تاريخ مصر الإسلامى.. "نصر الدين" أقدم مساجد الوادى الجديد وأشهر معالمها الأثرية.. عمره 14 قرنا.. بناه أهل مدينة القصر الإسلامية فى العصر الأيوبى بمئذنة ارتفاعها 21 مترا.. وجدده الأمير درويش حاكم الواحات.. صور

تاريخ مصر الإسلامى.. "نصر الدين" أقدم مساجد الوادى الجديد وأشهر معالمها الأثرية.. عمره 14 قرنا.. بناه أهل مدينة القصر الإسلامية فى العصر الأيوبى بمئذنة ارتفاعها 21 مترا.. وجدده الأمير درويش حاكم الواحات.. صور
تاريخ مصر الإسلامى.. "نصر الدين" أقدم مساجد الوادى الجديد وأشهر معالمها الأثرية.. عمره 14 قرنا.. بناه أهل مدينة القصر الإسلامية فى العصر الأيوبى بمئذنة ارتفاعها 21 مترا.. وجدده الأمير درويش حاكم الواحات.. صور
ما زال مسجد نصر الدين التاريخى الأثري شاهدا على براعة المعمارى الواحاتى القديم ، ويقع بقرية القصر الإسلامية التابعة لمحافظة الوادي الجديد، ويعود تاريخه للقرن الأول الهجري وما زال يحتفظ برونقه وجمال تصميمه، والذي بناه الشيخ نصر الدين أحد أقطاب الدعوة الإسلامية فى ذلك الحين، واستخدم البناءون الطوب اللبن فى تأسيسه وبناء أعمدته وجدرانه وأقاموا له مئذنة شامخة ارتفاعها 21 مترًا تقريبًا على نفس نمط المآذن العصر الأيوبي.

 

وبعد عقود من الزمن جرى تجديد المسجد على يد الأمير درويش علي أفندي حاكم الواحات عام 1273 هجرية، ومع تعاقب السنوات على المسجد تم غلقه مؤخرا بعد أن تحول إلى أثر تاريخى هو الاسهرفى مدينة القصر الإسلامية التى ما زالت تحتفظ بطابعها المعماري الفريد وخضعت لعملية ترميم كبري من أجل إنقاذ ما تبقى من منازلها وشوارعها ذات الطابع المعماري الفريد حيث تظهر بطرازها الفريد من أعلى نقطة بالمئذنة كلوحة فنيّة غاية الروعة والجمال.

 

وتعتبر الواجهة الجنوبية هي الواجهة الرئيسية للمسجد، والمسجد مرتفع عن مستوى الطريق ويصعد إليه عن طريق درج ، حيث يعلو المسجد عتب مستوى من الخشب مثبت عليه لوح خشبي مكتوب عليه النص الإنشائي، ويوجد داخل المسجد مقام الشيخ نصر الدين الذي أسس المسجد، وظل يعمل فيه كخادما للمسجد والمصلين.

ويعتبر مسجد نصر الدين هو ثاني أقدم مساجد المحافظة بعد مسجد الشهابية، ويليه مسجد وضاح وهوثالث مساجد القصر الإسلامية التاريخية بالمحافظة، وجميع تلك المساجد تقع فى قرية القصر الأثرية التى تعكس انتشار الثقافة الدينية فى العصر الإسلامي فى فترة الحكم العثماني وعصر المماليك.

 

وأبرز ما يميز مئذنة مسجد نصر الدين هو تشابهها مع مئذنة مسجد الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة وكانت بمثابة مئذنة وبرج للمراقبة فى نفس الوقت يجلس فيها الحارس للمراقبة ورصد تحركات الوافدين نحو أسوار مدينة القصر التي كانت عاصمة الواحات فى العصر الإسلامي ونقطة التقاء حجاج دول المغرب العربي، ويحتفظ المسجد فى تصميمه بالهندسة المعمارية التي طبقها العثمانيون فى كل منشآت المدينة العتيقة، حيث كان مسجد نصر الدين هو أهم منشآتها حيث تقع المدينة فوق تلال مرتفعة كانت كحصن أمان ومراقبة وهو امر روعي في منشآتها كما يتضح من مئذنة مسجد أيوب الذى بني فى عام 648هـ على أنقاض مسجد الشيخ نصر الدين والتي يظهر بها نقاط للمراقبة.

 

وتحتفظ مئذنة المسجد بحالتها المعمارية حتى الآن، فهى مبنية من الطوب اللبن على الطراز الأيوبي، وتتكون من عدة طوابق يتم الصعود إليها عن طريق سلم دائري حلزوني من الخشب، وتتكون في الأعلى من شرفة مصنعة من أخشاب الدوم، وبعض أفلاق النخيل، وكان المؤذّن قديمًا يصعد المئذنة من الداخل عن طريق السلم الحلزوني حتى يصل إلى قمتها وفي القمة باب صغير يخرج من خلاله إلى شرفة دائرية الشكل مصممة من الأخشاب ليؤذن عليها، وهو يتحرك في تلك الشرفة بكل الاتجاهات حتى يسمع جميع أهالي الخارجة الأذان وخاصة أذان المغرب في شهر رمضان.

 

وكان مسجد نصر الدين هو ملتقى أهالى المدينة فى كافة المحافل، حيث وفدت عدة قبائل إلى مدينة القصر الإسلامية واستوطنت أربع قبائل فى المدينة وهي قبيلة خلف الله ويعود أصلها إلى محافظة أسيوط بصعيد مصر ووفدوا إلى القصر منذ عام 50هـ وهم خبراء الزراعة والآبار والعيون وقبيلة الشهابية القادمة من أسيوط أيضا واستوطنوا الجزء الشرقى من المدينة وقبيلة أبو بكر التي استوطنت حارة الشهابية وقبيلة الدينارية التي يعود أصلها إلى بني هلال بالحجاز واستوطنوا الجزء الشمالى الشرقى من قرية القصر وكان افراد قبيلة الدينارية يختصون بالتعليم والمواريث بينما كان الشهابية يميلون إلى الفقه والقرآن وانشاوا أول مسجد فى المدينة ولكنه تهالك ولم يبقى ننهسوى أطلال.

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع