-
أسامة ربيع: المتحف منارة حضارية وركيزة أساسية للحفاظ على التاريخ والتراث البحرى
-
المتحف على مساحة عشرة آلاف متر ويضم 99 قاعة و114 بابا و175 نافذة و303 أعمدة خشبية وتكلفة المشروع تقارب 200 مليون جنيه
انتهت شركة المقاولون العرب من ترميم وتطوير متحف قناة السويس العالمى، المقرر افتتاحه خلال أيام، وهو متحف عالمى يحكى تاريخ قناة السويس منذ نشأتها حتى افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لقناة السويس الجديدة، لينضم لإنجازات الدولة فى العشر سنوات الأخيرة، ويشغل المتحف مساحة 10 آلاف متر مسطح، ومن المقرر أن يضم المتحف النسخة الأصلية لكتاب وصف مصر، ومقتنيات المهندس ديليسيس وتمثاله، ونسخة من فستان الإمبراطورة أوجينى، ومركب أثرى خشبى والعربات الملكية التى تم استخدامها فى أول افتتاح لقناة السويس، وأيضًا المقتنيات التى تم استخدامها فى الحفر كالمطارق والمقصات وأسنان أول حفارات وأدوات الحفر القديمة، ووثائق خاصة بالقناة والمجرى الملاحى، بالإضافة إلى عربيتين قطار من أقدم عربات القطارات فى العالم، العربية الأولى مصنوعة من الخشب يرجع عمرها لسنة 1892م، ودى كانت فى مخازن القطارات فى طنطا، والثانية عمرها بيرجع لسنة 1912م، وكانت بمحطة قطارات الزقازيق.
يعتبر مبنى قناة السويس القديم من أقدم المبانى التاريخية القديمة وهو تابع لهيئة الآثار حاليًا، حيث ضمته الآثار كأثر عام 2004، وتم إنشائه على طراز معمارى إسلامى أوروبى، ويعود تاريخ المبنى إلى عام 1862، عندما قام المهندس الفرنسى فرديناند ديليسبس بإقامة مقر إقامة له فى مدينة الإسماعيلية، وهو المبنى المعروف حاليًا باسم "فيلا ديليسبس"، وإلى جواره المبنى الإدارى الخاص بشركة قناة السويس العالمية، وفى الأيام الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، تحول المبنى إلى مقر لأمانة "الحزب الوطنى الديمقراطي" بمحافظة الإسماعيلية، وبعد ثورة يناير 2011 وحل الحزب الحاكم، تم إغلاق المبنى، إلى أن قررت هيئة قناة السويس، بالتعاون مع جمعية "أصدقاء ديليسبس"، إعادة تأهيل المبنى مرة أخرى، وتطويره ليكون متحفًا عالميًا، يضم تاريخ الهيئة، منذ افتتاحها وحتى افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى للقناة الجديدة، وجاءت فكرة إقامة المتحف على يد جان بول كالون، رئيس الجمعية الفرنسية لأصدقاء قناة السويس، ووضع حجر الأساس للمتحف العالمى الجديد عام 2013.
ومشروع متحف قناة السويس العالمى، هو عبارة عن أعمال إنشائية وترميم أول مبنى إدارى لقناة السويس وإعادته لسالف عهده عقب الافتتاح التاريخى لقناة السويس عام 1869، وتأهليه ليكون متحف عالمى يحكى تاريخ قناة السويس منذ نشأتها حتى افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لقناة السويس الجديدة، كما شمل المشروع إدراج استراحة فرديناند ديليسبس داخل المتحف، وتضمن عمل جدارية تذكارية تحكى تاريخ قناة السويس، والمتحف يشغل مساحة عشرة آلاف متر مسطح تمثل مساحة المبانى المشغولة منها 5500 متر مسطح وبدروم بمساحة 1200 متر مسطح.
كما شمل المشروع شبكة أنفاق داخلية ممتدة خارج نطاق المتحف، والعمل فى المتحف بدء بترميم الأعمال الخشبية بالكشف عن اللون الأصلى للأخشاب ودهانات الحوائط الذى أنشئ بها المبنى وإعادتها لأصلها وإزله قواطيع الأخشاب المستحدثة، ويضم المبنى 99 قاعة و114 بابا و175 نافذة و303 أعمدة خشبية، وتكلفة المشروع تقارب 200 مليون جنيه، والمتحف يضم قطعًا أثرية نادرة، وهو ما سيسهم فى رفع القيمة السياحية لمنطقة قناة السويس.
المتحف يؤكد أن قناة السويس هى فكرة مصرية خالصة منذ آلاف السنين مرورًا بالقنوات التى تم إنشائها وحتى إنشاء قناة السويس الجديدة فى 2015 فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وخلال الترميم تم اكتشاف شبكة أنفاق ضخمة جدًا تصل مدينة الإسماعيلية ببعضها، وتمتد لأماكن تبعد عن المتحف وتم تخصيص جزء منها ليكون ضمن الأماكن المفتوحة للزيارة بالمتحف.
القاعات داخل المتحف تم تقسيمها إلى 7 محاور تحكى تاريخ القناة فيضم قاعات تحكى الموقع الجغرافى والممر الملاحى الدولى والحفر البدائى والسخرة وعصر الميكنة والتكنولوجيا والافتتاح الأول لقناة السويس والتنمية العمرانية التى سببتها القناة وإنشاء محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وازدواج القناة ومشروعات التطوير الحالية، بالإضافة إلى قاعة خاصة بقرار التأميم، بها بعض الوثائق والمقتنيات الخاصة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتضم بعض التحف النادرة أيضًا.
ويضم المتحف مقتنيات هامة وتاريخية منها تمثال ديليسبس ومركب أثرى خشبى والعربات الملكية التى تم استخدامها فى أول افتتاح لقناة السويس بحضور الملكة أوجينى والصالون الذى جلست عليه، وهو طقم أنتريه يتكون من عدد من الكراسى والكنب، كان الخديوى إسماعيل أعده ليستقبل فيه الإمبراطورة أوجينى أثناء حضورها إلى حفل افتتاح قناة السويس، ثم آلت ملكية هذا الطقم لاحقا لأبناء الخديوى، بالإضافة المقتنيات التى تم استخدامها فى الحفر كالمطارق والمقصات وأسنان أول حفارات وأدوات الحفر القديمة، ومقتنيات أوجينى وديلسبس، وماكيتات خاصة ووثائق خاصة بالقناة والمجرى الملاحي.
كما ضم متحف قناة السويس بعض عربات القطارات الأثرية والتى يعود تاريخها إلى حقبة حفر قناة السويس، والهدف من ضم العربيتين للمتحف هو التأريخ لفترة تاريخية مهمة من عمر مصر بتتعلق بكونها ثانى دولة فى تاريخ العالم شهدت دخول خدمة القطارات بعد بريطانيا، وكذا تمثال فرديناند ديليسبس الضخم والذى قامت بنقله الشركة المنفذة للمشروع فى عملية نقل تعد الأضخم من دونها حيث تم نقله من محافظة بورسعيد إلى محافظة الإسماعيلية.
تم ضم شاليه ديلسبس للمتحف وتم ترميمه وهو يضم مقتنيات ديليسبس كاملة ومقتنيات زوجته من مكتبه الخاص إلى سريره وأدواته الشخصية وأدوات زوجته وبعض الملابس وكل شيء تم الحفاظ عليه على مدار هذه السنوات، بالإضافة إلى كتاب "وصف مصر"، الذى يحمل بين طياته تاريخ الحضارة والثقافة بتحليل وعمق، واشترك فى تصنيفه نحو 150 عالمًا فرنسيًا، وأكثر من ألفى فنان وتقنى، ليخرجوا أحد أكبر الموسوعات عن تاريخ مصر وربما أهمهما على الإطلاق.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن المتحف العالمى للقناة يمثل منارة حضارية ومحورًا للتنمية الثقافية السياحية، ويدعم جهود الدولة لتنمية المنطقة، مشيرًا إلى أن المتحف بعد افتتاحه سيساهم فى تشجيع السياحة الخارجية بالتوازى مع جهود تعزيز سياحة السفن السياحية وسياحة اليخوت المارة عبر قناة السويس.
وأضاف رئيس هيئة قناة السويس، فى تصريحات صحفية سابقة، أن متحف قناة السويس العالمى يسرد تاريخ قناة السويس، والذى يحظى بالعديد من المحطات التاريخية الهامة إضافة إلى أنه ركيزة أساسية للحفاظ على التاريخ والتراث البحري.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع