شهدت محافظة الإسماعيلية العديد من الحروب وكانت فى المقدمة سواء حرب 1967 أو حرب أكتوبر 1973 ، وقدمت محافظة الإسماعيلية الآلاف من أبنائها الشهداء فى سبيل تحرير أرضها من المحتل الغاصب والغاشم، كما تعرض أهلها للتهجير أثناء الحروب وذخرت الإسماعيلية بالكثير من أبنائها الأبطال، ومن بين أبنائها الذين خلدوا ذكرى الحروب أحد أفراد المقاومة الشعبية جلال عبده هاشم الذى يحتفظ داخل ذاكرته حتى الآن ماحدث على أرض الإسماعيلية أثناء الحروب التى تعرضت لها والاحتلال الغاشم.
واستطاع الفنان الفدائى عضو المقاومة الشعبية جلال عبده هاشم، أن يصنع تمثالين من الشظايا المخلوطة بالدم والنار فواصل أحدهما بقايا بشرية ولحامتهما خيوط من نور، أحدهما أطلق عليه تمثال الصمود وتم وضعه فى شارع محمد على أمام مدخل نمرة 6 للتعريف بصمود أهل مدن القناة وفى مقدمتها مدينة الإسماعيلية والذى جاء تدشينه لأول مرة فى بداية عام 1968 بعد مرور أقل من عام على نكسة 1967، والثانى جاء بعد نصر حرب أكتوبر 1973 ليدشن مرحلة جديدة من الفخر والعزة للمصريين، شظايا مازالت تحمل بقايا أجساد شهدائنا وأطلق عليه تمثال النصر وتم وضعه خلف مديرية أمن الإسماعيلية ليكونا شاهدين على ماتعرضت له الإسماعيلية إبان الحروب سواء حرب 1967 أو حرب اكتوبر1973.
وقال جلال عبده هاشم عضو المقاومة الشعبية بهيئة قناة السويس إبان حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم بالإسماعيلية: أنا من أبناء الإسماعيلية وقد كان جميع أفراد عائلتى من المقاومة الشعبية فى الإسماعيلية ما بعد نكسة 67، ولدت فى 15 يناير 1941، وعشت أجمل انتصاراتها وأكثر انكساراتها وجعاً، عشت الاحتلال الإنجليزى ومقاومته وقصص فدائيى مدن القناة، ونكسة 67 وانكساراتها، وحرب الاستنزاف وبطولاتها، وانتصار أكتوبر 1973 وعظمة رجال مصر من القوات المسلحة والذين جاءوا فى حرب أكتوبر ليكملوا مسيرة الكفاح والنضال لأجل النصر وتحرير أرضنا.
وأضاف: شاركت فى المقاومة الشعبية وكنت أشاهد الدمار الذى أصاب المنازل من سقوط دانات العدو على الأسطح وفى الطرقات، وكم الخراب الذى تخلفه الحروب، وموت المدنيين الأبرياء فى المستشفيات وعلى قضبان السكك الحديدية، وكيف كان صمود أهالى مدينة الإسماعيلية ضد هذا الخراب والدمار.
وتابع: كل هذه الأحداث التى عشتها على أرض محافظة الإسماعيلية جعلتنى أفكر فى تخليد هذا الصمود بعمل تمثال من شظايا الحرب، لكن كانت الفكرة شبه مستحيلة التنفيذ، فلجأت إلى إعلان فى أحد الجرائد لمن لديه شظايا أو بقايا أسلحة من التى كانت تسقط على المنازل فى فترة حرب الاستنزاف، وقام بعض الأهالى بتسليم بعض القطع والشظايا، واستعنت بصديق لى كان لدية ورشة لحام بالمحطة الجديدة، وبدأنا فى تصنيع التمثال.
واستطرد جلال عبده هاشم، أنه استعان بكوماندوز مصرى كموديل للتمثال، وبدأت فى التنفيذ، وانتهى التمثال وهو لشاب مصرى من أفراد المقاومة، يقف بقدمه على شظايا القنابل الإسرائيلية ويمسك بيده اليمنى سلاحا ويده اليسرى قنبلة إسرائيلية يعيد توجيهها إلى المحتل مرة أخرى، وأطلقنا عليه تمثال الصمود.
وأضاف هاشم: "صعوبات كثيرة كانت تواجهنا فى تنفيذ التمثال كان أولها عدم الخبرة، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التى كنا نعمل بها تحت القصف، والعمل فى ظلام دامس، حيث كان يعتمد على الإضاءة المغطاة بورق الكربون، تفادياً للقصف والغارات، إلا أن النتيجة النهائية للتمثال والحفاوة التى لاحقته كانت سبباً كفيلاً لتعويض تعبه.
وتابع جلال عبده هاشم: بعد الانتهاء من تنفيذ التمثال تلقيت طلباً من الدكتور مفيد شهاب، كان وقتها أمين منظمة الشباب الاشتراكى، يخبرنى بأنه تم تخصيص سرايا رقم 3 لعرض التمثال فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى القاهرة، وبالفعل تم نقل التمثال من الإسماعيلية لعرضه فى معرض الكتاب فبراير 1972، وتم مد المعرض أسبوعاً إضافياً، بعد الإقبال الشديد على مشاهدة التمثال والذى يصل طوله إلى 275 سنتيمتراً، ووزنه 312 كيلوجراماً.
وأكد هاشم: بعد تنفيذ تمثال الصمود بدأت تنفيذ حلمى الثانى، وهو التفكير فى تنفيذ تمثال النصر، من شظايا القنابل المصرية ضد الإسرائيليين فى سيناء، يصنع خصيصاً للاحتفال بنصر الجيش المصرى فى سيناء، كان نفسى أعمل تمثال من شظايا القنابل المصرية فى سيناء، وبالفعل بدأت فى نوفمبر 1972 فى تصنيع التمثال، جمع شظايا القنابل الإسرائيلية التى استهدفت الإسماعيلية وصنع منها تمثالاً وزنه 312 كجم وارتفاعه 3 أمتار.
ووجه جلال عبده هاشم عضو المقاومة الشعبية فى قناة السويس رسالة للشباب وأبناء مصر بضرورة المحافظة على تراب وأرض هذه البلد مصر التى يتربص بها الأعداء فى الداخل والخارج مختتما بهتاف "تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر".
هذا الخبر منقول من اليوم السابع