تسجيل مبنى المتحف القبطى أثرًا.. يقع بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.. يضم حوالى 16 ألف قطعة أثرية.. من مقتنياته 4 أناجيل وأيقونة عمرها 8 قرون تحكى الأسبوع الأخير للمسيح.. و12 بردية من مخطوطات نجع حمادى

وسط منطقة مجمع الأديان الأثرية، في منطقة مصر القديمة بالقاهرة يقع متحف من أهم المتاحف الموجودة بمصر، وهو المتحف القبطى، حيث يوجد خلف أسوار القلعة الرومانية الشهيرة بابليون، والذى أنشاه الإمبراطور تراجان "98 ـ 117م"، وما زالت حوائط وأبراج هذا الحصن موجودة ويمكن رؤيتها من مدخل المتحف، الذى يتتبع تاريخ المسيحية فى مصر منذ بداياتها حتى القرن الثامن عشر تقريبًا، ويحتوى على أكبر مجموعة للمصنوعات اليدوية المسيحية المصرية فى العالم "حوالى 16 ألف قطعة"، ومؤخرًا أصدر رئيس الوزراء قرارًأ بأن يعتبر مبنى المتحف أثرًا ويسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، نستعرض بعض المقتنيات التي يضمها المتحف.

4 أناجيل "البشائر الأربعة"
 

الكتاب المقدس
الكتاب المقدس

يضم المتحف القبطى مجموعة كبيرة من المخطوطات، منها "البشائر الأربعة" وهى الكتاب المقدس العهد الجديد، والبشائر الأربعة هى لأربع رسل كانوا عاصروا السيد المسيح مثل يوحنا ومرقص ولوقا ومتى"، وكانوا هم يسجلون الأحداث التى كانت تحدث آنذاك.

و من ضمن الكتاب المقدسة إنجيل مكتوب باللغة العربية ويفهم من ذلك بداية استخدام اللغة العربية وقت دخول الإسلام إلى مصر خلال القرن الـ 11، وكانت الكتب المقدسة تكتب باللغة العربية أو الدواوين الحكومية، ونلاحظ من الزخرفة الموجودة فى الكتب المقدسة هى نفسها الموجودة فى القرآن، وهذا يدل على أن الفن غير مرتبط بدين بعينه.

أيقونة عمرها 8 قرون تحكى الأسبوع الأخير للمسيح
 

الأيقونة
الأيقونة

ومن ضمن تلك القطع الموجودة بالمتحف القبطى أيقونة ترصد الأسبوع الأخير فى حياة السيد المسيح، أن هذا الأيقونة تعود للقرن الـ 13، والتى تحكى عن حياة الأسبوع الأخير للسيد المسيح على الأرض، بداية دخوله لأورشليم واستقبال الناس له بالزعف تعبيرُا عن فرحتهم بزيارته، كما تحمل الأيقونة مشهد لحظة قيام المسيح بغسل أرجل التلميذ من الحواريين، وثالث منظر وهو يجسد العشاء الأخير، والمشهد الرابع منظر المحاكمة للسيد المسيح أمام أباطرة الرومان، ثم مشهد صلبه بعد تسليمه لليهود ومعه تلميذه يوحنا الذى لم يتركه نهائيا، وكانت بجواره أمه السيدة مريم العذراء، كما نجد مشهد يجسد لحظة توصية السيد المسيح تلميذه يوحنا على السيدة مريم العذراء، كما نجد مشاهد تجسد أعمال التكفين ثم استيقاظه فى اليوم الثالث.

أدوات للزينة تعود للقرن الرابع والخامس

كما يضم المتحف القبطى ومجموعة من لعب الأطفال، والأدوات الموسيقية، إلى جانب بعض أدوات الزينة عند المرأة المصرية القديمة، التى كانت تستخدم خلال الحياة اليومية، وتتضمن مجموعة من المرايا المصنوعة من العاج والخشب، إلى جانب مجموعة كبيرة من الأدوات المستخدمة مثل الأمشاط والمسكرة والمكاحل والأساور والإكسسوارات، والتى تعود للقرن الرابع والخامس.

"حنية السيدة مريم العذراء"

 

يضم المتحف حنية السيدة مريم العذراء وهى تحفة فنية، وهى تصور عليها العذراء مريم وهى ترضع السيد المسيح، حيث أسفرت الحفائر فى ديرالقديس إرميا فى سقارة عن العديد من الحنيات التى كانت موضوعة فى الجدران الشرقية لقلايا الرهبان وخدمت الرهبان أثناء الصلاة والتأمل. تحمل هذه الحنيات مشاهد مسيحية تظهر السيد المسيح المتوج، ويزين هذه الحنية منظر للسيدة مريم العذراء ترضع السيد المسيح، ويحيط بها الملائكة والقديسون، والتى تعود إلى القرن السادس أوالسابع الميلادي.

حنية مريم العذراء
حنية مريم العذراء

"مخطوطات نجع حمادى"
 

ومن ضمن مقتنيات المتحف مخطوطات نجع حمادى، وهى مجموعة من النصوص الغنوصية التى اكتشفت بالقرب من نجع حمادى فى صعيد مصر سنة 1945 م، تتألف تلك المخطوطات من اثنى عشر بردية وجدها مزارع يدعى محمد السمّان مدفونة فى جرار مغلقة.

واشتملت تلك المخطوطات على اثنين وخمسين مقالة معظمها غنوصى، كما اشتملت أيضًا على ثلاثة أعمال تنتمى إلى متون هرمس وترجمة جزئية لكتاب الجمهورية لأفلاطون.

وكتبت تلك المخطوطات باللغة القبطية، ويعد أبرز محتوياتها نسخة من إنجيل توما، التى تعد النسخة الوحيدة المكتملة من هذا الإنجيل، بعد اكتشافها، اعتمد الباحثون أجزاء الأقوال المنسوبة ليسوع التى اكتشفت فى أوكسيرينخوس سنة 1898م المعروفة ببردية أوكسيرينخوس الأولى، وقارنوا محتويات المخطوطات بالاقتباسات الموجودة فى المصادر المسيحية التى ترجع إلى عصور المسيحية الأولى، كما ربطوا تلك النسخة من إنجيل توما بالنسخة اليونانية الأصلية الناقصة، وترجع تلك المخطوطات إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع