"جندى مجند أبو بكر عبدالنور محمد البنا".. بهذه العبارة بدأ أحد أبطال العبور فى حرب السادس من أكتوبر 1973، حديثه لـ"اليوم السابع" ، قائلا : هذا النداء لم يبتعد عن ذاكرتى لأكثر من 50 عاما بسلاح الدفاع الجوي، مضيفا أن مدة تجنيده بدأت من شهر سبتمبر عام 1969 حتى سبتمبر من عام 1974.
وأوضح البنا، أن هذا التوقيت بعد نكسة 1967، وكان من يدخل الجيش لا يفكر فى وقت خروجه لحالة البلاد التى كانت فيها، قائلا " تدربنا على صواريخ استريلا ضد الطائرات تحمل على الكتف لضرب الطائرات على مسافة ما يقرب من كيلو أو كيلو ونصف، وكنا حائط صد كبير للصواريخ المصرية ومنع الطيران الإسرائيلى من الدخول فى المجال الجوى المصرى.
وأضاف البنا، تطور السلاح، وسميت الصواريخ الحية، ثم صواريخ الكوبرا، وتم تصنيع الصواريخ وسميت فى النهاية صواريخ عين الصقر، أو سام 7، والتى تشير إلى وجود عين حساسة تتجه إلى عادم الطائرة حتى يتم إسقاطها والقضاء عليها.
وتابع البنا، أن السلاح كان سريا جدا، وتمكن من تحقيق العديد من الأهداف التى ساعدت بشكل كبير فى نصر أكتوبر، وكان لدينا سلاح الشئون المعنوية ، وكان يدعم كثيرا الجنود ليكونوا قادرين على المواجهة دائما دون أى خوف، وكنا نقرأ لافتة عزيزة علينا بها آية قرآنية" الذين إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"، علاوة على التدريب الكبير على معرفة كل أنواع الطائرات حتى يتم العمل بكفاءة.
وأردف البنا، أن سلاح الصواريخ استمر حتى يوم 10 أكتوبر وكنا حائط صد، وتم اتخاذ كافة الأماكن على الجبهة، وتعاملنا مع العديد من الصواريخ المطلقة من اسرائيل وتم العبور والنجاة واسترداد الأرض.
وعن أصعب اللحظات، قال البنا، إن أول صعودنا على الجبهة، أطلقت علينا إسرائيل وابل من الصواريخ التى كانت تضئ سيناء ظهرا، وتكشف الخطوط الخاصة بالقوات المصرية، ومن ثم يتم إطلاق الصواريخ للقضاء على نقاط التمركز الخاصة بالقوات المصرية، وكانت تكشف العديد من المناطق، ولكن بعد تأكيدات القيادات تم التعامل مع الامر بشكل كامل والتوجيه للصواريخ والقضاء عليها والقضاء على إسرائيل واسترداد الأرض.
وأضاف البنا، تم تدريبنا بكل قوة وعزيمة على النصر، واسترداد الأرض التى استعمرها العدو الإسرائيلى، كان معنا جزء معدنى على ألمونيوم، محفور عليها اسم كل واحد منا، ويتم تعليقة فى الحزام الخاص بالزى العسكرى، حتى إذا ما استشهد فى المعركة يكون هناك دلالة على الشهيد، مؤكدا أنه كان يرتديها بكل حب ودون أى خوف.
وتابع البنا، حصلت على شهادة العبور وتعتبر من أفضل ما حصلت عليه من الجيش، والتى تشير إلى اننى أحمل فخر العبور مع القوات المصرية والتى حققت النجاح والتفوق والاسترداد للأرض.
وعبر "البنا" عن سعادته بالسلاح الذى كان ينتمى إليه، ولا زال محتفظا بصورة بأحد الجرائد التى كانت ترفع صورة للسلاح، شارحا كيفية استخدام السلاح الذى تدرب عليه جيدا وتمكن من العمل به فى الحرب بشكل كامل حتى كتب الله له النصر.
كل عام من 6 أكتوبر أبكى على ما قمت به وأتذكر كيف شاركت فى العبور وأديت ما علي من واجب "وما النصر إلا من عند الله"، وأجلس مع أبنائى وأحفادى أتذكر لحظات النصر وما حققناه على الأرض من استرداد للإض والعرض والقضاء على اسرائيل، وأتذكر أنى كنت جندى من الماء هذا الوطن الذين شاركوا فى استعادة ارضة وسط حالة من الفرحة الكبيرة بين أبنائى وأحفادى.
وقدم "البنا" نصيحته للشباب قائلا: الشباب عليه العمل، وينظر إلى القدماء المصريين الذين بنوا الأهرامات، وعلى الجميع أن يسعى للعمل بكل سبل العمل، ولا ينتظر الشاب القوى العاملة والتعيين وغيرها، وأن يبحث فى أن يكون قدوة لمن بعدة ويحقق الكسب للقمة العيش.
وكتب "البنا" رسالته بخط يده إلى الشعب المصرى والتى نصت على " إلى شباب جمهورية مصر العربية، لابد وأن تحافظوا على هذا الوطن والانتماء والولاء له بكل ما أوتينا من قوة وعلينا الحفاظ على مقدرات الوطن والحفاظ على المشروعات القومية الجديدة، وما النصر إلا من عند الله".
هذا الخبر منقول من اليوم السابع