مدير مهرجان شباب العالم في حوار لـ"اليوم السابع": تعميق التواصل بين مختلف الشعوب هدفنا الأهم لمشاركة تجربتنا.. سيرجي بيرشن: المهرجان يقام بتكليف من الرئيس بوتين.. ودائما ننتظر مشاركته بكل الأنشطة الشبابية

 

بدون تجهيزات مسبقة، أو ترتيبات روتينية، جاء العرض من أحد الأصدقاء الروس، هل ترغب في إجراء حوار مع المدير المسئول عن مهرجان شباب العالم؟ أجبته بالطبع نعم، هذه فرصة مهمة أن أحاور الرجل الذي أشرف على تجهيز وإعداد تجمع دولي ضخم، يضم أكثر من 20 ألف شاب من 188 دولة.

 

تصورت في البداية أن ألتقي الرجل في أحد المكاتب المغلقة، ويمر الموضوع بعدد من الإجراءات والقيود، أو يستغرق بعض الوقت، لحين الترتيب والتجهيز حتى للأسئلة التي لن تسعفني إنجليزيتي فيها كثيراً، حتى فوجئت بالرجل أمامي يعرفني بنفسه، ويطلب مني البدء في الحوار مباشرة، فأمامه وقت قصير جداً، وعدد من الارتباطات الهامة المتعلقة بالحفل الختامي للمهرجان، فما كان مني إلا أن بدأت تجهيز الأسئلة سريعاً، بل كنت ألتقط بعضها خلال الحوار.

 

بملابس شبابية، لا تحمل أي طابع رسمي، وعبارات ترحيب بصحفي مصري في المهرجان، كانت بداية المقابلة، التي لم نجلس خلالها على الكرسي، إلا عند التقاط الصور، ومن حولنا تجمعات كبيرة من الشباب هنا وهناك، لدرجة أن صوته كان محاطاً بصيحات الجماهير، التي جاءت من كل حدب وصوب، بألسنة مختلفة ولغات شتى، للمشاركة في المهرجان.

 

سيرجي بيرشن، مدير عام مهرجان شباب العالم، يعرف الإنجليزية، لكنه يفضل الحوار و الإجابة عن الأسئلة بالروسية، فكان هناك وسيط بيننا يترجم الروسية إلى الإنجليزية.. رفض إجابة سؤالي عن عمره الحقيقي، لكني أتصوره في منتصف الثلاثين، أو ربما أكبر بقليل.

 

وفي مقابلة مع "اليوم السابع" استمرت نحو 20 دقيقة فقط، حاولنا الإجابة عن أهم الأسئلة التي تخص تجربة مهرجان شباب العالم، وقد ظهرت خلالها روحه الشابة، وقدرته على الرد السريع، بل والتملص أحياناً من  القضايا الساخنة، والمناطق الشائكة..

 

في البداية كيف تم التجهيز والإعداد لهذا الحدث العالمي الكبير؟ وكيف نجحتم في توفير الإقامة والسكن لكل هذه الوفود من مختلف دول العالم؟

 

لقد تحولت مدينة سوتشي، منذ بداية شهر مارس الحالي، إلى مدينة الشباب ، بعدما جاء إليها  20 ألف شخص، منهم  10 آلاف من روسيا، والباقي من جميع البلدان، حوالي 188 دولة، وقد جاءوا جميعاً ليتحدثوا عن المستقبل، حيث يسمع جميع  الناس من جميع الأمم وجميع الأديان وجميع القارات، ويعرفون جيداً أن المستقبل في هذا العالم يحمل العيش المشترك للجميع، خاصة أن دول الاتحاد الروسي تتمتع بخبرة كبيرة في العيش المشترك، ويعيش فيها أناس من ديانات مختلفة، وجنسيات مختلفة، ومجتمعات مختلفة، لهذا السبب نحن على استعداد لمشاركة هذه التجربة مع كل دول العالم.

 

ما الخطط المستقبلية الخاصة بمهرجان شباب العالم؟ وهل سيقام العام المقبل بنفس الطريقة؟

 

  في الحقيقة أنا لا أريد أن ينتهي المهرجان بمجرد انتهاء الأيام المخصصة لانعقاده، نظراً لوجود الكثير من الروابط والأفكار المشتركة التي تبادلها الشباب من كل دول العالم مع بعضهم البعض، والمشروعات المتنوعة التي تباحثوا حولها ويجب أن تكون لها امتدادات خلال الفترة المقبلة، لذلك الهدف الأهم للمهرجان هو تعميق التواصل والترابط بين مختلف الشعوب، لكن في كل الأحوال سنصل في الفترة المقبلة إلى استنتاجات تخص الانعقاد المقبل للمهرجان، وأين ستكون الخطوات التالية.

 

أريد أن أسأل كم عمرك وما الوظيفة التي تؤديها والتخصص الذي تعمل فيه بعيداً عن المهرجان؟

 

الحقيقة أنا أعمل رئيس لمجموعة تعليمية كبيرة جدا، بالقرب من البحر الأسود في سوتشي، تدعم الصناعات الإبداعية، وهى مدينة للمهنيين الشباب، وفي العام الماضي زارها حوالي 250 ألف، وهي عبارة عن حرم جامعي كبير، و أماكن لتقديم الطعام والوجبات الغذائية، وبها استديو موسيقي ضخم، واستديو سينما قيد الإنشاء، أما بخصوص سؤالك كم عمري ؟  أستطيع الإجابة على ذلك وأقول  روحي صغيرة جدا لدرجة أنه لا يزال لدي فرصة للمشاركة في مشاريع مماثلة مرات عديدة، وآمل أن نستمر في بناء مستقبل مشرق للغاية مع مثل هذه المشاريع.

 

كم عدد المتطوعين الذين شاركوا في هذا المهرجان؟

 

الحقيقة عدد المتطوعين لخدمة المهرجان كبير جدا، والعدد النهائي قد يزيد عن 5 آلاف متطوع، لديهم العديد من مستويات المشاركة والمسئولية داخل المهرجان، بعضهم  يعمل هنا فقط في مدينة الشباب بسوتشي، و البعض الآخر من مناطق مختلفة.

 

 هل هناك ما يمنع الحديث في السياسة بمهرجان الشباب ؟ وهل مسموح بأن يتم الحديث عن القضية الفلسطينية وما تتعرض له من جرائم من جانب إسرائيل ؟

 

مسموح لكل دولة أن تعبر عن نفسها وقضاياها، دون أن يمنعها أحد، بل بالعكس نريد  أن يسمع صوتها الجميع، ومن حق الفلسطينيين أن يتحدثوا مع الجميع دون قيود، فهذا تجمع دولي كبير ومن حق كل الشعوب أن تمارس حقها في الحوار، ونحن هنا نريد أن نخلق الحوار حتى تتاح للجميع فرصة جيدة لإيجاد حل وسط، ونريد استخدام هذه الوسائل الإنسانية والطرق الإنسانية لمساعدة الناس على الكفاح من أجل مستقبلهم العادل، وإيجاد أرضية مشتركة وحلول وسط،  هناك العديد من المشاكل في العالم ، لذلك نحن بحاجة إلى حوار بناء وهادف، وستواصل بلادنا العمل على تعزيز هذا الموقف. وكما ترى من هذه المنصة في هذا المهرجان، هناك الكثير من الناس من جميع القارات، أفريقيا، أمريكا اللاتينية، آسيا، أوروبا، وجميعهم يدعمون موقفنا نحو الحوار الهادف. 

 

هل هناك وفود مشاركة في المهرجان من دول أمريكا الشمالية وبعض بلدان أوروبا مثل فرنسا مثل ألمانيا وإنجلترا؟ 

 

على حد علمي، نعم. ونحن نرى المشاركة النشطة في أماكن مختلفة لأنهم يرون هذا التوتر في العالم ويريدون الحوار، إنهم يريدون حلا للمشاكل التي نواجهها جميعا معا.

 

هل تعاونت المؤسسات الخاصة والشركات في دعم مهرجان شباب العالم ؟

 

نعم قدمت المؤسسات الخاصة دعماً كبيرا، وتعاونا واضحا من أجل تنظيم المهرجان وإنجاحه على كافة المستويات، وقد كان لهم دور كبير في تعريف العالم كله أن روسيا بلد الفرص، وأنها تدعم كل الخطوات الشابة، وتخلق مستقبل واعد لكل من حولها، بل إن المنصة التي نقف عليها    الآن مملوكة لأحد الشركات الحكومية في الصناعات النووية  روساتوم، والتي استعرضت عدد من منتجاتها النووية وغير النووية، وقدمت عدد من المحاضرات التي تهدف الى تنمية مهارات الشباب خاصة في مجال التعليم، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى، التي تقدم دعم غير محدود من أجل نجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه.

 

 ما الدولة التي قدمت أكبر عدد من المشاركين في المهرجان بعد روسيا ؟

 

 من الصعب أن أعطيك رقما دقيقا، لكني سأعطيك شعوري، في الواقع أنا مسؤول عن محتوى الجلسات، وهناك مديرة تنظيمية ستكون قادرة على إعطائك عددا محددا من المشاركين، لكنني سأخبرك فقط بما أشعر به، وهو أن هناك الكثير من المشاركين حضروا من أمريكا اللاتينية، إنهم صاخبون جدا، وتراهم في كل مكان، وأشعر أن  هناك الكثير من البرازيليين وكذلك الدول الموجودة داخل اتفاقية البريكس.

 

هل يمكنك إخبارنا ببعض المعلومات حول تكلفة هذا المهرجان؟ 

 

 لا أستطيع أن أعطيك إجابة دقيقة، فلا أحد  يعرف كم تكلف هذا المهرجان، لأنه تآزر بين شركاء مختلفين، قد ساهموا كثيرا، فلدينا العديد من المؤسسات التعليمية والصناعية الكبرى، التي شاركت في تقديم مساهمات تخص المهرجان، مساهمة مادية، مساهمة إبداعية، مساهمة تعليمية، هناك مدن شريكة، هناك ساحة الشباب في وسط مدينة الشباب بسوتشي، لذلك هذا المهرجان يظهر مبدأ مهم جدا لروسيا، وهو مبدأ الاتحاد  و الأنشطة المشتركة و العمل الجماعي، والتواجد معا، بل هناك مساهمات من 55 كلية جامعية بعدد  1500 طالب  لبناء الأشكال والديكورات الخاصة بمهرجان شباب العالم.

 

 ما علاقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمهرجان شباب العالم ؟

 

 يتم تنظيم هذا المهرجان بناء على تكليف من رئيسنا بالطبع، ونحن دائما في انتظار مشاركته بكل الأحداث التي نقوم بها،  وهو دائماً يحرص على مشاركة الشباب، خاصة أن الجميع ينتظرونه دائماً سواء داخل روسيا أو خارجها، وقد رأيت بنفسي أشخاص أجانب يرتدون ملابس مطبوع عليها صورة الرئيس بوتين واقتباسات من كلماته.

 


سيرجي بيرشن مدير عام مهرجان شباب العالم مع الزميل محمد طنطاوى

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع