نجحت مؤسسات إنفاذ القانون في مصر بعد عودتها بقوة في جمهورية 30 يونيو في إرساء دعائم الأمن وبسط هيبة القانون، وهو ما ظهر جلياً في ارتفاع معدلات الشعور بالأمان، وانخفاض معدلات الجرائم، وكان على رأس التحديات الأمنية فور تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم بالبلاد ملف "الهاربين من السجون" في 28 يناير 2011 والبالغ عددهم أكثر من 23 ألف هارب، إذ نجحت الأجهزة الأمنية وبقوة في غلقه بتعقب الهاربين بحملات أمنية بالمحافظات، وكشف المتورطين ومحاكمتهم في القضية رقم 56460 لسنة 2013 جنايات قسم أول مدينة نصر المقيدة برقم 2926 لسنة 2013 كلي شرق القاهرة والمعروفة إعلامياً باقتحام السجون، وأيضاً القضية رقم 338 لسنة 2013 جنح مستأنف الإسماعيلية والمعرفة إعلامياً باسم "التخابر واقتحام السجون".
قبل 12 عاماً وفي مثل هذا اليوم قادت جماعة الإخوان الإرهابية تنفيذ مخطط اقتحام السجون مستغله اندلاع أحداث 25 يناير، وما تلاها من أحداث عُنف وتخريب وحرق لأقسام الشرطة ومقار أمن الدولة، لتشن الإرهابية بواسطة عناصر أجنبية هجوماً على السجون المصرية، بعد تمكين تلك العناصر من دخول البلاد بعربات الدفع الرباعي المدججة بالأسلحة الثقيلة عن طريق الحدود الغربية .
ولأن التاريخ لا ينسى وثق شهادة اللواء شوقي الشاذلي وكيل منطقة السجون المركزية، الشاهد الرئيسي في قضية اقتحام السجون أمام محاكمة المتهمين، إذ روى عبر جلسات محاكمة مشاهد الاقتحام، حيث أكد أن المشاجرات داخل السجون جاءت في توقيت واحد، وكانت البداية يوم 27 يناير حيث شهد سجن شديد الحراسة حالة من الفوضى بين المساجين وكان من بينهم طبيب أسامة بن لادن الخاص المدعو علي موافي الشهير بعلي كيماوي، ومساجين قضية تفجير طابا، ومهندسي الأنفاق في العريش، من بينهم مصريون وأجانب وبعض المساجين الخطرين المنتمين للجماعات الإسلامية المتطرفة".
وأكد وكيل مصلحة السجون أن ما حدث بسجن شديد الحراسة تزامن مع حالة فضي شهدتها سجون أخرى، كسجن المرج الذي كان من ضمن نزلائه محمد يوسف منصور، الشهير بسامي الشهابي قائد الجناح العسكري لحزب الله، وأيمن نوفل قائد الجناح العسكري لحركة حماس الإخوانية، اللذان قاما بمبايعة مرسي أثناء حكمه عقب فوز الإخوان في الانتخابات الرئاسية، ومتهمين مجموعة 21 التابعين لحزب الله، الذين تم القبض عليهم بتهمة التخطيط لتفجير قناة السويس.
وأشار أن بعد تلك الأحداث قامت القوات بإبلاغ اللواء عاطف الشريف مساعد الوزير لقطاع السجون بورود إشارة من مأمور سجن شديد الحراسة بأبو زعبل بوجود هياج شديد بعنابر المساجين السياسيين، وقاموا بتحطيم الأبواب وإشعال الحريق من الداخل، وغلق الباب الخارجي للعنابر على الضابط، بعد خروجهم منه مرددين هتافات "إحنا بره وإنتوا جوا"، ووضعنا خطة لتأمين السجن من الخارج والداخل، وقمنا بنشر تشكيلات من قوات الأمن تابع لقطاع السجون.
وعن يوم 28 يناير 2011 ، قال الشاذلي: أثناء مروري وضباط السجون على ليمان 1 وليمان 2 بأبو زعبل، سمعنا المساجين السياسيين تخطب في باقي المساجين ويرددون "هنخرج بكره" وكأنهم على علم بأن يوم 29 يناير هو يوم مخطط اقتحام السجون ، وفي صباح يوم 29 يناير توجهت والضباط للمرور علي سجن أبو زعبل وبعد لحظات من وصولنا سمعنا إطلاق أعيرة نارية من الخارج على السور الشرقي للمنطقة وفي اتجاه البوابة الرئيسية للمنطقة المواجهة لترعة الإسماعيلية.
مضيفاً: تم إصدار توجيهات لمجندين برج المراقبة أعلى السور الشرقي للسجن بالتعامل مع ضرب النار وصعدنا معهم أبراج المراقبة الكاشفة للطريق وشاهدنا عدد كبير من الرجال يرتدون جلاليب بيضاء وبعضهم يرتدي صديري يطلقون نيران من أسلحة متطورة على السجن مع تحرك "لودر" كبير يحاول هدم السور الشرقي للمنطقة، وتعاملت القوات معهم ولقى سائق اللودر مصرعه قبل هدم السور واستمر التعامل مع تلك الجماعات المسلحة حتى الساعة الخامسة مساءً، حتى نفذت الذخيرة فانسحبنا من الباب الخلفي حفاظًا على أرواح ضباط ومجندين السجن فتمكن المساجين من الهرب .
وأمام المحكمة تحدث اللواء الشاذلي عن يوم 30 يناير 2011 حيث قال : أخبرني طبيب السجن الذي يقيم بالسكن الإداري خلف المزرعة الملاصقة لسجن أبو زعبل، بحضور عرب يتحدثون لهجة بدوية وسألوه عن استراحة ضباط السجن، وكانت هناك حالة من الهرج والمرج منهم وتبين وضع رشاش متوسط جرينوف، ولحظتها تلقيت إشارة جديدة باقتحام سجن المرج أيضا لتهريب أيمن نوفل، وسامي الشهابي، فتوجهت للمرج واستمعت للمساجين الذين شاهدوا عرب قاموا بالسؤال عن زنزانة أيمن نوفل وسامي الشهابي وأخرجوهم ومساجين خلية حزب الله، وعلمنا بعد ذلك أنهم اصطحبوا أيمن نوفل معهم بسيارة إسعاف وانطلقوا بها إلى العريش ومنها إلى غزه أما سامي الشهابي اصطحبوه إلى أسيوط ومنها إلى أسوان ومنها إلى الحدود الجنوبية مع السودان، وتمكنوا من العبور إلى لبنان بمساعدة عناصر الإخوان الإرهابية واعترف عليهم الشهابي في أحد أحاديثه الصحفية بلبنان حيث وجه الشكر إلى قيادات الإخوان بمصر لمساعدته على الهرب والاختفاء بأسيوط لمدة يومين قبل هروبه إلى لبنان بمساعدتهم" .
واختتم شهادته: وفي نفس اليوم أيضاً شهد سجن الصحراوي 2 بوادي النطرون والذي كان من بين نزلائه مرسي وعدد من قيادات مكتب الإرشاد نفس سيناريو اقتحام باقي السجون حيث تعرض لإطلاق نار كثيف من الخارج، وتم اقتحامه بكسر الباب الرئيسي بأحد "اللوادر" وسألوا المساجين عن زنزانة مرسي وتهريبه أما برج العرب فلم يتعرض لاقتحام لوجود القوات المسلحة للتأمين وقتها.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع