وعقدت الاحتفالية بعنوان "حسن طلب.. أمسية حوارية شعرية"، وأدارها الشاعر والكاتب الصحفى وائل السمرى عضو لجنة الشعر، رئيس التحرير التنفيذي لـ"اليوم السابع"، وشارك فيها كل من الدكتور سعيد شوقى، أستاذ النقد الأدبي فى كلية الآداب بجامعة المنوفية، والدكتور عادل ضرغام، رئيس قسم النقد الأدبى بكلية دار العلوم بجامعة الفيوم، والفنان إيهاب كرم عازف ومطرب.
وفي بداية الاحتفالية، قال الشاعر وائل السمرى: "إن الدكتور حسن طلب في نظرى هو راهب الشعر، ومعري الشعر الحديث، واليوم نحن نحتفي به إيمانا بالتراث المتراكم في أبناء مصر أمثال حسن طلب، هو الذي ينتقل من جيل إلى جيل، لنناقش تجربته الشعرية والأدبية والنقدية".
وقال الشاعر الكبير أحمد سويلم: "إننا اليوم في أمسية شعرية مختلفة لم نشهدها كثيرا، فلم نعتد على الاحتفال بالقامات إلا بعد رحليهم، ولكننا قررنا في لجنة الشعر الاحتفاء بقاماتنا في حياتهم لنرى في أعينهم ثمرة هذا التكريم".
وقال الشاعر الكبير حسن طلب، خلال كلمته، عقب تكريمه وتسليمه درع المجلس الأعلى للثقافة: "إننى لا أجد من اللغة ما يعبر عن تقديري لزملائى لحضورهم خاصة أن بعضهم حضر خصيصا من المنوفية".
وقدم الدكتور سعيد شوقي شهادة نقدية، قال خلالها إن تجربة الدكتور حسن طلب غزيرة جدا نظرا لما مر به خلالها، فهناك فكرة استدارة الزمن الموجودة في شعره، والمراحل المختلفة، ولقد صنعت ثلاثة أبحاث عن شعره، والآن أعمل على دراسة جديدة عنه، ولدي أحد الطلاب الذين يقومون بإعداد دراسة دكتوراه عن المعجم الشعرى في قصائده.
وأشار الدكتور سعيد شوقي إلى أن حسن طلب تخلص من التجربة الشعرية الأولي له وهي ديوان "وشم على نهد" وكان لا يشير إليه إلا بكلمة "وشم" فقط. كما أشار الدكتور سعيد شوقي إلى أن حسن طلب سعى طيلة عمره إلى التنوير مخلصا لقصيدة التفعيلة.
وأوضح سعيد شوقي أن الفرق بين أمل دنقل وحسن طلب هو أن الأول كان يريد ويسعى إلى استنهاض التراث، بينما كان ولا يزال حسن طلب في حوار دائم وموقف مع التراث.
وعقب كلمة الدكتور سعيد شوقي قرأ حسن طلب بعضًا من قصيدته التي كتبها في أمل دنقل ونشرها رجاء النقاش في إحدى المجلات.
كما قدم الدكتور محمد عليم شهادة نقدية ركز خلالها على تلك الدواوين التى تعامل معها في مسيرة حسن طلب، وكيف شعر أنه يقدم شعرا مختلفًا، لافتا إلى أن شعراء السبعينيات أرادوا مفهوما آخر للشعر، واتفقوا على ألا يقولوا ما لا يقال.
وأوضح محمد عليم أن حسن طلب اختلف عن شعراء السبعينيات بما قدمه، فنحن بالفعل أمام شاعر فذ ومختلف ولهذا فإن من يسعى للتعرف على تجربته الشعرية أن ينصت جيدا وأن يكون مستعدا بما فيه الكفاية لكي يشتبك مع تجربته، مؤكدا على أنه يكاد يجزم أنه لا يوجد ناقد تعامل مع تجربة حسن طلب إلا ولجأ إلى المعجم.
وقال الشاعر والناقد أحمد حسن، إن منجز الدكتور حسن طلب الممتد قرابة النصف قرن يستحق أن يقرأ جيدا وأن نستحث الطلاب على دراسته جيدا، وأن نتعمق جيدا في شعر تجربة السبعينيات.
ووجه الناقد أحمد حسن سؤالا للشاعر حسن طلب، حول رؤيته للمعارك الأدبية التي خاضها في بداية حياته وحتى اليوم، فقال حسن طلب: "إن هذا السؤال يؤرخ لحياتنا الأدبية كلها، فنحن بالفعل نستطيع أن نؤرخ من خلال هذه المعارك الكثير وأن نقرأ من خلالها تاريخينا، ولكن لا أظن أننى دخلت معارك كبيرة، وأرى أن المعارك الأولية التى دخلتها حول الجماعات الأدبية يجب أن تنسى، فالجماعة الأدبية برأيي هى أيضا قطيع ولا ينبغى للشاعر أن يسير فيها كثيرا، وأن يبحث عن صوته الخاص"، على حد قوله.
وقال الشاعر السماح عبد الله: "إننا نستطيع وبكل أمانة القول بأن حسن طلب ركيزة أسياسية في حياتنا الشعرية، وقد كان ولا يزال صاحب موقف في الحياة وهذا ما يجب على الشاعر أن يكونه".
وأجاب الشاعر حسن طلب على سؤال الدكتورة شيرين العدوى، حول رأيه في المشهد الشعرى المصرى الآن، بأنه ليس في أحسن حال، والأدب عموما ليس فى أحسن حال، وأن السبب في ذلك هو غياب الحركة النقدية ، فعندما أنظر الي الوراء اجد كيف كانت الحركة النقدية تتعامل مع كل نص جديد، وللاسف تخلى نقاد اليوم عن تراث النقاد السابقين.
وحسن طلب (1944، سوهاج) شاعر مصرى، تدرج في السلك الجامعى حتى أصبح عضو هيئة تدريس بكلية الآداب جامعة حلوان حاليا، فهو نائب رئيس تحرير مجلة إبداع، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.
حصل على ليسانس الآداب، قسم الفلسفة، جامعة القاهرة، 1968، وماجستير في الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1984، أكمل الدكتوراه في الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، 1992.
ومن أبرز الدواوين الشعرية، وشم على نهدى فتاة دار أسامة القاهرة 1972، وسيرة البنفسج، وأزل النار في أبد النور دار النديم القاهرة 1988، وأية جيم (قصيدة طويلة) الطبعة الأولى هيئة الكتاب القاهرة 1992 الطبعة الثانية دار التلاقي للكتاب 2010، لا نيل إلا النيل دار شرقيات القاهرة 1993، وبستان السنابل مختارات مكتبة الأسرة 2002.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع