كتبت أسماء شلبي
وفق مكاتب تسوية المنازعات تشهد محاكم الأسرة أسبوعيا من 4 إلى 5 دعاوى تطالب فيها الزوجات أجر خادم لتتراوح الأعداد سنويا بين "3-6" آلاف دعوى، فيما تنشب الخلافات الزوجية بسبب أداء الأعمال المنزلية فى دعويين من أصل كل 10 دعاوى تطالب فيها الزوجات بـ"الطلاق والخلع" بسبب الضرر الواقع عليهم .
أما عن النشوز وطلبات الإلزام فى بيت الطاعة فيلجأ الأزواج له كسلاح للرد على امتناع ورفض الزوجات العاملات أداء تلك المهام وتتراوح الدعاوى سنويا بمتوسط 4500 دعوى، تنشر دعاوى المطالبة بأجر خادم بين طبقة السيدات العاملات بنسبة 66% والنسبة الباقية لغير العاملات، كما تستحوذ الطبقة العليا على نصيب الأسد من تلك الدعاوى بـ70%.
محكمة الأسرة تلزم زوج بدفع ثلت راتبه أجر خادمة للزوجة
وفق لتفاصيل الواقعة أقدمت زوجة بإقامة دعوى مطالبة فيها بإلزام زوجها بأداء مبلغ ألفين جنيه مصروفات استقدام خادمة أمام محكمة الأسرة بالدقى لرعاية طفليها كونها امرأة عاملة، وألف جنيه أجرة حضانة، و500 جنيه مصروفات سيارة بسائقها لنقل طفليها إلى الروضة،وإلزامه بأن يدفع تلك المصروفات للصغيرين.
وأكدت الزوجة أن زوجها ميسور الحال وأنها أثناء عيشها معه كانت توجد خادمة لرعاية الطفلين بسبب انشغالها فى عملها وسفرها الدائم وهو ما لم يشكو منه الزوج مطلقا إلا بعد الخلافات التى نشبت بينهم وترك على إثرها المنزل.
ورد الزوج بإقامة استئناف على الحكم الصادر مبرر أن زوجته تأخذ ثلث راتبه مما يجعله غير قادر على الحياة وأداء التزاماته بعد أن اضطر إلى الانتقال فى سكن آخر بعد حصولها على تمكين من شقة الزوجية ونظر دعوى الطلاق أمام ذات المحكمة.
رجاء: زوجى خلع ذراعى بسبب إصابتى بالمرض وتقاعسى عن أداء الأعمال المنزلية
الزوجة رجاء م البالغة من العمر 33 عاما والأم لثلاثة أطفال توجهت لمحكمة الأسرة بالتجمع وأقامت دعوى أجر خادم ضد زوجها "م.ك" ميسور الحال وقدمت كشف عن دخله البالغ شهريا 100 ألف جنيه وطالبت بإلزامه بأداء 5 آلاف جنيه.
وأكدت الزوجة فى دعواها رقم 4532 لسنة 2017 أن زوجها دائم التعنيف لها ويعاملها بصورة غير أدمية ويحرمها من الخروج للعمل إذا قصرت فى أداء عمل المنزل ويبخل على دفع أجرة الخادم ويتركها تقوم هى بمهام صعبة من تنظيف حديقة الفيلا التى يقطنوا بها ليعاقبها عندما تمرض بسبب كثرة الأعباء بضربها وفى أخر خلاف بينهم تسبب فى خلع ذراعها بعد أن جرها فى أنحاء المنزل عقابا لها على التقاعس –بحسب وصفها.
مختص : عدم وجود نص قانونى يجبر الزوجة على أداء الأعمال المنزلية
وبسؤال المحامى أشرف البغدادى المختص بقضايا الأحوال الشخصية،أكد عدم وجود نص قانونى يجبر الزوجة على أداء الأعمال المنزلية، وإنما تقدم على ذلك بحكم العرف السائد وبرضاها وليس رغما عنها وفى حال امتنعت أو رفضت أدائها وتضرر زوجها ليس أمامه أن يجبرها وعليه أن يتفق معها وديا أو يحضر خادمة إذا كانت ظروفه المادية تسمح وإذا كانت هى من أسرة لديها خدم.
وأضاف البغدادى إلى أن الزوج لا يستطيع إقامة دعوى نشوز حال امتناعها عن أداء الأعمال المنزلية كونه ليس حق قانونى، وتابع مشيرا إلى أن الأمور المتعلقة بالخدمة المنزلية يغلب فيها العرف أكثر من القانون، والعرف له احترامه قانونا، طالما لا يتعارض مع أحكام الشرع وحقوق الإنسان.
وأوضح المختص فى شئون محاكم الأسرة أن دعوى أجر الخادم انتشرت فى محاكم الأسرة فى الفترة الأخيرة وأنها تتوقف إذا كان المدعى عليه على درجة من اليسار وأنه ممن تخدم نساءه .
وأشار إلى أن فرض أجر الخادمة لا يرتبط بمنزلة الزوجة بالنظر إلى حسبها وأنها ممن تخدم بل يقتصر النظر على حالة الزوج المالية ،وشدد إلى أنه إذا اتجهت المحكمة إلى فرض أجر خادم فإنه يتعين أن تكون الزوجة قد أقامت الدليل على تواجد الخادم بالفعل فى خدمتها وقت الفرض فلا يكفى القول بأنها سوف تستقدم خادما بعد صدور الحكم.
حقوقية: رصد شكاوى سيدات يتعرضن للضرب والتعنيف بأدوات حادة أثناء مرضهم وعجزهم عن أداء الأعمال المنزلية
أكدت المحامية الحقوقية بسنت شاهين أن الحياة الزوجية أصلها التعاون وأن التقسيم المجحف للمهام ليس منصف ويتسبب فى معاناة للألف من الزوجات وأن الزوجة عندما تقدم على العمل داخل المنزل فيكون من باب الفضل، ولكنه ليس فرض وحق مكتسب للزوج على حساب صحة وقدرة الزوجة .
وأضافت أنه من خلال عملها رصدت شكاوى السيدات التى يتعرضن للضرب والتعنيف بأدوات حادة أثناء مرضهم وإجبارهم على ترك العمل حال عجزهم عن أداء الأعمال المنزلية بالإضافة إلى لجوء الأزواج لى ذراع الزوجة عند الامتناع عن خدمة أهل الزوج بتعدد الزوجات ليرى نفسه أنه عليه فقط أن يؤمر فيطاع لإذلال الزوجة وإلقاء كل المسؤولية عليها، وتابعت مضيفة: حتى الشرع أكد أنه لا يجوز إجبار الزوجة على القيام بكل خدمات المنزل، من زوج وأولاد ونظافة وغيرها .
وأنهت كلامها، الحل فى تعديل القوانين ونظرة المجتمع والزوج لدور المرأة وفرض عليه أن يلتزم بالإنفاق والرعاية ومساعدة زوجته فى شؤون البيت وفق للنصوص التى ألزمه بها القانون وليس التعامل بصورة فجة وغليظة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع