حارس الفركة الأمين.. أحمد سليمان نصف قرن في صناعة الشال على النول اليدوي الفرعوني بقنا.. تعلمها في الصغر على يد الصناع وابتكر أنوال جديدة ويعمل معه كبار السن.. ويؤكد: الخيوط تختلف في الصيف والشتاء.. صور

على مدار نصف قرن لم تكن تلك السنوات كافية لإشباع رغبة الرجل الذي لقب بحارس التراث، فمنذ نعومة أظافره تعلم حرفة الفركة وهي صنعة فرعونية توارثها الأجيال في محافظة قنا، بالتحديد في مركز نقادة، واستمر العم أحمد سليمان فيها حتى أصبح أحد أمهر الصناع واقترن اسمه بالصنعة، وحافظ أيضًا على النول الفرعوني الذي قارب على الإندثار.

وفي مكان قريب من منزله ستجد النول الفرعوني الذي خصص لتلك الحرفة التراثية التي اشتهرت بها مدينة نقادة وكانت تصدر منتجاتها بشكل مستمر إلى السودان وعدد من الدول الأوروبية التي تفضل الإنتاج اليدوي للشال، لاسيما شال الحرير وهو أول منتج للفركة، ويساعد العم أحمد عدد من كبار السن يعملون في نفس المكان منذ الصباح وحتى فترات المساء لإنتاج عدد من قطع الفركة المختلفة من النسيج ذات الألوان والأشكال المختلفة.

قال أحمد سليمان، من قرية الخطارة بقنا، إنه عمل في مجال صناعة الفركة على مدار أكثر من 50 عاما وتعلمها في سن صغير من حرفيي الفركة في المدينة الجنوبية سواء فى القرية أو المدينة، ورغم سفره للعمل إلا أنه بعد العودة فضل العمل فيها أيضًا وربطته علاقة حب ليصبح من أقدم صناع الفركة في المحافظة ويعمل معه عدد من كبار السن أيضًا الذين تعلموا الصنعة منذ سنوات عديدة وأتقنوا فنونها.

وأوضح سليمان، أن صنعة الفركة تعتمد بشكل أساسي على النول اليدوي، وهناك عدة أدوات تستخدم فى صناعة قطعة الفركة منها القطعة الأهم النول، ويركب بطريقة تجعله قابلة للفك والتركيب، بالإضافة إلى استخدام خامات القطن المصرى والكتان والصوف والحرير الذى يعد الخامة الأغلى من بين تلك الخامات المستخدمة فى إنتاج قطعة من الفركة، ومن القطع المهمة أيضًا المكوك الذي يستخدم في نسج الخيوط والتحويل من اليمين إلى اليسار والعكس حتى تكتمل القطعة.

وكشف العم أحمد سليمان، أن يومه يبدأ في الصباح بتجهيز الأدوات والإعداد قبل العمل على النول اليدوي، والجلوس على النول والبدء فى إنتاج القطع التى تحتاج إلى حرفية ، ويعود الحرفى للمنزل للراحة أو لاستكمال العمل، كما أن التصميمات فى قطعة الفركة تختلف بحسب ذوق الصانع وطلب المشتري، فهناك العديد من الأشكال التى يستطيع الصانع تنفيذها، لافتًا أن أكثر المنتجات التى تلقى رواجا على الزبائن هى منتجان الفبران التى يقبل السائحين على شرائها مع الصوف فى وقت الشتاء لبرودة الجو، وكذلك يطلب الكتان فى وقت الصيف بمصر.

هم.