"المصرى للشئون الخارجية" يحذر من تأثير الإرهاب والاتجار بالبشر فى أفريقيا على الأمن القومى.. يوصى بتفعيل قوة مصر الناعمة وإنشاء فضائية وإذاعة لمخاطبة القارة السمراء بلغاتها.. وتنقية الرسائل الإعلامية من الشوائب

"المصرى للشئون الخارجية" يحذر من تأثير الإرهاب والاتجار بالبشر فى أفريقيا على الأمن القومى.. يوصى بتفعيل قوة مصر الناعمة وإنشاء فضائية وإذاعة لمخاطبة القارة السمراء بلغاتها.. وتنقية الرسائل الإعلامية من الشوائب
"المصرى للشئون الخارجية" يحذر من تأثير الإرهاب والاتجار بالبشر فى أفريقيا على الأمن القومى.. يوصى بتفعيل قوة مصر الناعمة وإنشاء فضائية وإذاعة لمخاطبة القارة السمراء بلغاتها.. وتنقية الرسائل الإعلامية من الشوائب

كتب: محمود محيى

 

أكد عدد من الدبلوماسيين والخبراء والباحثين المتخصصين فى الشأن الأفريقى، على ضرورة تعزيز الانخراط المصرى فى دول حوض النيل وشرق أفريقيا وفقًا لآليات تتسم بالحداثة والتأثير الفعًال.

 

وشدد الخبراء رفيعى المستوى، على أهمية التفاعل مع مراكز التفكير ومنظمات المجتمع المدنى، إلى جانب زيادة الوجود المصرى الفاعل فى إطار التنظيمات الإقليمية الأفريقية عبر انخراطها فى أعمال الاتحاد الأفريقى، والتنظيمات الإقليمية الأفريقية الأخرى، والاستفادة من العلاقات الثنائية رفيعة المستوى مع الشركاء الأفارقة، وشركاء التنمية فى آسيا (خاصة فى اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية) والاتحاد الأوروبى، لبناء أساس متين للتعاون الثلاثى فى أفريقيا، مع ضرورة تعظيم الاستفادة مـن المشروعات المشتركة والخبرات التنفيذية لمؤسسات ووكالات الأمم المتحدة ذات الصلة بالتعاون الثلاثى، وكذلك من خلال مجموعة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق العمليات الإنمائية.

 

جاء ذلك خلال المؤتمر السنوى للمجلس المصرى للشؤون الخارجية الذى أنعقد يومى 23 و 24 ديسمبر الجارى، تحت شعار "العلاقات المصرية – الأفريقية.. نحو آفاق جديدة"، ودارت جلساته الست، حول مختلف جوانب وأبعاد علاقات مصر الأفريقية، وتقاطعها مع اهتمامات ومصالح الأجندة المصرية، وذلك من خلال 22 ورقة بحثية، لمجموعة من الدبلوماسيين والخبراء والباحثين المتخصصين فى الشأن الأفريقى. وفى هذا السياق تم تناول المحور السياسى للعلاقات (المصرية – الأفريقية)، بما فى ذلك البعد الأفريقى فى سياسة مصر الخارجية وعلاقاتها بدول حوض النيل وأمن مصر المائى ارتباطًا بذلك، وكذا علاقات القاهرة بالقوى الإقليمية الفاعلة فى أفريقيا.

 

وفى ضوء التحديات الأمنية التى تواجه خطط التنمية التى تسعى القارة السمراء وشعوبها إلى تحقيقها، كان المحور الأمنى فى (العلاقات المصرية – الأفريقية) حاضرًا بقوة على أجندة المؤتمر عبر عدة أوراق بحثية، عرضت لكافة التهديدات والتحديات الأمنية المشتركة (الإرهاب، الهجرة، الإتجار بالبشر، اللاجئين)، خاصة فى المناطق ذات التأثير المباشر على الأمن القومى المصرى، وفى مقدمتها منطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر، وذلك إلى جانب إبراز بعض أرضيات التعاون المشتركة التى يمكن أن ينطلق منها الدور المصرى لاسيما فى مجال السلم والأمن الأفريقى.

 

 

إضافة إلى ماسبق، كان البعد التنموى والمحور الاقتصادى من المحاور التى تم التركيز عليها، إذ تم تناول الفرص الاقتصادية والتجارية التى يُمكن أن توفرها شراكات التعاون فيما بين مصر والقارة، وفرص التعاون التصنيعى معها، بالإضافة إلى تقييم أدوات العمل التنموى المصرى فى أفريقيا وسبل تحديثها عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، أو طرح مبادرات جديدة موجهة لمناطق بعينها، وذلك بجانب أدوار الوزارات المصرية المعنية فى هذا الصدد. كما تناول جوانب التعاون الثقافى والإعلامى بين مصر وأفريقيا، حيث تم عرض الحالة الراهنة للتواصل الثقافى والإعلامى فيما بين مصر والدول الأفريقية، إلى جانب تناول الأدوات التى يتم الاعتماد عليها فى هذا التواصل، والمحتوى الثقافى والإعلامى الموجه لأفريقيا وسبل تطويره وربطه بالقيم (المصرية – الأفريقية) الأصيلة.

 

وحول أطر التعاون الدولى التى توفرها البيئة الأفريقية، فى ضوء أهميتها الجيوسياسية، مع الشركاء الدوليين فى مختلف دول العالم، والتى لها انعكاساتها على العلاقات (المصرية – الأفريقية)، تم التركيز على معظم هذه الشراكات ومنها، الشراكات (الأوروبية، الآسيوية، الشرق أوسطية، التركية، الإيرانية، الإسرائيلية، الأمريكية).

 

وتوصل المؤتمر إلى عدد من النتائج والتوصيات العملية التى سيتم موافاة الجهات المعنية بها للنظر فى إمكانية وضعها موضع التنفيذ، بما يعّظّم من المصالح المصرية فى أفريقيا فى المجالات المختلفة. ومن بين هذه التوصيات، تعزيز آليات التنسيق المؤسسى على المستوى الوطنى فى التعامل بفاعلية مع الشؤون الأفريقية، بما يحقق حسن وترشيد استخدام الموارد المتاحة إزاء الاحتياجات والمتطلبات المتزايدة، وفى هذا السياق أوصى المؤتمر بإنشاء مجلس أعلى للشئون الأفريقية أو وزارة للشئون الأفريقية، بما يضمن تنسيق وتوحيد السياسات المصرية تجاه أفريقيا، التعامل بمنظور مستقبلى إزاء العلاقات مع دول حوض النيل، بما يخلق شبكة من المصالح المشتركة تسهم فى الحفاظ على الحقوق والمصالح المائية الحيوية لمصر.

 

كما أوصى المؤتمر بأهمية تفعيل كافة عناصر القوة الناعمة المصرية فى إطار العلاقات الثنائية مع دول القارة، على غرار الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، وضرورة تدعيم الجهود والأدوار الأمنية المشتركة من أجل مواجهة التحديات الأمنية الأفريقية القارية، وعلى رأسها الإرهاب العابر للحدود، والصراعات والحروب البينية والداخلية. الاهتمام بمضمون الرسالة الثقافية والإعلامية الموجهة لأفريقيا، بحيث يتم تنقية الرسائل الثقافية والإعلامية من أية شوائب قد تحمل إيحاءات سلبية، بالإضافة إلى ضرورة أن تحمل هذه الرسالة منظومة قيم مصرية أفريقية تربط المتلقى الأفريقى بها، وفى هذا السياق أوصى المؤتمر بإنشاء قناة فضائية مصرية موجهة لأفريقيا بلغاتها، وتفعيل وتنشيط الإذاعة المصرية الموجهة للقارة باللغات المختلفة، هذا فضلًا عن عدد من التوصيات ذات الصلة بالتعاون السياسى والاقتصادى والفنى.

 

وختامًا، أكّد المؤتمر ضرورة عدم ترك فراغ يملأه الآخرون، خاصة فى المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية الحيوية لمصر مثل القرن الأفريقى والأمن فى البحر الأحمر، أخذًا فى الاعتبار تزايد الأطراف الفاعلة المتعددة على الساحة الأفريقية.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع