قام مواطن مصرى وزوجته الهولندية بعمل تجربة إنسانية هى الأولى من نوعها بمحافظة الفيوم، حيث قاما بإنشاء مدرسة للتعليم المجتمعى ضمت الأطفال ذوى الهمم من أصحاب الإعاقات الذهنية، حيث بدأت تجربتهما بفصل واحد كعمل خيرى خصصا له مبلغا ماليا من مالهما الخاص لخدمة الأطفال ذوى الهمم، بعد أن لاحظا أنهم لا يذهبون للمدرسة وينعزلون عن المجتمع، وبعد نجاح التجربة قاما بالتوسع فى فكرتهما الخيرية، التى لاقت دعما كبيرا من أصدقائهما وأهالى القرية، فحولا التجربة إلى مدرسة للتعليم المجتمعى، وتوفير مصدر دخل للمرأة المعيلة، من خلال ورش الصناعات الصغيرة، وتوفير أنشطة صيفية لتلاميذ المدارس، وندوات توعوية للسيدات بالقرية.
وقال يوسف فوزى، لـ"اليوم السابع:"، إنه مواطن مصرى متزوج من هولندية وكان يقيم بالقاهرة، ولدية شركة لتصدير المنتجات اليدوية خاصة المصنوعة من الفخار، ومع التوسع فى عمله قرر إنشاء مصنع لصناعات الفخار ووقع اختياره على محافظة الفيوم تحديدا عزبة الغروروى الواقعة بمنطقة كوم أوشيم بطريق القاهرة الفيوم الصحراوى، وانتقل هو وزوجته كارولين هولندية الجنسية للإقامة بالقرية، خاصة انهما أحبا الهدوء والطبيعة الريفية للقرية، وأنشأ مصنعا لصناعات الفخار ومحطة للتغليف والتعبئة لتصدير المنتجات، ومع نجاح مشروعهما خصصا نسبة من الأرباح للأعمال الخيرية، وكانا ينظمان يوما ترفيهيا للعمال بالمصنع من أبناء القرية ويستضيفا أبنائهم خلال هذا اليوم ويتم عمل أنشطة ترفيهية لهم وفقرات رياضية ووجبات غذائية، لكنهما لاحظا أن الأطفال ذوى الهمم بالقرية خاصة أصحاب الإعاقات الذهنية لا يذهبون للمدارس، ولا تجيد الأسر البسيطة الأساليب العلمية للتعامل معهم وتنمية قدراتهم ويتم عزل هؤلاء الأطفال عن المجتمع، ولاحظت زوجته هذا جيدا وشغل حيزا من تفكيرها لأنها كانت تعمل خبيرة فى التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، وفكرت فى عمل فصل للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بالقرية، خاصة مع انتشار زواج الأقارب بالقرية ووجود عدد كبير من الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، وبالفعل بدؤا فى تنفيذ الفكرة وخصصا لها استراحة خاصة بهما وتم الاستعانة بمعلمتين من القرية، وتولت كارولين تدريبهما على كيفية التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، وبدأت الفكرة عام 2003 بـ4 تلاميذ، ولكن الفكرة والأساليب الخاصة التى انتهجتها المدرسة للتعامل مع الأطفال من ذوى الهمم لاقت نجاحا كبيرا ووجدنا إقبال غير متوقع على مدار السنوات الماضية مما جعلنا نقوم بتأسيس مؤسسة تتبع وزارة التضامن الاجتماعى وتحويل الفكرة إلى مدرسة للتعليم المجتمعى، وأصبحت المدرسة مكونة من 20 فصلا مقسمين إلى احتياجات خاصة وحضانات ومدرسة ابتدائية ولدينا 350 طفلا بالمدرسة، وقمنا بعمل دمج وإلحاق الأطفال الأسوياء بالمدرسة مع ذوى الهمم لتكون المدرسة مجتمعا متكاملا وسويا لكلا الطفلين.
وأكد أن إيمانه الحقيقى هو وزوجته أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة التى تطور من خلالها الأمم ولذلك هذا المفهوم يؤمن به جميع العاملين بالمدرسة وهو ما جعلنا نصل إلى هذه النتائج المبهرة، وتجربتنا أثبتت أن صدق النوايا يحالفه دائما التوفيق.
ولفت يوسف فوزى أن المدرسة بها كافة التجهيزات والأدوات الفنية للتعليم لذوى الاحتياجات الخاصة خاصة أن المدرسة تعمل بنظام المنتيسورى وهو نظام فنى يعتمد على الأدوات، وأشار إلى أن الفكرة الآن بعد 20 سنة أصبحت تجربة هامة يتمنى أن تعمم على مستوى محافظات الجمهورية وأصبح لديهم قائمة انتظار مطولة للراغبين فى الالتحاق بالمدرسة، مؤكدا أنه يدعم الأطفال الموهوبين بالمدرسة ويتم التقديم لهم فى المسابقات المختلة على مستوى الجمهورية لافتا إلى أن الأطفال ذوى الهمم لديهم مواهب غير عادية يتفوقون فيها على الاسوياء مثل الرسم وبعض الأنشطة الرياضية.
وأضاف يوسف فوزى إلى أنهما فكرا فى المرأة المعيلة بالقرية والتلاميذ الذين يعملون لمساعدة أسرهم فقاما بعمل ورش للصناعات الصغيرة ملحقة بالمدرسة منها ورشة لتعبئة وتغليف الجوارب، وتعمل بها عدد من السيدات الأسوياء وأصحاب الإعاقات.
وأكد يوسف فوزى إلى أنه على استعداد كامل لتقديم المساعدة ويد العون لأى شخص يحب أن يكرر التجربة فى أى قرية وتوفير التدريب والدعم له ولفريق عمله.
وقالت شهيرة أحمد أنه تم اختيار القرية لأنها مهمشة وكانت كارولين الهولندية تجوب منازل القرية لتوعية السيدات بكيفة الاهتمام بأطفالهم من ذوى الاحتياجات الخاصة وأهمية التحاقهم بالمدارس، وبعد نجاح التجربة دربتنا جميعا على نظام المينتسورى الذى أثبت نجاحه فى تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة وتم تعميمه للطلاب الأسوياء وأصبحت المدرسة تشهد تكاتف الطلاب مع بعضهم ويقوم الطفل السوى بمساعدة صاحب الإعاقة، كما تم توفير فرص عمل للسيدات المعيلات بالقرية من خلال الصناعات الصغيرة بالمدرسة.
أطفال-القرية-بالمدرسة
الاطفال-بالفصول
الأطفال-خلال-ممارسة-الأنشطة
هذا الخبر منقول من اليوم السابع