تستمد قوتها من قسوة الحياة.. "خالتي فرنسا": مستقبل ولادنا مع السيسي.. والرجولة مش اسم على بطاقة

تستمد قوتها من قسوة الحياة.. "خالتي فرنسا": مستقبل ولادنا مع السيسي.. والرجولة مش اسم على بطاقة
تستمد قوتها من قسوة الحياة.. "خالتي فرنسا": مستقبل ولادنا مع السيسي.. والرجولة مش اسم على بطاقة

"أنا راجل نفسي".. شعار وثقته داخل قاموس حياتها اليومي، لتتخذ منه أسلوبًا في التعامل مع المجتمع، حيث اعتادت أن ترد الإهانة بالقوة وتقف لمضايقات الرجال بالمرصاد، حتى أصبح يستنجد بها الصغار والكبار لحل المشاكل التي تواجههم ولرفع يد الظلم عنهم.

 

مع دقات الرابعة فجرًا، تبدأ أم محمود الشهيرة بـ "خالتي فرنسا"، والتي تبلغ من العمر خمسون عامًا، رحلة شقائها اليومية، فتخرج من ثوب الأنوثة الذي تفضل أن تعيشه بين جدران منزلها، وتفتح أبواب مطعمها الصغير بأحد أحياء الجمالية، وذلك لكسب قوت أولادها عن طريق بيع الفول والفلافل.

 

تجلس السيدة الخمسينية، أمام مطعمها لتحتسي كوب الشاي، وتركز اهتمامها بين حركة سير العمل من جهة، واستقبال طلبات وشكاوي المارة من جهة أخرى، ممن يحبون شخصيتها ويتقبلون لسانها السليط مع كل من يتجاوز حدوده.

وتقول خالتي فرنسا: "حب الناس نعمة كبيرة ربنا إدهالي، لدرجة إني لما قررت أعمل عمرة ستات كتير عاوزة تطلع معايا، عشان كده حابة أفضل هنا، أنا بحب أساعد اللي يستاهل وأدي اللي يقل أدبه على دماغه".

                                  

تستمد أم محمود، قوة شخصيتها من خبرة الحياة، حيث اعتادت منذ صغرها على العمل إلى جانب والدها في تجارة الفاكهة وحمل الصناديق والأقفاص إلى منازل الزبائن كالرجال، دون أن تبدي مشاعر الإرهاق أو التألم للحظة.

 

"لو بكيت قدام راجل أو حسسته بتعبي ممكن أموت فيها".. بهذه الكلمات أكدت لـ"الفجر"، أنها ليست بحاجة إلى وجود رجل في حياتها بعد وفاة والدها، خاصةً في ظل معاناتها لسنوات مع زوجها الذي اعتمد عليها في تحمل مسؤولية الأبناء واحتياجاتهم المادية .

                     "القرش الممسوح بعرقي طعمه أحلى".. مبدأ سارت عليه حتى تمكنت من تزويج أكبر أبنائها فور تخرجه من الجامعة، وتأمين مستقبله المهني بورشة صغيرة تكفيه هو وأسرته، فضلًا عن مسؤولياتها المادية تجاه أبنائها الثلاث في سبيل إنهاء تعليمهم، دون أن تلجأ للاستدانة، رافضة الاعتماد على مساعدة الآخرين

تحرص هذه السيدة البشوشة على تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية باستمرار، فتقيم مأدبة غداء كبيرة في شهر رمضان تجمع كل من تعرفت عليهم من كبار المنتجين والمخرجين والأصدقاء في المنطقة التي تقطن بها وخارجها، وتتفاعل مع كل مناسبة لتحول سكون الحارة البسيطة إلى أفراح يبتهج بها الجميع لينسوا مشقة الحياة.

               

وتتواجد أم محمود، في كل المناسبات الهامة، حتى على المستوى السياسي كان لها دور كبير في المشاركة داخل لجان الانتخابات، وتقول: "روحت انتخبت الرئيس عبدالفتاح السيسي واحتفلت إني انتخبته لأنه رجل المرحلة وان شاء الله مستقبل ولادنا معاه".

ولأنها رأت أن تفاعلها داخل المجتمع  لم يكن كافيًا في ظل جهلها بالقراءة والكتابة، قررت أن تحصل على شهادة "محو الأمية" التي زودتها بسلاح جديد اليوم، مما جعلها قادرة على تثقيف ذاتها ومتابعة نشرات الأخبار والأحداث اليومية من حولها، والإطلاع على مستوى أبنائها الدراسي: "علشان محدش منهم يضحك عليا كده ولا كده فبتابع وبقرا وبكتب بنفسي معاهم، أنا مبشغلهمش كتير معايا عشان ميحبوش الفلوس ويسيبوا التعليم لأن دا أهم من أي حاجة في الدنيا".

 

 

هذا الخبر منقول من الفجر