بالفيديو..ليس الأعمى من فقد بصره بل من عميت بصيرته.. "أميرة" أضاءت عيونها بنور القرآن.. وتحدت إعاقتها بشرائط الكاسيت وحفظت القرآن بالقراءات السبع.. ابنة "بهاده": لم أشعر أننى "كفيفة" لأن القرآن نوّر حياتى

بالفيديو..ليس الأعمى من فقد بصره بل من عميت بصيرته.. "أميرة" أضاءت عيونها بنور القرآن.. وتحدت إعاقتها بشرائط الكاسيت وحفظت القرآن بالقراءات السبع.. ابنة "بهاده": لم أشعر أننى "كفيفة" لأن القرآن نوّر حياتى
بالفيديو..ليس الأعمى من فقد بصره بل من عميت بصيرته.. "أميرة" أضاءت   عيونها بنور القرآن.. وتحدت إعاقتها بشرائط الكاسيت وحفظت القرآن بالقراءات السبع.. ابنة "بهاده": لم أشعر أننى "كفيفة" لأن القرآن نوّر حياتى

كتبت: منة الله حمدى - إبراهيم سعيد

رفضت الاستسلام لإعاقتها منذ صغرها، فحفظت القرآن الكريم بقراءاته العشرة حتى حصلت على الإجازة رغم فقد بصرها" أميرة أحمد عبد الوهاب محمد" 22 عامًا ابنت قرية "بهاده" مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، حفظت القرآن الكريم فى سن الثامنة فكانت فى السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية.

"لم أشعر بإعاقتى أبدًا فكان والدى بجانبى، يحفزنى ويلبى لى احتياجاتى فهو صاحب الفضل الأول لما وصلت إليه" هكذا قالت "أميرة" عن والدها الذى ترك خدمته فى القوات المسلحة، وتقدم باستقالته كى يتفرغ لها ليأخذ بيدها لتصل إلى أعلى درجات العلم، حيث شعر أن طفلته تتميز بنسبة كبيرة من الذكاء ولديها قدرة على الحفظ؛ فتوجه بها إلى "كُتاب" القرية ليكون القرآن الكريم نورًا لها فى القلب والعقل واللسان؛ فحفظته كاملاً فى سن صغيرة، كان يأخذها فى أشد الأوقات وأحلكها إلى شيخها لتتم الحفظ، وينتظرها للعودة بها إلى البيت، وكذلك أيام الدراسة.

تقول أميرة: ساعدنى حفظ القرآن الكريم على إتمام دراستى، فكان لدى بركة فى وقتى فنظمته بين المذاكرة والحفظ السماعى، حيث أحضر والدى المصحف الكريم كاملًا على شرائط كاست لكبار القراء المصرين لأتقن القراءة بالشكل الصحيح، كما أن المدرسين وزملائى فى المدرسة لم يشعرونى بإعاقتى أبدًا لم أشعر أننى أقل منهم فى شيء حتى وصلت إلى مرحلة الثانوية العامة؛ فرغم الفزع الذى يشعر به الكثير من طلاب تلك المرحلة إلا أنى اجتزت فيها أهم 3 محطات فى حياتى؛ فحصلت المركز الثالث على مستوى محافظة القليوبية للكفيفات فى الثانوية العامة، وحصلت على شهادة "عالية القراءات" فى حفظ القرآن الكريم، وأنهيت "الإجازة" فى القرآن الكريم كاملًا .

التحقت "أميرة" بكلية الدراسات الإسلامية والعربية شعبة أصول دين كى تكمل مشوارها وتحقق أحلامها، فأملها أن تصبح ضمن هيئة التدريس داخل جامعة الأزهر، لتنشر العلم للأجيال القادمة، كما نمت الابنة الطموحة من نفسها فالتحقت بـ" دورات" تعلمها كيفية التعامل مع جهاز الكمبيوتر، لتلتحق بركب التكنولوجيا العالمى، وليساعدها أيضاً على إتمام دراستها الجامعية؛ حيث تقوم بتسجيل المحاضرات ووضعها فى"ملفات" خاصة بكل مادة على الجهاز لسهولة العودة لها مرة أخرى فى وقت لاحق.

تكمل إيمان حديثها لـ"اليوم السابع "قائلة: حفظى للقرآن الكريم أنار لى حياتى وأعطانى الأمان والثقة فى الله بأنه لم يصيبنى أى مكروه، وسأصل إلى أعلى الدرجات وأحقق هدفى فى حياتى، خاصة وأن أمى علمتنى الاعتماد على النفس فى كل شيء ولم تشعرنى أنى من ذوى الإعاقة بل تجعلنى أنظف حجرتى واختار ملابسى بنفسى وكيف أوفق ألوان وأنواع ما ارتديه بحيث يكون متناسقا، وأساعدها فى إعداد الطعام، لذلك أوجه لها الشكر وادعوا الله أن يجزيها خيرا هى ووالدى.

"أميرة" حفظت القرآن الكريم كاملاً بقراءاته المختلفة عن ظهر قلب فقالت: لم أشعر بالإجهاد فى الحفظ لأنى أستمتع بسماعة، وخاصة من القراء المصريين أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الشيخ على البنا، الشيخ الحصرى ، الشيخ محمد صديق المنشاوى؛ فبدأت الحفظ برواية نافع عن وارش، ثم قراءة ابن كثير ، ثم تواليت الحفظ قراءة أبى عمرو البصرى، وقراءة ابن عامر، وقراءة عاصم وحفص، وقراءة الكسائى، وقراءة أبى جعفر المدنى، قراءة يعقوب المصرى قراءة حمزة الكوفى.

وفى نهاية حديثها وجهت "أميرة" رسالة لجموع المسلمين تقول فيها "انظروا إلى الأخرة وكفاكم من الدنيا فهى دار ممر وليست دار مقر وحافظوا على القرآن الكريم فهو ثمرة سعادتكم فى الدنيا والأخرة".

كرمت أميرة أحمد عبد الوهاب محمد أكثر من مرة فحصلت على المركز الأول فى القراءات العشرة الصغرى مسابقة الأزهر الشريف 2017، نالت على إجازة القرآن الكريم فى القرات المختلفة عام 2016، وشهادة تقدير من الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم مع المجلس الإسلامى العالمى عام 2015 .

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع