القراءة غذاء العقل والروح.. لها دور كبير في تقدم الدول والشعوب، وبها نحصل على مجتمع واعي ومثقف وقادر على العطاء، وعندما نتأمل كتاب الله تعالى، نجد أن أول كلمة نزلت من القرآن الكريم كانت كلمة "إقرأ"، وهي تعني أن بداية المعرفة تكون بالقراءة، كما أنها سبب في توسيع مدارك الإنسان وجعله قادر على وإدراك الخبايا ومعرفة التفاصيل، وتزيد مهارات الإنسان في التفكير والتحليل والتخطيط، كما أنها تعتبر وسيلة اتصال كبير للتعلم والمعرفة، ومصدر رئيسي لنمو شخصية الإنسان، فيصبح لديه قدرة كبيرة عل المناقشة في كل مجالات الحياة، وتمكن الفرد من القدرة على التعلم الذاتي.
في البداية أطلق أهالي كفر الشوبك بشبين القناطر في محافظة القليوبية، رحلة إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث انطلق العشرات من الأهالي في رحلة منظمة إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث سجلت الصور فرحة وبهجة بين الأهالي الذين قرروا فيما بينهم الاتفاق على الخروج في جماعة من أجل مزيد من الثقافة والوعي والتواصل الإنساني مع الاستعدادات التي بدت واضحة والاتفاق الضمني على شراء الكتب وهو ما ظهر في حقائب الظهر التي حملتها فتيات كفر الشوبك، حيث أظهرن استعدادًا نادرًا ورغبة واضحة في عدم تفويت هذا العرس الثقافي المتمثل في معرض الكتاب.
وفي هذا السياق قال الدكتور كمال سالم صاحب فكرة تدشين الزيارة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن فكرة تدشين رحلة من أهالي وطلاب وطالبات القرية لمعرض الكتاب بعدما تم نقله إلى منطقة القاهرة الجديدة هذا العام، ونظرا لبعد المسافة بين القرية وبين مكان تنظيم المعرض الحالي، إلا أن المكان الحالي رائع واشد تنظيما، والقاعات تسع الجميع وكافة الفئات، على عكس المكان القديم للمعرض.
وتابع "سالم"، في تصريحات لـ "اليوم السابع"، أنه تم تدشين الفكرة بين أهالي القري على صفحة جميعة تنمية المجتمع المحلي بقرية الشوبك على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت في البداية تقتصر على حوالي أتوبيسين أو ثلاثة أتوبيسات على الحد الأقصى، وبدأ أهالي القرية في التوافد على مقر الجمعية لتسجيل الاشتراك بالرحلة، وخلال حوالي يومين فقط تم الانتهاء من ثلاثة أتوبيسات، إلا أنه نظرا لزيادة الإقبال تم فتح التسجيل حتي 5 أتوبيسات، وبعدها تم غلق باب الاشتراك.
وأوضح "سالم"، أنه تحت الضغط الكبير من أهالي القرية وشباب الجامعات بالقرية وطلاب الثانوية العامة والمراحل التعليمية المختلفة والأسر والقري المحيطة، تم زيادة عدد الأتوبيسات، مشيرا إلى أنه فور الإعلان عن طرح الاشتراك لكل أتوبيس جديدة ينتهي الاشتراك فور الإعلان، إلى أن وصل العدد النهائي للأتوبيسات المشاركة 14 أتوبيس لنقل المشتركين، وتم التنسيق مع إدارة التضامن الاجتماعي بشبين القناطر، التي بدورها منحتهم خطابا موجها لإدارة المعرض بالقاهرة لتسهيل الدخول، كما تم التواصل مع الهيئة العامة للكتاب عبر الموقع الرسمي، التي قدمت خدمات رائعة من خلال الدخول مجاني، وكذلك توفير بوابة خاصة للأتوبيسات داخل الساحة بالمعرض، وهو ما وفر الجهد للدخول للمعرض.
واستطرد سالم، أنه في البداية كانت تواجهه 3 مشكلات وهي تسكين 500 مشترك داخل الأتوبيسات خلال فترة الصباح قبل التوجه للمعرض، وكيفية الدخول بهم للمعرض وسط الطوابير الكبيرة أمام المعرض، والأخيرة تجميع هذا العدد خلال العودة، وتم التغلب عليها جميعا من خلال التنسيق مع بعض شباب القرية المتطوعين لتنظيم التسكين والدخول للمعرض وكذلك الخروج منه.
واختتم حديثه، أنه تنوعت الأعمار في رحلة الثقافة والوعي إذ ظهر الكبار في مقدمة مسيرة الثقافة التي تجسد وعى الأهالي بأهمية الثقافة والمعرفة وتلاهم في المسيرة طلبة المدارس والجامعات الذين حملوا الحقائب على ظهورهم لشراء ما تيسر من زاد ينفع ومعرفة تنير العقول وبهجة من التواصل الإنساني تشع في القلب ضوءًا في النفس سكينة وفى الأعماق محبة وحبورا.
ويشهد معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ54، إقبالاً كبيرًا من الجمهور فى يومه الرابع وسط عدد من الفعاليات ولقاءات مع الكتاب والشعراء والفنانين، داخل قاعات المعرض الذى يستمر حتى 6 فبراير المقبل، بمشاركة 1047 دار نشر مصرية وعربية وأجنبية، بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع