وصل السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان إلى القاهرة، فى زيارة رسمية لمدة يومين يلتقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وحرص الرئيس السيسى، على استقبال سلطان عمان، عقب وصوله مطار القاهرة.
اصطحب الرئيس عبد الفتاح السيسى، سلطان عمان هيثم بن طارق، إلى مقر قصر الاتحادية لبدء الزيارة بشكل رسمى، أُجريت مراسم استقبال رسمية لسلطنة، حيث تم استعرض حرس الشرف وعزف النشيد الوطنى للبلدين.
ومن المقرر أن يناقش الرئيس عبد الفتاح السيسى مع سلطان عمان هيثم بن طارق عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وسبل الارتقاء بعلاقات الشراكة التاريخية بين البلدين إلى آفاق أرحب.
بدوره، أكد رئيس جمعية الصحفيين العمانية الدكتور محمد العريمى أن الزيارة رفيعة المستوى التى يقوم بها السلطان هيثم بن طارق لجمهورية مصر العربية الشقيقة ولقاؤه الرئيس عبد الفتاح السيسى تأتى فى إطار تعزيز وتوثيق العلاقات الممتازة التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين والقائمة على الاحترام المتبادل وعلى الإرث التاريخى التليد الممتد لأكثر من 4000 سنة قبل الميلاد طبقا للمصادر الأثرية والتاريخية.
وأوضح الدكتور العريمى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، الأحد، أن الزيارة التى يقوم بها السلطان هيثم بن طارق لجمهورية مصر العربية تدلّ على الإرادة الأكيدة والعزم الواضح من القيادتين الحكيمتين العُمانية والمصرية على الدفع بهذه العلاقات لتصل إلى أعلى مستوى يُتطلع أن تتحقق فى البلدين الشقيقين، خاصة وأن الله قد حباهما بالكثير من الموارد المهمة والمقومات الفريدة التى يمكن أن تُعزز وتُطوّر لخدمة الكثير من القطاعات الحيوية الواعدة فى مصر وسلطنة عُمان وفى مقدمتها قطاعات الاقتصاد والسياحة والاستثمار بأنواعه.
ولفت إلى أن الزيارة ستكون انطلاقة جديدة بين البلدين الشقيقين نحو مزيد من التنسيق والعمل المشترك فى شتى المجالات الحيوية السياسية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى أنها سوف تشجع على إيجاد آفاق أرحب وأوسع للتعاون الثنائى الرسمى والشعبى فى العديد من الجوانب ذات الاهتمام المشترك، موضحا أنها تشكل فرصة كبيرة لتدارس الأوضاع فى المنطقة العربية والعالم وتنسيق المواقف تجاه العديد من القضايا فى الوقت الذى تشهد فيه منطقتنا والعالم تحولات سياسية واقتصادية تتطلب توحيد المواقف لخدمة شعوب دولنا والمنطقة بشكل عام.
فيما، أكد الكاتب والمحلل والاقتصادي العماني خلفان الطوقي أن حجم التبادل التجاري بين مصر وعمان ارتفع عام 2022 بنسبة 65%، مشيرا إلى أن حجم الصادرات المصرية لسلطنة عمان شكلت 23% في مقابل 78% صادرات من السلطنة إلى مصر، مشيرا إلى العلاقات التاريخية بين البلدين التي تمتد في العصر الحديث لمدة خمسة عقود، مؤكدا أن مصر ستظل الوجهة المحببة إلى الشعب العماني.
ولفت الطوقي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن حجم التبادل التجاري وصل إلى 1.1 مليار دولار أمريكى، موضحا أن مصر وسلطنة عمان ستوقعان اتفاقات مشتركة تشمل عدة مجالات، مشيرا إلى أن عمان تسعى للاستثمار في مصر خلال الفترة المقبلة سواء بشكل فردي أو من خلال تحالفات استثمارية مشتركة، موضحا أن العمالة المصرية الماهرة لها دور فاعل في عدة مجالات بسلطنة عمان خاصة في التعليم والصحة وبين وزارة الأوقاف العمانية والأزهر الشريف.
أكد وجود تنسيق وتكامل على مر السنين بين مصر وسلطنة عمان لتحقيق تكامل سياسي وأمني بين البلدين، موضحا أن الثقافة المصرية العربية الأصيلة لها دور بارز ونسعى لأن يكون هناك تعاون مع مصر بحكم الخبرة الكبيرة للدولة المصرية في قطاع الثقافة وخاصة فيما يتعلق بالاوبرا والمتاحف.
إلى ذلك، أكد الكاتب والمحلل السياسي العماني علي المطاعني أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر تكتسب أهمية كبيرة على عدة أصعدة خاصة السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أنها تعد تجسيد للعلاقات التاريخية والمتجذرة بين البلدين طوال خمسة عقود لتبقى راسخة رغم كل ما شهده الإقليم من صراعات وتدخلات.
وأشار "المطاعني" في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن حضارة بين مصر وسلطنة عمان ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، مشيرا إلى أنها تمثل البوصلة الأكثر دقة وصرامة والتي تحدد المسار المستقبلي للعلاقات الثنائية بين البلدين والتعاطي مع المتغيرات الحالية، واصفا زيارة السلطان هيثم إلى القاهرة بأنها "تاريخية"، وتأتي على رأس وفد رفيع المستوى تعبر عن مكانة مصر العالية والغالية في قلوب العُمانيين.
ولفت إلى أن مواقف القاهرة ومسقط في المحافل الدولية يفخر بها الجميع في توحيد الرؤى وتنسيق المواقف بما يحقق الأهداف والغايات المشتركة، مشيرا لوجود الكثير من المواقف التي تشهد بأن السلطنة كانت دائما الداعم الدائم لمواقف مصر في الساحة الدولية ومؤازرة الدور المصري لقيادة المؤسسات الدولية وغيرها من المواقف.
وأوضح أن مصر حكومة وشعبا وتاريخا يتذكرون مواقف السلطنة منذ عام 1979 عندما قاطعتها معظم الدول العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة، مشيرا إلى أن سلطنة عُمان كانت ترى بأن مصر أكبر من أن تقاطع أو تُحارب وهي التي قدمت التضحيات فداء لقضية فلسطين التي تعد قضية العرب المحورية، موضحا أن السلطنة دفعت ثمنا باهظا نتيجة إصرارها على ذلك الموقف إيمانا منها بأن المبادئ لا تتغير.
ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين وطوال نصف القرن الماضي لم تشوبها شائبة أو سوء فهم في كافة القضايا الإقليمية والدولية وفي كافة المحافل العالمية، مشيرا إلى أن الزيارة تستند لأرضية صلبة قادرة على استيعاب كل مجالات التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والسياحية والصناعية والاستثمارية وبما يعود بالخير على البلدين .
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي العماني المتخصص في الشؤون الاقتصادية عيسى المسعودي، أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى القاهرة في هذا التوقيت تكتسب أهمية كبيرة، مشيرا إلى أن الزيارة امتداد للزيارات المتعددة والعلاقات الوطيدة وتأكيد لعمق العلاقة الاستراتيجية، مشيرا إلى أن الأوضاع السياسي ودور البلدين سيكون في مقدمة المباحثات المشتركة بين قادة البلدين.
أشار "المسعودي" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن القمة فرصة لتبادل الأفكار حول القضايا التي تشغل المنطقة العربية والعالم، مؤكدا أن سلطنة عمان تترأس قمة مجلس التعاون الخليجي لهذا العام وسيكون لها دور في تفعيل الدور الخليجي – العربي، لافتا إلى أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان، مؤكدا أن الملف الاقتصادي سيكون حاضر بقوة بين قادة البلدين بالاتفاق بتفعيل الاتفاقيات وتعزيز التبادل التجاري، واستثمار الفرص الكبيرة في البلدين بمختلف القطاعات ويمكن إبرام شراكات بين البلدين بالخصوص.
وأوضح أن هناك فرصا واعدة للاستثمار في سلطنة عمان بعدة قطاعات، مؤكدا أن مصر تتمتع بمقومات استثمارية عديدة يستطيع القطاع الخاص والحكومة العمانية الدخول في شراكات مع الجهات الاستثمارية الحكومية المصرية، معربا عن أمله في أن يكون للقطاع الخاص في البلدين باستثمار الفرص التجارية، مؤكدا أن عمان لديها رؤية 2040 وتضع فيها القطاع الخاص كأولوية كي يستثمر الفرص التجارية والاستثمارية سواء في عمان أو خارجها.
ووصف الكاتب الصحفي العماني العلاقات بين القاهرة ومسقط بالتاريخية الممتدة لقرون عديدة حيث تميزت بالثبات وتعزيز المصالح المشتركة، مشيرا إلى أن مصر وسلطنة عمان كان لهما دورا كبير في كثير من الملفات المشتركة، لافتا إلى أن السلطان الراحل قابوس بن سعيد كان صاحب مواقف مشرفة مع مصر، موضحا أن المرحلة الحالية مهمة في ظل متغيرات تشهدها المنطقة سياسيا واقتصاديا وستنعكس على المباحثات بين قادة البلدين ، مؤكدا وجود رؤية مشتركة وتوافق في الرؤى بين القادة ستساهم في خروج الزيارة بنتائج إيجابية تخدم مصالح البلدين.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع