أكد خبراء أن خطاب الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني يتضمن عدة رسائل، وقال الكاتب والباحث السياسي السوداني مجدي عبدالعزيز، إن القوات المسلحة السودانية استخدمت استراتيجية واضحة للعدو وهي استنزافه، حيث قامت بتدمير جميع المعسكرات التابعة للتمرد وقطع خطوط الإمداد منذ الأسابيع الأولى من الحرب.
وتابع أن القوات المسلحة عملت على إعلان التعبئة العامة ليقوم الشباب بحماية الأحياء بعد تطهيرها من المتمردين، مشيرا إلى أن البرهان بهذا الخروج لمصر يعلن عن مرحلة عسكرية جديدة قبل أن تكون سياسية في إنهاء التمرد.
وأوضح أن خروج البرهان وزيارته منذ اندلاع الأزمة الي المناطق العسكرية والمعسكريات والمتحركات التي تستعد الآن لدخول الخرطوم لإنهاء التمرد وتثبيت الاستقرار تنبأ بمرحلة جديدة خاصة بعد انخفاض القدرات القتالية بدرجة عالية.
بدوره قال الدكتور أسامة السعيد مدير تحرير جريدة الأخبار المصرية، إن اختيار الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني هذه اللغة في خطابه، جاء للرد على ما تعرض له الجيش السوداني الفترة الماضية من ضغوط ومحاولات تشويه دور هذا الجيش الوطني.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية داليا نجاتي على شاشة "القاهرة الإخبارية"، إن لغة الخطاب تشير إلى أن الجيش تحمل وعيا بمحاولات التأثير على القرار السياسي في الدولة السودانية، وأن بعض الأطراف تحاول أن تنال من الجيش باعتباره ضامن للاستقرار في السودان بشكل أو بآخر.
ولفت إلى أن الفريق البرهان أكد في كلمته على بعض الحقائق، وهي أن الجيش السوداني جيش وطني ولا علاقة للجيش ببعض الأطراف سواء الكيانات الإسلامية التي تمثل رواسب عصر البشير أو أنه ينوي السيطرة على السلطة.
وشدد على أن هذه التأكيدات المهمة تأتي في وقتها للرد على هذه المزاعم الخطيرة التي تحاول ميليشيات الدعم السريع والقوى الموالية لها، أن تخدع بها الكثير من المواطنين أو بعض القوى الإقليمية، وهذه الثوابت لدى الجيش السوداني ثوابت صادقة.
من جانبه قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذه أول زيارة للفريق عبد الفتاح البرهان إلى مصر بعد اندلاع الاشتباكات المسلحة في السودان في 15 أبريل الماضي، كذلك الزيارة تتم بعد انعقاد دول الجوار الجغرافي بمبادرة مصرية والتي استضافتها القاهرة في يوليو الماضي، والاجتماع الذي تلى هذه القمة على مستوى وزراء الخارجية لإيجاد وسيلة أو آلية للتعامل مع الوضع في السودان.
وأضاف هريدي، عبر مداخلة هاتفية على فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن محادثات القمة السودانية اليوم في مصر تعتبر محادثات هامة، من حيث توفير الفرصة لتبادل وجهات النظر بين القيادات السياسية بالبلدين حول سبل تنفيذ ما تمخضت عنه قمة دول جوار السودان.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن هذه المحادثات ستعطي قوة دفع للجهود المصرية والعربية والأممية من أجل إنهاء الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وبدء الهدنة الدائمة التي تسمح للسودان للبدء في حركة التحول الديمقراطي.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر سعت منذ اليوم الأول لاندلاع الاشتباكات في السودان من أجل تثبيت أي اتفاق لوقف إطلاق النار، ثم العمل على هدنة دائمة، ثم بدء العملية السياسية الشاملة بتوافق بين كافة القوى السياسية السودانية، إضافة إلى أن مصر حذرت من تفكك السودان والتدخل الأجنبي في الشأن السوداني.
وتابع: أعتقد أن هذه المبادئ التي حكمت الموقف المصري منذ أبريل الماضي، هي التي ستؤكد عليها مصر اليوم في القمة المصرية السودانية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع