أوروبا تستغنى عن الغاز الروسى.. انخفاض الواردات من موسكو إلى 15%.. بروكسل تحذر: الشتاء المقبل بلا غاز روسى.. والاتحاد الأوروبى: على الدول الـ27 الوصول لهدف ملء 90% من مخزونات الغاز قبل نوفمبر 2024

مع بداية أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حث الاتحاد الأوروبى الدول الأعضاء على تجديد احتياطياتها من الغاز فى حال قررت روسيا قطع الإمدادات، وقررت أيضا تنفيذ سياسة تقليل استهلاك هذا الوقود الأحفورى لتقليل الاعتماد على المورد الرئيسى للمنطقة الأوروبية حتى ذلك الحين، حتى بدأت تتجاوز القارة العجوز تلك الأزمة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الاكونوميستا الإسبانية، فقد كان سعر الغاز أحد أكبر مخاوف الأوروبيين عند حلول فصل الشتاء، بل وأكثر من ذلك منذ اندلاع الصراع فى حرب أوكرانيا واستخدام روسيا للغاز كسلاح ضد أوروبا، لكن يتم تداول سعر الغاز الطبيعى الأوروبى دون متوسطه التاريخى فى منتصف ديسمبر بعد موجة برد قصيرة أثرت على النصف الشمالى من القارة.

وقالت بروكسل أن أمن الامدادات سيتطلب مراقبة وثيقة لضمان وثيقة شتاء 2024/2025"، مسلطة الضوء أيضًا على التقدم على جبهة الاعتماد على موسكو: "فى عام 2023، كان الغاز الروسى يمثل 15٪ فقط من إجمالى واردات الاتحاد الأوروبي" مقارنة إلى أكثر من 50% قبل الحرب.

وينص الاتحاد الأوروبى على أنه يجب على الدول الـ 27 أن تصل إلى هدف ملء 90% من مخزونات الغاز قبل الأول من نوفمبر 2024. ويتم تحقيق الهدف من خلال سلسلة من الخطوات الوسيطة مع مؤشرات ملء المستوى: 1 فبراير ( 45% مشغولة)، 1 مايو (36%)، 1 يوليو (54%)، 1 سبتمبر (72%).

وتتناول ثلاث أوراق عمل جديدة صادرة عن صندوق النقد الدولى هذه التساؤلات المهمة. ويحللون كيف يمكن أن يؤدى تجزئة السوق وتأخر مرور الأسعار إلى تفاقم التأثيرات، ودور سوق الغاز الطبيعى المسال العالمى فى تخفيف النتائج، وكيف يمكن أن تتطور هذه العوامل فى ألمانيا، أكبر اقتصاد فى أوروبا.

ويؤكد الصندوق أنه فى بعض البلدان الأكثر تضرراً فى وسط وشرق أوروبا - المجر وجمهورية سلوفاكيا وجمهورية التشيك - هناك خطر أن يرتفع النقص إلى 40% من استهلاك الغاز وأن ينكمش الناتج المحلى الإجمالى بما يصل إلى 40% من استهلاك الغاز. 6%.

 ومع ذلك، يمكن التخفيف من هذه الآثار من خلال الاستعانة بموردى ومصادر الطاقة البديلة، والحد من اختناقات البنية التحتية، وتحفيز توفير الطاقة مع حماية الأسر الضعيفة، وتوسيع اتفاقيات التضامن بين البلدان لتقاسم الغاز، حسبما تشير تقارير الخبراء.

ومنذ 21 فبراير، بلغت أسهم الاتحاد الأوروبى 64.7% مع 737 تيراواط فى الساعة مقارنة بـ 64% مع 718.25 تيراواط فى الساعة المسجلة فى 20 فبراير 2023. وارتفعت إيطاليا بنسبة 59.2% عند 116.61 تيراواط فى الساعة مقارنة بـ 63.49% فى العام الماضى. وبلغت نسبة ألمانيا 71.15%. أقل بقليل من مستويات 2023، بينما فرنسا بنسبة 48.37%، 64.98 تيراواط/ساعة مقارنة بـ 48.75% فى 2023.

 كانت وزارة البيئة وأمن الطاقة قد أعلنت مطلع فبراير الماضى، أنه بالنسبة لموسم 2024-2025، التى تمتد من 1 أبريل من العام الجارى حتى مارس 2025، فإن حجم تخزين الغاز الاستراتيجى سيبقى دون تغيير عند 4620 مليون متر مكعب.

قالت تيريسا ريبيرا وزيرة الطاقة الإسبانية، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبى الاتفاق على موقف مشترك بشأن كيفية خفض الدول الأعضاء فى التكتل وارداتها من الغاز الطبيعى المسال الروسى.

بعد عامين من حرب أوكرانيا، عادت المناقشة حول استيراد الغاز الطبيعى المسال إلى مركز المناقشة مرة أخرى، فى حين تشير المعلومات إلى أن إسبانيا هى الدولة التى تستورد القسم الأعظم من هذا الوقود من روسيا، وبالنظر إلى هذا الوضع، حثت النائبة الثالثة للرئيس، تيريزا ريبيرا، أمس على خفض شراء الغاز الطبيعى المسال الروسى أو إلغاءه فى جميع الدول السبعة والعشرين "فى أقرب وقت ممكن"، فى حين أن بروكسل مستعدة للتحدث مع الدول حول كيفية ذلك، سيتم تطبيقه، على الرغم من أنه يستبعد اتخاذ تدابير تشريعية فورية، حسبما قالت قناة كادينا سير على موقعها الإلكترونى.

وقالت لدى وصولها لحضور اجتماع لوزراء الطاقة بدول الاتحاد الأوروبى فى بروكسل حيث سيناقشون هذه المسألة "نحتاج إلى الاستناد إلى نهج عام صادر عن الاتحاد الأوروبى وسنصر على ذلك، كما دعت إلى "نهج مشترك بشأن كيفية تقليص أو حظر الواردات القادمة من روسيا"، وأشارت إلى أنه إذا قامت إسبانيا، بذلك من جانب واحد فقد يكون تأثيره محدودا بسبب إمكانية إعادة توجيه الشحنات بسهولة إلى ميناء آخر فى الاتحاد الأوروبى.

وفى العام الماضى، أصبحت إسبانيا الدولة التى تستورد أكبر قدر من الغاز الطبيعى المسال من روسيا فى الاتحاد الأوروبى بأكمله، متجاوزة فرنسا، وذلك بسبب العدد الكبير من محطات إعادة التغويز التى تمتلكها البلاد، والتى تركز ثلث إجمالى قدرة الاتحاد الأوروبى، وهذا ما جادلت به الحكومة دائمًا عندما تذكرت أنه عند إعادة تحويل الوقود إلى غاز، يتم إرساله إلى دول أوروبية أخرى أو إلى أطراف ثالثة.

 

غاز أقل وفحم أقل
 

ووفقا لأحدث التقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، فقد خفض الاتحاد الأوروبى فى عام 2023 استهلاكه للفحم بأكثر من 20% مقارنة بالعام السابق، ووفقا لبيانات يوروستات، كانت احتياطات الغاز فى الاتحاد الأوروبى فى الصيف الماضى أعلى بـ20 نقطة، عما هو معتاد فى ذلك الوقت من العام.

 

أسباب انخفاض أسعار الغاز الطبيعى
 

هناك عدة تأثيرات تتسبب فى انهيار أسعار الغاز الطبيعى المعلنة، رغم أن ثلاثة منها تهيمن على الباقي: تحتفظ الولايات المتحدة بشحنة ثابتة من الغاز المسال عن السفن، والمخزونات فى أوروبا ممتلئة، والصناعة الأوروبية لا تحتاج إلى الكثير العرض لأنه ليس بكامل طاقته.

وأشارت صحيفة لاراثون الإسبانية إلى أنه على الرغم من موجة البرد القصيرة التى غطت معظم شمال وشرق أوروبا بالثلوج فإن الحقيقة هى أن درجات الحرارة معتدلة بشكل عام، إلى جانب حقيقة أن الحرب فى أوكرانيا تركت شعارا مفاداة أن الشتاء قادم ويجب الاستعداد له، ولذلك فإن مخزونات الغاز الطبيعى أصبحت أعلى من 90% من طاقتها الإجمالية، وذلك يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترات السابقة.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع