشورة إلى المسلة يرجع تاريخها إلى عصر الدولة الوسطى الفرعونية وبالتحديد الملك سنوسرت الأول من الأسرة الـ 12، وعثر عليها فلاح فى أرضه الزراعية بقرية أبجيج التابعة لمركز الفيوم وتقع جنوب مدينة الفيوم على بعد حوالى 3 كيلو مترات وهى عبارة عن 3 قطع

 

وعن تاريخ انشاء المسلة قال الشورة إن مسلة الفيوم أقامها الملك سنوسرت الأول تخليدًا لذكرى تحويل الفيوم إلى أرض زراعية وهى نادرة فى تصميمها تستدير قمتها التى يتوسطها ثقب يرجح أنه كان يثبت به تمثال وهى من حجر الجرانيت الوردى، وقد تضمنت سطوحها الخارجية بعض النقوش التى تصور الملك فى عدة مناظر تارة بتاج الجنوب وأخرى بتاج الشمال أمام عدة آلهة تمثل الشمال وأخرى تمثل الجنوب. 

 

وفى اوائل الخمسينات بدأ التفكير فى نقلها من موقعها وسط الزراعات فى القرية وتم إجراء عمليات ترميم لها لنقلها إلى موقعها الحالى فى مدخل مدينة الفيوم، وتم ذلك فى عام 1972 ويبلغ ارتفاعها 13 متر تقريبا، وهذه المسلة عليها نقوش للآلهة سوبك ورع وأوزوريس وهى من ضمن الآثار، التى رسمها علماء الحملة الفرنسية خلال وجودهم فى مصر.

 

و أكد مدير عام آثار الفيوم أن المسلة تعرضت للعديد من عمليات التشويه فى أعقاب ثورتى 25 يناير و30 يونيه بعد أن قام البعض بتشويهها وكتابة عبارات مسيئة عليها ولم يراعوا آثريتها وقيمتها، وقامت وزارة الاثار بترميمها وإعادتها إلى طبيعتها بعد عمليات التشويه التى تعرضت له.

المسلة 3

وطالب مدير عام آثار الفيوم بضرورة نقل المسلة من موقعها الحالى إلى مدخل المحافظة سواء فى كوم اوشيم أو ميدان عبد المنعم رياض بعد أن تزايد العمران وارتفعت أدوار العمارات المحيطة بها واختفت المسلة عن الأنظار خاصة وأنه عندما تم نقلها فى اأوائل السبعينيات كان الميدان والأرض المحيطة به حاليا خالية من العمران وكانت فريدة فى الموقع يراها العابرون والزائرون للمحافظة.

 

ومن جانبه قال الدكتور هانى يونس رشدى المدرس بقسم الإرشاد بكلية السياحة بجامعة الفيوم أن لديه اقتراح لتطوير ميدان المسلة وباقى ميادين الفيوم مشيرا إلى أن الزائر لمدينة الفيوم لا يعرف بها سوى ميدان السواقى على الرغم من احتواء المدينة على العديد من الميادين المهمة والحيوية.

 

ولفت رشدى إلى أن من بين الميادين المهمة بمحافظة الفيوم ميدان المسلة" وميدان الحواتم والشيخ حسن والسلخانة وميدان باب الوداع وميدان الصوفى وميدان الدكتور صوفى أبو طالب (التدريب سابقا) وميدان الفنية وميدان رفعت عزمى وميدان المستشفى ويدان المبيضة والشيخ سالم وكوبرى المرزبان ومدخل مدينة الفيوم من عند منطقة منشاة عبدالله للدخول إلى جامعه الفيوم وتكون وسيلة بسيطة للتسويق للزائر لمحافظة الفيوم بمعالمها السياحية.

 

ويضيف رشدى أن الفيوم لديها العديد من المقومات التاريخية والآثرية والسياحية لتكون محافظة سياحية من الطراز الأول ولكنها تحتاج إلى تطوير العديد من الخدمات والنية الأساسية بها وبداية التسويق للمحافظة الاهتمام بالميادين لأنها أول ما يلفت انتباه الزائر للمدينة وأهلها والانطباع الأول يدوم وميادين محافظتنا الفيوم تحتاج إلى كثير من التطوير بدء من إزالة العشوائى وتزيين تلك الميادين باسم شخصية تاريخية من أبناء الفيوم ومعلم من معالمها مثلا تسمية أحد الميادين باسم عائشة حسانين أو حمد باشا الباسل وغيرهم ممن قدموا للفيوم فلا يوجد مستقبل بدون ماضى بجانب عمل استراحات لانتظار سيارات الأجرة والتاكسيات وعمل لوحات للإيجار لعرض إعلانات عليها تدر دخلا للمحافظة.

 

ويقترح الدكتور هانى رشدى عمل ديوراما لأحد معالم الفيوم السياحية ومعلومات بسيطة عنه وكيفية الوصول لها وأهم الخدمات السياحية بها.

 



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع