تعانى معظم الأحزاب المصرية من الانفصال عن الشارع بشكل كبير، حيث انحسرت الساحة الحزبية على فئة النخبة، فلم يعد المواطن المصرى يشعر بدور حقيقى للأحزاب داخل المجتمع المصرى، الأمر الذى يتطلب تحرك جاد من الأحزاب نفسها، لبحث أسباب هذا الانفصال رغم أن العمل السياسى والمجتمعى بالأساس يكون من أجل الجمهور، كذلك كيفية استغلال كافة الفرص لخلق تواصل فاعل مع الشعب المصرى وتعريفه بالبرامج والأفكار والرؤى التى يتبناها كل حزب، للمساهمة فى خلق حالة من الزخم السياسى فى الشارع المصرى.
ومن المؤكد أن عملية تداول السلطة تتطلب وجود أحزاب قوية، لها تأثير وتواجد حقيقى فى الشارع المصرى، وهو ما استوعبته بعض الأحزاب التى قررت خوض الانتخابات الرئاسية وطرح مرشحين للمنافسة على السلطة من خلال برامج وأفكار ورؤى متنوعة يميناً ويساراً، لذلك من المتوقع أن تكون علاقة هذه الأحزاب بالشعب المصرى قبل الانتخابات مختلفة تماما عن بعدها، لأنها على مدار الفترة الماضية والقادمة لديها دافع حقيقى للنزول والتواصل المباشر معه، ومناقشة عشرات الأفكار والرؤى والقضايا، ناهيك عن دور هذه التجربة الثرية فى تربية وإعداد الكوادر السياسية التى تكون قادرة على تولى مسئوليات تنفيذية وتشريعية خلال السنوات القادمة.
وفى هذا السياق، يقول الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطنى، أن المشاركة فى العملية الانتخابية واجب وطنى، مؤكدا أن الانتخابات الرئاسية ستكون حجر الأساس فى التأسيس لنظام سياسى يتميز بالتعددية والتنوع وتداول السلطة بشكل ديمقراطى حقيقى، وهى أحد خطوات الإصلاح السياسى الذى تستهدفه الدولة المصرية.
ويضيف "محسب"، أن الهيئة الوطنية للانتخابات اتخذت كافة الضمانات التى تتيح خلق مناخ ديمقراطى مناسب، بالإضافة إلى وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وهو ما تفعله جميع المؤسسات الوطنية داخل الدولة المصرية والمعنية بشكل أو بآخر بسير العملية الانتخابية، لافتا إلى أن قرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية منح كل مرشح 100 ساعة إعلانية مجانية حرصا منها على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المرشحين، خير دليل على ذلك.
ويوضح عضو مجلس النواب، أن التجربة الانتخابية فرصة جيدة لجميع الأحزاب للتواصل مع الشعب المصرى بشكل مناسب فى ظل ما يشهده الشارع المصرى من زخم، مؤكدا على ضرورة بناء علاقة بين الأحزاب والمواطنين للحفاظ على هذا الزخم فى مرحلة ما بعد الانتخابات، والبناء عليه من أجل بناء مناخ ديمقراطى حقيقى قائم على أحزاب قوية قادرة على الوصول للسلطة وتنفيذ برامجها فى المستقبل.
من جانبه أكد معتز الشناوى، المتحدث باسم حزب العدل وحملة المرشح الرئاسى فريد زهران، أن التفاعل الذى يحدث مع المرشح الرئاسى فريد زهران واستجابة المواطنين فى التواصل معه، تجعلنا نشعر أن هناك فرصة لحدوث تداول حقيقى للسلطة، مشيرا إلى أن الحملة تضع فى اعتبارها أمرين الأول أنه حال فوزنا بالانتخابات الرئاسية سنتمكن من تطبيق برنامجنا بمحاوره المختلفة، بما يحقق تغيير حقيقى لما يعيشه الوطن والمواطنين.
وأضاف "الشناوى" لـ "اليوم السابع"، أنه حال عدم انحياز المواطنين لنا سنكون قد تمكنا من نشر برنامجنا الانتخابى المنبثق من أفكارنا وبرامجنا التى وضعها قيادات أحزابنا، بالتعاون مع عدد كبير من الخبراء، فضلا عن التأثير الإيجابى على العلاقة بين الأحزاب الداعمة للمرشح الرئاسى فريد زهران مع الشارع المصرى، متمنيا أن تكون فترة الدعاية أكبر لتوسيع دائرة التواصل مع كافة المحافظات والاحتكاك المباشر بكل المواطنين.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع