استطاعت السياحة المصرية أن تحقق فى الربع الأول من العام الحالى نحو 4.5 ملايين سائح، وكان شهر أبريل الماضى هو الأكبر من حيث استقبال السائحين مسجلا وحده نحو 1,3 مليون سائح.
وأرجع "البنك المركزي" تلك الزيادة إلى ارتفاع عدد السائحين بمعدل 52,2 وتزايد عدد الليالى السياحية بنسبة 47,1% خلال الشهور الأولى من العام مسجلة نحو 43,6 مليون ليلة.
وشهد عدد السائحين على مدار العشر سنوات الماضية تزايدًا مطردًا؛ ليسجل نحو 90,1 مليون سائح حتى عام 2022، وهو ما يسهم فى توفير العملة الصعبة وتحسين تصنيف مصر الائتمانى.
وتشير الأرقام إلى أن السنوات العشر الماضية شهدت فترات ومعدلات نمو ثابتة على مدار أعوام 2013 حتى 2015 فيما سجلت التأثيرات الخارجية كحادث سقوط الطائرة الروسية انخفاضا ملحوظًا وصل إلى 5,4 ملايين سائح، ولكن سرعان ما عادت السياحة فى النمو تدريجيا حتى وصلت إلى 13 مليون سائح فى عام الذروة العالمية 2019، ليصل بعد ذلك إلى أقل معدل سائحين وهو عام جائحة كورونا نتيجة حالة الغلق الكلى التى شهدها العالم.
وفى دراسة أعدها المركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية تحت عنوان "السياحة فى 10 سنوات.. استعادة النمو والتغلب على التحديات، رصد الإجراءات الحكومية التى أسهمت فى مواجهة جائحة كورونا فى عودة الحياة لطبيعتها، مع الحفاظ على القطاع السياحى عالى التأثير لمواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية وصولًا لمجابهة حالة التضخم العالمى الناتج عن الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو ما يضعنا أمام توقع نمو مستمر فى حال العمل على تحقيق الاستراتيجية السياحية الوطنية بمعدل نمو بين %25 - %30 وصولا إلى 30 مليون، وبالتالى يتوقع أن يصل عدد السائحين الذين استقبلتهم مصر خلال عشر سنوات 2016 - 2025) نحو 120,5.
شرحت الدراسة إجراءات استعادة الحركة السياحية حيث عكفت دولة 30 يونيو على وضع خطة للإصلاح الاقتصادى، فكان قطاع السياحة هو القطاع الأسرع تحقيقا لعائدات دولارية، وذلك بدءًا من التحركات السياسية للقيادة المصرية واستعادة الوزن المصرى الخارجى، والذى بدوره انعكس على الدبلوماسية الاقتصادية وعودة العلاقات لطبيعتها مع عدة دول بجانب وضع استراتيجية 2030 عام 2015، وصولا إلى إجراءات التعافى من الأزمات العالمية، ببناء اقتصاد قادر على مواجهة التقلبات الاقتصادية وتقديم الدعم لقطاعاته الحيوية، وتمثلت فى تنوع الدبلوماسية المصرية وعودة الأمن استعادت مصر وجودها الإقليمى والأفريقى، وعودة عضويتها إلى المنظمات التى جمدت تلك العضوية، وصولا إلى رئاسة الاتحاد الأفريقى 2019، وكانت حاضرة فى اجتماعات الأمم المتحدة، بجانب استعادة الدور المصرى والعلاقات المصرية الأوروبية والزيارات الثنائية بين قادة الدول والرحلات المكوكية من الشرق روسيا والصين والدول الآسيوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ فى ظل العمل على تنوع الدبلوماسية المصرية، والقائم على مبدأ سيادة الدول" القائم على مفهوم "المصالح المشتركة".
وكان عام 2016 هو العام الحاسم فى تنوع السوق السياحية المصرية، نتيجة تأثر السياحة المصرية بالأسواق الأكثر قدومًا للمقصد المصرى، فوضعت الدولة خططا استراتيجية للأسواق البديلة، وهو ما انعكس على زيادة خطوط الطيران مع الدول المختلفة، وتقديم حزم برامج تحفيز الطيران لتسهيل عملية الوصول من خلال تدشين خطوط طيران جديدة وآخرها استعادة حركة الطيران مع الصين من ثلاث مدن وفتح مطارات دولية ومحلية لربط المقاصد السياحية المصرية والأسواق المستهدفة مثل مطار سفنكس". وهو ما مكن مصر من أن تحصد المركز الأول فى جذب السائحين فى الشرق الأوسط عام 2019 بمعدل أكثر من 13 مليون سائح أى 203% من نسبة الشرق الأوسط، والذى حصد 64 مليون سائح من حجم السياحة العالمية البالغ 1,5 مليار سائح لعام 2019 بنسبة 4% من السوق العالمى.
كما أن تنوع المنتج السياحى من خلال العمل على ربط السياحة الثقافية بالشاطئية، وخلق منتجات سياحية جديدة، وتقنين السياحة الصحراوية والاهتمام بالسياحة الريفية ما جعل مدينة فوة بكفر الشيخ ضمن القرى السياحية فى مسابقة السياحة الريفية التابعة لمنظمة السياحة العالمية، وبالتالى جار تطويرها لتحصد فرصة أن تكون من أفضل القرى السياحية.
هذا بجانب الاهتمام بالأحداث الضخمة لجذب الانتباه للمقصد السياحى المصرى، وخاصةً السياحة الثقافة والتاريخية؛ إذ تمتلك مصر ما يقرب من 2,160 موقعاً أثريًا، ويوجد منها 135 موقعا مفتوحا للزيارة و6 مواقع مسجلة على قائمة التراث العالمى لليونسكو، بحسب موقع وزارة السياحة.
يضاف إلى ذلك افتتاح العديد من المتاحف الجديدة أو تجديد المتاحف القائمة وأشهرها "المتحف المصرى الكبير، وأعمال ترميم قصر البارون"، وافتتاح متحف المركبات الملكية وهرم زوسر للزيارة، والعمل على وضع متحف فى كل محافظة مصرية، فيوجد نحو 31 متحفًا وموقعا أثريا للزيارة، وافتتاح وتطوير 3 مواقع على مسار العائلة المقدسة، وافتتاح متحفين للآثار المصرية بالصالتين 2 و3 بمطار القاهرة الدولى.
هذا إلى جانب الاكتشافات الأثرية المهمة خلال الفترات السابقة، ولعل أهمها اكتشاف أكثر من 100 تابوت خشبى بسقارة؛ أما عن الاحتفالات الكبرى فتمثلت فى افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية، بموكب "المومياوات الملكية "، وافتتاح طريق الكباش بالأقصر وجعله احتفال سنوى يُدعى السائحون.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع