دور كبير تلعبه الدولة المصرية بجميع الاتجاهات لتوفير ضمانات الاستقرار بـ"الشرق الأوسط"، علَّ في مقدمة تلك الضمانات، إنهاء الحرب فى غزة ووقف نزيف الدماء الفلسطينية، من ثم كانت أهمية الدور المصرى في أزمة غزة ذات وجهين.
فأصبح العالم على يقين بأن مصر الدولة التي يمكنها تحقيق الاستقرار في شرق المتوسط وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، فهى القوة الإقليمية العظمى التي لا غنى عنها لضمان استقرار المنطقة.
تلك الأهمية التي أعرب عنها الرئيس الأمريكى جو بايدن اليوم حيث تقدم بايدن بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على جهده وقيادته لدعم حل الأزمة بغزة.
وأعرب بايدن عن أمله أن يتم إطلاق سراح ما تبقى من الرهائن الأمريكيين، مؤكدا أن تنفيذ الهدنة في غزة استغرق عملا دبلوماسيا شاقا.
جو بايدن
وأوضح الرئيس الامريكي أن الهدنة فرصة لإيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، لافتا إلى أن أكثر من 200 شاحنة وقود دخلت إلى غزة عبر الحدود مع مصر.
وأشار بايدن إلى أن دخول شاحنات المساعدات لغزة ضروري للمستشفيات والمدنيين، مؤكدا أنه يجب العمل على تقليل الخسائر المدنية في قطاع غزة.
واختتم كلمته، قائلا: "يجب إنهاء دوامة العنف فى الشرق الأوسط".
أيضا، رحبت فرنسا بجهود الوساطة التى بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية فى تنفيذ اتفاق الهدنة الذى تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية فى قطاع غزة والذى دخل حيز التنفيذ صباح الجمعة وتم بموجبه الإفراج عن 13 من الرهائن المحتجزين فى غزة مقابل إطلاق سراح 39 من النساء والأطفال المعتقلين فى السجون الإسرائيلية.
صفقة تبادل الأسرى
ووفقا لبيان وزارة الخارجية الفرنسية، رحبت فرنسا بالإفراج عن هذه المجموعة الأولى من الرهائن وبدخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، والذى تم بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، مثمنة كذلك جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومطالبة بالإفراج عن جميع الرهائن.
وأكدت الخارجية أن فرنسا تحشد كل جهودها من أجل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين فى إطار الاتفاق الذى يجرى تنفيذه فى الوقت الراهن، مضيفة أن الإفراج عن جميع المواطنين الفرنسيين يمثل أولوية قصوى للبلاد، وذكرت "نعمل بلا هوادة لتحقيق ذلك".
وتعرب فرنسا عن تضامنها الكامل مع أسر الرهائن فى هذه المحنة، حيث أن فرق من الخارجية الفرنسية تحت إشراف وزيرة الخارجية، كاترين كولونا، وخاصة تلك التابعة لمركز الأزمات والدعم وكذلك قنصلية فرنسا العامة فى تل أبيب، على اتصال دائم مع عائلات الرهائن.
وكما ذكرت وزيرة الخارجية مرارا وتكرارا، فإن الهدنة التى تم التوصل إليها اليوم يجب أن تكون دائمة ومستدامة، وينبغى أن تؤدى إلى وقف إطلاق النار.
احتفالات فى الضفة الغربية
أيضا، أعربت وزيرة خارجية المانيا آنالينا بيربوك، عن شكرها لمصر وقطر والصليب الأحمر بعد الإفراج عن أربعة من الألمان من قطاع غزة.
وقالت الوزيرة الألمانية -فى تغريدة على موقع توتير (إكس) اليوم الجمعة- أنه بقدر ما يمنح هذا اليوم الأمل، فإنه ليس يومًا لتنفس الصعداء حيث يظل إطلاق سراح جميع الرهائن، بخاصة الألمان المتبقين، يشكل الأولوية القصوى.
وأكدت أهمية أن يلتزم الجميع بالاتفاقات المبرمة، وأن يتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن فى الأيام القليلة المقبلة ومن الأهمية بمكان أن يتمكن الصليب الأحمر من الوصول إلى الرهائن، ليتمكن أيضًا من توفير الرعاية الطبية لهم.
أيضا أفادت قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها إن تايلاند توجه الشكر لمصر على دورها فى إطلاق سراح المحتجزين التايلانديين خارج إطار الصفقة.
من ناحية أخرى، عبرت موريتانيا عن بالغ تقديرها للجهود المصرية القطرية باتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
وأكد بيان رسمي موريتانيا نشر مساء اليوم الجمعة في نواكشوط عن بالغ تقدير الحكومة الموريتانية للجهود الكبيرة التي بذلتها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية لإنجاز هذا الاتفاق الهام.
تبادل الأسرى
ورحب البيان باتفاق الهدنة الإنسانية في غزة الذي تم التوصل إليه يوم 22 نوفمبر 2023 بين حماس وإسرائيل لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وأضاف البيان "نأمل أن يكون الاتفاق فاتحة خير تفضي إلى وقف تام لإطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الشقيق، وضمان الدخول الفوري وغير المشروط للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة وعودة المهجرين قسرا إلى ديارهم".
وجددت الحكومة الموريتانية بهذه المناسبة تمسكها بضرورة تضافر الجهود من أجل إيجاد حل سياسي عادل وشامل وسريع للقضية الفلسطينية يقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية تنفيذا للمبادرة العربية وحل الدولتين ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ منذ صباح اليوم الجمعة، والتى اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بعد جهود مصرية وقطرية وأمريكية مكثفة، تم إطلاق سراح 39 أسيرا فلسطينيا (وهم 24 امرأة و15 طفلا) من السجون الإسرائيلية، مقابل الافراج عن 13 من الرهائن المحتجزين لدى حماس فى غزة. كما تم إطلاق سراح 10 من رعايا تايلاند وفلبينى واحد.
وأظهرت صور حية سيارات الصليب الأحمر بعد أن تسلمت 24 شخصا فى غزة متجهة إلى معبر رفح، ثم تسلمتهم مصر من الصليب الأحمر واتجهت بهم إلى الجانب المصرى من معبر رفح حتى تم تسليمهم بعد ذلك إلى الجانب الإسرائيلي. وفى المقابل أظهرت صور أخرى عملية الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين، حيث نقلت حافلات تابعة للصليب الأحمر أيضا أسرى فلسطينيين من سجن عوفر الإسرائيلى فى الضفة الغربية فى إطار ترتيبات الصفقة .
وتعد هذه الهدنة الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلى العنيف على قطاع غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي، والذى أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح.
وينص الاتفاق الخاص بالهدنة بشكل عام على تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال فى قطاع غزة فى المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين فى السجون الإسرائيلية، على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم فى مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق. كما ستسمح الهدنة التى تستمر أربعة أيام، بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع