علي مدار ما يقرب من نصف قرن، بإحدى الحارات المتفرعة من شارع البوسطة التجاري بمدينة الزقازيق، يجلس برهومة علي طاولة بسيطة وبالإبرة والخيط وبحرفية شديدة، يستطيع إعادة الكرات الرياضية بمختلف أنواعها كأنها جديدة.
"شغفت بها منذ طفولتي وأحببت مهنتي فأكرمنتي وربت منها أربعة أبناء"، بهذه الجملة البسيطة لخص العم إبراهيم فوزي 62 عاما لـ "اليوم السابع" حكايته، قائلا: "كل واحد فينا دكتور في مهنته"، موضحا أنه ولد في هذا المكان وهي منطقة تجارية، كان يعيش أحد اليونانيين يدعي الخواجة جورج ولديه محل لتصليح الأحذية والكرات الرياضية، وشغفت بحرفيته في تصليح الكرات الرياضية عندما كنت طفلا، وأجلس
معه يوميا لأتعلم منه، وبعد وفاته، مارست المهنة بعده وطورت فيها.
ويوضح أن هذه المهنة من الحرف التي لابد أن تكون يدويا، لأن الشغل بالماكينة فيها يعرض الكرة للتلف السريع، وكذلك تصنيع الكرة يكون اليدوية منها كفاءته أعلى وعمر أطول، مشيرا إلى أنه تعلم إصلاح الكرة بمختلف أنواع وعيوبها وتصليحها بحرفية شديدة، فيقوم بالإصلاح بداية القطع البسيط حتى الكرة المقطوعة نصفان، ويعيدها كأنها جديدة وبأسعار زهيدة، فمثلا عند تغير الكفر الداخلي لابد يكون من نفس وزن الكرة، لأن تركيب كفر يختلف في الوزن يخلو من توازنها، لافتا إلى أنه ابتكار جهاز لحام من أجل تصليح عيوب وكبس الكرة.
وأضاف أن الكثير الأندية الرياضية والرياضيون، يقومون بتصليح الكور عندي، وبعض الأندية اذهب إليها بالعدة للقيام بإصلاح الكور التي لديهم، لافتا أن لاعبين معروفين أصبحوا يمتلكون اكاديمات رياضية يأتون للإصلاح عنده.
وتابع كابتن برهومة، أن لديه أربعة أبناء، جميعهم تعليم عال، وأنه علم نجليه طه وياسين الحرفة، لمعاونته في العمل واستكمال المسيرة، من بعده.
وقال نجله الأكبر طه إبراهيم، وهو حاصل علي بكالوريوس تجارة، تعملت أسرار المهنة من والدي، من عمر 12 سنة، وهو يعتمد عليّ كمساعد له منذ طفولتي، وأذهب بدلا منه للأندية الرياضية لإجراء تصليحات، كما طورت من المهنة بفتح محل أحذية وملابس رياضية، ويكمل شقيقه الأصغر ياسين طالب بالإعدادي، يوميا بعد المدرسة، أحضر لمساعدة والدي في العمل، فعشقت المهنة من حبه لها.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع