أبطال العاشر من رمضان.. البطل صلاح شاهين يروي حكايات لا تنسي من يوم العبور: دمرنا دبابات العدو وصوت "الله أكبر" رج سيناء.. العدو أطلق علينا "عفاريت عبدالجابر".. ورسالتي للشباب : حافظوا على مصر.. صور

أبطال العاشر من رمضان.. البطل صلاح شاهين يروي حكايات لا تنسي من يوم العبور: دمرنا دبابات العدو وصوت "الله أكبر" رج سيناء.. العدو أطلق علينا "عفاريت عبدالجابر".. ورسالتي للشباب : حافظوا على مصر.. صور
أبطال العاشر من رمضان.. البطل صلاح شاهين يروي حكايات لا تنسي من يوم العبور: دمرنا دبابات العدو وصوت "الله أكبر" رج سيناء.. العدو أطلق علينا "عفاريت عبدالجابر".. ورسالتي للشباب : حافظوا على مصر.. صور

تاريخ من النضال ومواقف سطرها التاريخ بحروف من نور لأبطال دافعوا وحافظوا على أرض وطننا الغالي مصر، وبطولات تحدث عنها العالم أجمع في حرب من الحروب الكُبري على مر التاريخ والتي تحقق بها الانتصار في العاشر من رمضان  والسادس من أكتوبر 1973 .

 

والتقى "اليوم السابع" أحد أبطال أكتوبر والذي قامت كتيبته بتدمير دبابات العدو بصاروخ "موليتكا" الذي تدربوا عليه في العديد من مشاريع الحرب استعداداً لساعة الحسم والانتصار على العدو الصهيوني.

 

وقال صلاح شاهين، صاحب الـ75 عاما، وأحد أبطال انتصارات أكتوبر 73، إنه ولد في بلد باسلة، وعاصر أبطال المقاومة الشعبية، وحضر حروب 56 و 67 والتهجير وحزب الاستنزاف، وشارك في انتصار أكتوبر.

 

وأوضح "شاهين"، في لقائه مع "اليوم السابع"، أنه تجند 5 مارس 1970، ويتذكر حتى الآن الرقم العسكري الخاص به علي الرغم من مرور أكثر من 50 عام، وخدم في القوات المسلحة 5 سنوات، حتي أنه علم كل شيء عن سلاحه.

 

وأشار بطل أكتوبر، قائلا: "كان عندنا قائد كتيبة اسمه اللواء عبد الجابر أحمد علي، وكان مخلي وضعنا مع بعض كأسرة وموفر لينا كل حاجه وزارع الحب بينا.. عشان كده لابد أن نتذكره بكل خير".

 

وأضاف صلاح شاهين، أننا انتقلنا إلى عدة محافظات واستقرينا في منطقة "إمة فايد"، وكانت الكتيبة عبارة عن 3 سرايا وحملة، وكنا نجري مشاريع حرب كنوع من التدريب، تلك التي أثرت فينا بشكل كبير وزادت من قدراتنا ومهاراتنا. 

 

ولفت إلى أن آخر مشروع قبل حرب أكتوبر، عُدنا إلى الوحدة، وبعدها في يوم الخميس الموافق 4 أكتوبر، حدثنا القادة أننا سنخرج إلى مشروع آخر، وذهبنا إلى منطقة الدفلسوار، والأوامر صدرت أننا سندخل على السواتر الترابية، وحينها بدأنا نشعر بتوتر وحذر شديد.


قبل الحرب بيوم

واستكمل: مر يوم الجمعة مرور الكرام، وفي هذه اللحظات تذكرت يوم مولدي الموافق 8 أكتوبر 1948، وحينها كان يمازحني زملائي، وقالوا لي : "نحتفل بيوم ميلادك داخل سينا"، ومر يوم الجمعة وشعرنا بهدوء وكأننا سنعود إلى الكتيبة، 

ولكن يوم السبت توترت الأوضاع وتم عقد اجتماع مع قادة الكتائب وبعدها عقدوا اجتماع مع قادة الفصايل وبعدها قادة السرايا وتم الإتمام على المؤون من أكل  وشرب وغيرهما.


بداية الحرب" ساعة الصفر"

واستطرد : الساعة 2 ظهرا بدأ الطيران يحلق فوق رؤوسنا ويضرب الجهة الشرقية المتواجد بها العدو، وحينها علت صوت كلمة "الله اكبر" بطول القناة ما يقرب من 160 كم، وصدرت الأوامر إنه بعد ضرب المدفعية للسواتر ننزل إلى الباكيهات والعوامات في بطن الجبل، وبالفعل بدأت المدفعية في دك خط بارليف، وبعدها بدأنا في صعود التبة وكانت صعبة جداً، إلا أننا مسكنا بأيدينا بين بعضنا البعض واستطعنا الصعود.


بداية الاشتباك 

وأوضح بطل حرب أكتوبر، أنه بعد الصعود لم نر أحدا، وفوجئنا بعد ذلك بخروج 4 دبابات من إحدى المباني في اتجاهنا، وكان معي إبراهيم عبدالعال "الضارب الأول"، وقال لي : انتظر حتى نتلقي الأوامر، فقلت له : "احنا في حرب هنموت.. يلا بينا هطلع أنصب صاروخ ونضرب"، وبالفعل ضربنا أول دبابة وشعرنا حينها بقيمة التدريب حتى أطلق علينا "عفاريت عبدالجابر" من قبل اليهود نسبة إلى اسم قائد الكتيبة.

 

أبرز المواقف

وعن أبرز المواقف التي تعرض لها قال : موقف عبده عمر لم أنساه رحمه الله، كان غالي عندي جدا وكان دائماً يجلس معي في الحفرة، وفي الحرب كان يحمل الصاروخ ويهرول سريعا من أمامي ويلوح لي، وحينها قلت له :" يا عبده يالا روح اشتغل.. بعدها بثواني جه زميل ليا بقوله عبده عمر لسه معدي الوقتي.. قالي البقاء لله استشهد"، وتم تسمية مدرسة باسمه في بلده طنطا.

وعن موقف ثاني، استكمل البطل: كان في دبابة مصري استهدفها العدو ونشبت فيها النيران، وذهب أحد الجنود سريعا لينزع الخزان الخاص بها فانفجر به، ولقي حتفه في الحال، وتم جمعه أشلاء ووضع في بطانية، ودفنوه بها في نفس المكان.

 

وموقف أخير كان شاهداً عليه، أن أحد جنود المشاة، ويحمل الرشاش، ولكنه أصيل بضربة قناص يهودي دخلت الطلقة في رأسه، فسقط من قوة الضربة وبعدها قام مرة أخرى ضرب بسلاحه وبعدها سقط واستشهد.

 

وحكي صلاح شاهين عن ذكري أخرى مع زميل له يدعي "عبدالنبي"، قائلا : "مرة أحد زملائي طالع ينصب صاروخ، فجندي يهودي ضربه.. جت الطلقة من جنب رأسه، ومرت على كتفه، ولقيته نازل عندي قولتله تعالي، كان معايا رباط ضاغط ولفيت راسه وزراعه ورجع تاني ينصب الصاروخ، وبعد مرور الأيام وانتهاء الحرب لقيته بيبحث عني وفكر إني استشهدت، وعند لقائنا حضنني جدا وقال لي والدي يريد رؤيتك وشكرك على ما فعلته معي وقلت له ان هذا واجبي ولم افعل شيئ أكثر من واجبي".

 

ووجه بطل انتصار أكتوبر 73 رسالة لجيل الشباب : "لابد أن تحافظوا على بلدكم، فنحن عملنا ما علينا، وواجبنا تجاه وطننا، فواجب عليكم أن تحافظوا على بلدكم وتخافوا عليها".

 

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع