صور.. حكاية الطالبة "مى" أيقونة الإبداع.. تقهر السرطان بالرسم خلال تلقيها جرعة الكيماوى بالمستشفى.. والدتها: لديها إرادة جادة فى الشفاء.. حصلت على الميدالية الذهبية.. وتجسيد نفسها بعد سقوط شعرها "أبرز أعمالها"


كتب محمود طه حسين

"مى أسامة" طالبة بالمرحلة الإعدادية اختبرها الله بمرض السرطان ولكنها لا تعرف المستحيل، وقفت أمام المرآة تسترجع شريط ذكرياتها مع المرض ومسكت بريشتها ترسم نفسها بعد أن قدر لها سقوط شعرها نتيجة العلاج الكيميائى الذى تتلقاه، تحدت مى معاناتها مع المرض وأخذت تفكر وتسرح بخيالها وهى تجلس على كرسى المرض داخل مستشفى سرطان الأطفال لتمارس هوايتها المفضله وهى الرسم أثناء تلاقيها جرعة العلاج.

مى-تحمل-شهادة-التكريم
مى-تحمل-شهادة-التكريم

 

"مى" أيقونة الإبداع والإصرار والعزيمة والرضا بقضاء الله، هكذا وصفها المقربون منها، وزملائها فى المدرسة، تسرد والدة مى قصتها مع المرض ومعاناتها الشديدة مع إصرارها على ممارسة هوايتها، موضحة أنها حققت المركز الأول على مستوى الجمهورية فى مسابقة الرسم وحصلت على الميدالية الذهبية، مشيرة إلى أن المدرسة وإدارة الموهوبين كان لها دور فى مساعدة مى فى تحقيقها حلمها.

رسم الطالبة مى أسامة (1)

وأضافت والدة مى، أن موهبة مى فى الفن بدأت منذ صغرها فهى دائما تحب الرسم وبعد مرضها وفى أول جرعة كيماوى ليها وكانت تتزامن مع عيد الأم كانت حزينة جدا والدموع تملا عينيها عليها وقالت مى لوالدتها" معلش يا ماما أنا مجبتش ليكى هدية السنة دى" فردت الأم عليها والدموع تنزل من عينها: "بكره ربنا يشفيكى وتجبيلى أحلى وأجمل هدية".

رسم الطالبة مى أسامة (2)

وتابعت الأم: انهارت مى وطلبت منها رسم لوحة إبداعية حتى تستطيع إخراج طاقتها وإحساسها الموجود بداخلها بسبب المرض، موضحة أن أول رسم جسدتها مى كانت عبارة عن مجموعة من الزهور، لافتة إلى أنها بعد فترة من جرعات الكيماوى اشتد عليها التعب ولم تستطع أن تمارس هوايتها، وأخد شعرها فى السقوط ولكنها لم تستسلم وأخذت تفكر فى الرسم بطريقة أخرى فقامت برسم بنت واقفة أمام المرايا بشعرها وبنت حزينة بدون شعرها، مضيفة من هنا بدأت مشوارها مع فن الرسم.

رسم الطالبة مى أسامة (3)

وأوضحت والدة مى، كان هناك تشجيع دائم لها من قبل والدها والأطباء والمدرسين بهدف دعمها والوقوف بجانبها حتى لا نتركها للمرض يتملك من مشاعرها واحساسها، قائلة: مى هى فراشة البيت وعروس البر والبحر بالنسبة لباقى اخواتها، مشيرة إلى أنه تم تشخيص المرض بعد زيارة أطباء عدة بعد أن أخذ المرض رحلته فى الجسم من الرقبة.

رسم الطالبة مى أسامة (5)

وعن بعض أعمالها الفنية، قالت ولى الأمر، أن مى قامت برسم صورة لعروس البحر بمفردها ولهذه الصورة تفسير وحب لدى مى لأنها ترمز بالنسبة لها لمستشفى سرطان الأطفال 57357 ودروها فى الاحتواء وإنقاذ المرضى، موضحة أن مى لديها إرادة جادة فى الشفاء والتمسك بالحياة.

رسم الطالبة مى أسامة (4)

وتقول الأم أن لـ"مى أسامة"، تجربة حزينة داخل المستشفى بعد أن توفى صديق لها ودائما ما تردد: هو كده توفاه الله، ودى آخر دقيقة من عمره ليبدأ عمر جديد فى الجنة، مشددة على أن وزارة الثقافة كرمتها وأيضا الإدارة التعليمية التابع لها مدرستها، قائلة: التكريم يمثل لها فرحة وسبب قوى فى رفع المناعة لديها، كما أن ممارسة هويتها فى الرسم يساعد على قهر الوقت أثناء تلقى العلاج لأن دقيقة الشخص المريض تمر عليه بسنة من الأصحاء.

 

رسم الطالبة مى أسامة (6)
 

 

رسم الطالبة مى أسامة (7)
 

 

 

 

مى-ووالدتها-خلال-التكريم
مى-ووالدتها-خلال-التكريم

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع