"ريحة العظماء".. نجل الشيخ "الطبلاوى" فى حوار مع "اليوم السابع": أسلم على صوته 110 شخصا خلال زيارته للهند.. كان يحب أغانى أم كلثوم وشجع مدير شركة على تسجيل شريط "السح الدح إمبو" لعدوية وهذه قصة محاولة اغتياله


<< جدتى شاهدت رؤية في المنام بان ابنها سيكون من حملة القرآن وجدي كان يدفع قرش زيادة للشيخ للاهتمام بابنه

<< أول أجر لوالدى كان 5 صاغ.. ولم يكن يغالى في المال ويعتبر القرآن ثروة في حد ذاته

<< السادات كان يحب والدى ويطلبه والنقشبندي لإحياء المولد النبوى بميت أبو الكروم

<< أصعب مراحل حياة والدى عندما رفضته الإذاعة 9 مرات
 

وصف الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب صوته بأنه المعجزة لأنه يؤدي النغمة المستحيلة، كما قال عنه الكاتب الصحفي محمود السعدني، في كتابه "ألحان من السماء" إنه الصوت العبقري حيث يملك عبقرية لا دخل له فيها لأن الصوت موهبة من الله الذي وهبه أحبالا صوتية لا نظير لها، كما توقع له الفنان الراحل مأمون الشناوى بأنه سيكون قارئ الزمان الآتي، ينتمى لجيل القراء العظماء، لا يمكن أن ترى بيتا في مصر أو العالم العربي أو الإسلامي لا يسمع صوته في قراءة القرآن إنه الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي.

لم يكن يعلم الطبلاوي خلال ريعان شبابه أنه سيلقى هذا الكم من الحب داخل قلوب المسلمين ليس فقط في مصر بل في كل أنجاء العالم الإسلامي، من خلال هذا الصوت الأعجوبة كما وصفه كبار الموسيقيين، استطاع من خلاله أن يجذب قلوب مستمعيه، ورغم هذا الصيت الواسع إلا أنه اتسم بالبساطة الشديدة وحبه وقربه من الناس، ترك خلال 85 عاما عاشها في هذه الدنيا إرثا كبيرا، ستجد اسمه على الكثير من المساجد في مختلف محافظات الجمهورية من كثرة حب المصريين له.

تواصلنا مع نجله "محمد الطبلاوي"، الذي تحدث معنا عن تفاصيل حياة والده منذ صغره وحتى وفاته، وأبرز من اكتشفوا موهبته، وأصعب مراحل حياته، وأسباب عدم لقائه بالموسيقار محمد عبد الوهاب ، بجانب حقيقة تصريحه حول عدم حبه للعندليب عبد الحليم حافظ، وكواليس زيارته التاريخية للهند، بجانب حقيقة محاولة اغتياله وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..

من الذي اكتشف موهبة الشيخ محمد محمود الطبلاوى؟

جدى رحمه الله اهتم بوالدى للغاية واكتشف موهبة والدي، وكان يذهب به لشيخ القرية بميت عقبة، وكان يعطي للشيخ في الكتاب قرش زيادة من أجل أن يهتم بابنه ويساعده على حفظ كتاب الله، كما أن جدتي رأت رؤية في المنام أن المولود الذي ستلده سيكون من حملة القرآن لذلك سموه محمد.

الشيخ الطبلاوى
الشيخ الطبلاوى

 

ومتى بدأ الشيخ الطبلاوي في قراءة القرآن بالمناسبات؟

من سن 14 سنة كان يظهر والدي في المناسبات، خاصة أنه كان  حافظا للقرآن الكريم من سن 10 سنوات فقط، ومع صوته الجميل دفعه إلى أن يبدأ قراءة القرآن في مناسبات عديدة منذ صغره وكان يستعين به الكثيرين في مناسباتهم نظرا لإعجابهم بصوته حيث أصبح واسع الصيت بشكل كبير.

 

ما هو أول أجر تقاضاه الشيخ الطبلاوى خلال حضوره في المناسبات لقراءة القرآن؟

أول أجر له كان 5 صاغ.

 

وهل كان يعتبر الشيخ الطبلاوى قراءة القرآن مهنة؟

لا يوجد مشكلة في أن يكون قراءة القرآن مهنة، نحن نحصل على أجر احتباس الوقت، أي أجر الجهد وليس أجر حفظ القرآن، فلا أحد يدفه أجر القرآن، ووالدى لم يكن يعتبر قراءة القرآن من أجل الرزق فقط، ولكن هو كان يعتبرها بركة وثواب من الله عز وجل، فكان يعتبر القرآن ثروة في حد ذاته ولم يهتم بالمال.

محمد نجل الشيخ الطبلاوى
محمد نجل الشيخ الطبلاوى

 

هل كان يغالى الطبلاوى في أجره خلال حضوره المناسبات المختلفة لقراءة القرآن؟

لم يغال والدي في أي مال، وكان يرى أن المعقول من الأموال جيد للغاية، وفي النهاية هو لم يكن يضرب أحد علي يديه من أجل أن يدفع له الأجر الخاص بقراءة القرآن في المناسبات، بل كان الناس يتحدثون معه ويطلبونه بحضور مناسباتهم وقراءة القرآن ولكن والدى لم يكن يغالى في الأموال التي يطلبها للحضور ولم يكن مع مغالاة البعض في أجورهم.

 

ما حقيقة أنه رفض تعلم النغم مع الموسيقار محمد عبد الوهاب؟

والدي حكى بأن الموسيقار محمد عبد الوهاب طلب أن يأتي له أبى خلال تقدم أبى لاختبارات الإذاعة وقال له أريد أن أقابلك، ولكن والدى لم يذهب له.

الشيخ الطبلاوي
الشيخ الطبلاوي

 

لماذا؟

لأن والدى كان يعلم أن الموسيقار محمد عبد الوهاب له شروط معينة لمن سيقابله حيث قبل أن يدخل له الشخص يطلب منه أن يقول حرف "نون" و"ميم"، كي يعرف ما إذا كان لديه برد أو انفلونزا من عدمه، ووالدى حينها كان يرى أن من يريد أن يقابله يأتي له وليس أن يذهب والدى لأحد.

 

وهل عاتبه الموسيقار محمد عبد الوهاب بعد ذلك؟

بالصدفة كان الموسيقار محمد عبد الوهاب في باريس وكان معه المطرب محمد طه والمطربة وردة، وكانوا يسيرون في شوارع العاصمة الفرنسية، وفاجأة سمع محمد عبد الوهاب صوت والدي في أحد المساجد، وقال حينها للمطرب محمد طه إن هذا الصوت ليس غريبا عليه ثم دخل محمد عبد الوهاب لوالدى المسجد وقال له "قفشتك تعالى كنت عايزك تيجى وبتتهرب منى" ، فكان جواب والدى له :"أي حد يتشرف يقابل لك لكن لدي طريقتي في قراءة القرآن وهذا ليس تكبر".

 

وكيف كان علاقة الشيخ الطبلاوى بالرئيس الراحل محمد أنور السادات؟

علاقة والدى بالرئيس الراحل محمد أنور السادات كانت طيبة للغاية، حيث إن الرئيس الراحل كان يحبه كثيرا، وكان يطلبه هو الشيخ سيد النقشبندي لإحياء مناسبة المولد النبوى في ميت أبو الكوم بالمنوفية، فكان السادات والطبلاوى أصدقاء كما أنهما بلديات لأن قرية الرئيس الراحل كانت بجانب القرية التي ينتمى لها والدي في محافظة المنوفية.

السادات والطبلاوي
السادات والطبلاوي

 

كيف كانت زيارة الشيخ الطبلاوى في الهند والتي تحدث والدك في تصريحات سابقة أنها أثرت عليه كثيرا؟

بالفعل .. كانت زيارة مهمة جدا لوالدى في الهند خاصة أنه أسلم على يديه الكثيرين، عندما سمعوا صوته المميز، حيث أسلم على يده 110 مواطنا هنديا خلال سماعهم صوت والدى خلال قراءة القرآن في المناسبات في تلك الزيارة الهامة.

 

هل كان الطبلاوى جزءا من القوى الناعمة لمصر في الخارج؟

بالطبع.. فمن خلال جمال الصوت الذي كان يتميز به والدي ، حيث وساهم في تعريف مصر للعالم، بل إن الملك فهد العاهل السعودي حينها كان داعي والدي لمناسبة، وقال له يا شيخ القرآن نزل في مكة وطبع في إسطنبول وقرأ في مصر، فكان هذا يعنى أن أحسن قراء للقرآن الكريم هم المصريين فهم أفضل صوت .

 

من كان قدوة الشيخ الطبلاوى في قراءة القرآن وكان يحب أن يسمع لهم ؟

كان يحب سماع القرآن الكريم بصوت الشيوخ هاشم هيبة وشعبان الصياد والبهتيمى ومحمود صديق المنشاوى ومصطفى إسماعيل.

 

هل كان يحب الطبلاوى سماع الأغاني أو مطربين بأعينهم؟

كان يحب يسمع سماع أغانى كوكب الشرق أم كلثوم، خاصة أغانيها الدينية مثل رباعيات الخيام وحديث الروح والأغاني الدينية الأخرى الخاصة بأم كلثوم.

الشيخ محمد محمود الطبلاوي
الشيخ محمد محمود الطبلاوي

 

ما حقيقة أن الطبلاوى لم يكن يحب صوت عبد الحليم حافظ؟

ليس حقيقيا، ولم يقل أبي على الإطلاق أنه لا يحب عبد الحليم حافظ أو صوته، ولكن حديث أبى عن عبد الحليم حافظ كان في موقع آخر ليس له علاقة بصوت عبد الحليم حافظ.

 

إذن ما هو الموقف؟

والدى كان يتحدث عن أحمد عدوية، وأغنيته "السح الدح إمبو" والتي طبع منها مليون أسطوانة، وحينها كان أحمد عدوية رقم واحد بعد في توزيع الأسطوانات، وبعد ذلك عبد الحليم حافظ ثم والدى الذي كان رقم ثلاثة في توزيع الأسطوانات، وحينها تحدث أبى عن أحمد العدوية حيث في إحدى المواقف، حيث ذهب والدي إلى شركة تسجيل الأسطوانات ليسجل بصوته التلاوات، وحينها دخل عليهم أحمد عدوية وتحدث مع مدير شركة توزيع الأسطوانات بأنه يريد أن يسجل أغنية "السح الدح إمبو"، فرد عليه مدير الشركة بأن كلمات الأغنية فارغة، وتدخل والدي وطلب من مدير الشركة أن ينتج لأحمد عدوية الأسطوانات، وبالفعل أنتج له الشريط والأغنية أصبحت رقم واحد في مصر من حيث توزيع الشرائط والاسطوانات ثم عبد الحليم حافظ ثم والدي، ولكن والدى لم يذكر شيء عن صوت عبد الحليم حافظ

  

وهل كان الطبلاوى يشجع الرياضة؟

نعم كان يتابع مباريات كرة القدم، وكان يشجع نادي الزمالك، ولكن لم يكن متعصبا على الإطلاق، وتشجيع والدى للكرة جاء لأنه كان يلعب كرة القدم منذ صغره، ولكن كان يلعبها كهواية وليس احترافا.

 

ما حقيقة أن والدك تعرض لمحاولة اغتيال؟

بالفعل هذا حديث، حيث كان في سرادق وقدم له السفرجي كوب قهوة ليشربه، ولكن والدى لم يشرب منه، وكان هذا شيء من عند الله عز وجل، فشربه السفرجي والذي تعب كثيرا وطلبوا له الإسعاف، وتوفى السفرجى بعد شرب القهوة التي كان من المفترض أن يشربها والدي.

 

وهل تابع والدك موضوع محاولة تسميمه ليعرف من المتسبب في ذلك؟
 

لا.. لم يتابع الموضوع، بل كان يرى أن الله عز وجل سيحفظه لحفظ والدى كتاب الله سبحانه وتعالى، وكان يرى أن القرآن سيحميه من أي شر.

 

ما هي أصعب مراحل حياة الشيخ الطبلاوى؟

أصعب المراحل التي عاشها والدي كان عندما رفضته الإذاعة 9 مرات، وفي كل مرة يكون الحفظ ممتاز والصوت مميز ولكن كانت الإذاعة تريد الصوت يكون به نعمة، فيعطون له مهلة سنة، وظل ذلك لمدة 9 سنوات فكان ذلك أكثر شيء يرهقه، وبالفعل في النهاية تم قبوله في الإذاعة.

 

هل كان الشيخ الطبلاوى يدعم صغار المقرئين؟

نعم.. كان يشجع صغار المقرئين ويحفزهم دائما ، وكان له فضل على الكثيرين منهمـ وكان والدى عندما يكون عضو تحكيم في أية مسابقة لحفظ القرآن يشجع الشباب ويساعدهم لأنه كان يحب الخير لكل الناصب، ولم يكن يصعب الأمور على أحد، وكان مهتما بأن يدعم الشباب الذين يحلمون بأن يكونون مقرئين، وهناك كثيرون عندما يقابلونني يقولون لي إن والدك كان له فضل كبير علينا.

 

وكيف دعمك والدك في مشوارك كقارئ للقرآن الكريم ومنشدا

الوالد رحمه الله اكتشف موهبتي وأنا في سن 6 سنوات، كان كان يسمعنى وأنا أدندن الابتهالات واقرأ القرآن الكريم، وسألنى عن ما إذا كنت أستطيع أن اؤذن وبالفعل أذنت الآذان وسمعنى واكن سعيدا للغاية بصوتي، ومنذ ذلك الوقت اهتم بموهبتي كثيرا حتى أصبحت متمكنا من تلاوة القرآن وتسجيله وأن أصبح منشدا ومبتهلا.

 

ما هي أبرز النصائح التي كان يحرص الطبلاوى على أن يرددها لأسرته؟

كان دائما ينصحنا بالتواضع وتقوى الله وحفظ القرآن الكريم والرضا بما قسمه الله لنا والحمد لله دائما.

 

هل كان للشيخ الطبلاوى وصية قبل وافته؟

لم يكن له وصية.. فنصائحه كانت هي وصاياه، وقد ترك لنا أكبر ميراث وهو القرآن وسيرته الطيبة مع الناس.

 

وكيف عملت الأسرة على حفظ تراث الشيخ الطبلاوى؟

شقيقى الأكبر إبراهيم  الطبلاوى يتولى حفظ تراث والدى بالكامل، لأنه هو من كان يسجل لأبي شرائط والمصحف المرتل والابتهالات، وبالفعل انشأ قناة على اليوتيوب وصفحة على فيس بوك لعرض كل تراث والدي.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع