تحل اليوم 29 أكتوبر ذكرى حل جماعة الإخوان الإرهابية، حينما قرر مجلس قيادة الثورة حل الإرهابية، بعد محاولة الجماعة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر فى ذات الشهر والواقعة التى عرفت فيما بعد بـ "حادثة المنشية".
وفى مثل هذا اليوم عام 1954، تصاعد التوتر بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وجماعة الإخوان بعدما رفض طلب الإرهابية، بعرض كافة القوانين والقرارات التى سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها، وكان رد الزعيم "قلت للمرشد فى وقت سابق أن الثورة لا تقبل أى وصاية من الكنيسة أو ما شابهها.. وإننى أكررها اليوم مرة أخرى".
وفى يوم 22 أكتوبر 1954، حاول محمود عبد اللطيف، أحد أفراد التنظيم السرى للجماعة الإرهابية، اغتيال الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر" أثناء إلقاءه خطابا جماهيريا بميدان المنشية بالإسكندرية، وخلال إلقائه الخطاب أطلق أحد عناصر الإرهابية 8 طلقات، فيما أمسك عبد الناصر الميكروفون وهو يرد على تلك الطلقات قائلا: "أيها الأحرار حياتى فداء لكم، دمى فداء لمصر".
والمتورطون فى هذا العمل الإرهابى كان محمود عبد اللطيف ومعه ثلاثة ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية الذين دبروا محاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، حيث كشفت التحقيقات حينها انتماء المتهم إلى الجهاز السرى للإرهابية، وأن محاولة الاغتيال كانت جزءا من مؤامرة كبرى لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة و160 من ضباط الجيش للاستيلاء على الحكم.
وكشفت العديد من الدراسات المختلفة أنه دأبت جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسـيسها على يد حسن البنا فى عام 1928 على تقديم صورة لنفسها بوصفها الوجه المعتدل لتيار الإسلام السـياسـى، وأنها تنبذ كل صور العنف والتطرف والإرهاب، فى حين أن المراقب الدقيق لتاريخ هذه الجماعة منذ نشأتها، والمطلع على أدبياتها الفكرية وأيديولوجيتها السـياسـية والدينية، يستطيع أن يكتشف بسهولة زيف هذه الأكاذيب وعدم واقعيتها، وأن هذه الجماعة هى منبع الإرهاب والتطرف فى المنطقة والعالم.
وشكل النتاج الفكرى لهذه الجماعة، الأساس الفكرى الذى انطلقت منه كل جماعات التطرف والإرهاب المتستر بالدين التى ظهرت فيما بعد، بل أن هذه الجماعات نفسها، وعلى رأسها تنظيم القاعدة وجماعة الجهاد الإسلامى وجماعات التكفير والهجرة وأخيراً داعش، كلها خرجت من تحت عباءة الإخوان، وتشبعت بالفكر نفسه الذى يتبناه الإخوان، وليس أدل على ذلك من أن قادة هذه التنظيمات المتطرفة الذين أسسوها أو تولوا قيادتها كانوا أعضاءً فى تنظيم الإخوان.
ويعد القتل والتخوين ونشر الفوضى أساليب رئيسية من أساليب جماعة الإخوان الإرهابية على مدار تاريخها منذ نشأتها على يد حسن البنا فى القرن الماضى، وتسعى الجماعة الإرهابية إلى منهج العنف فى كثير من تاريخها.
واستمرارًا لتلك الأحداث الدموية، قامت بعمليات إرهابية دموية عقب ثورة 30 يونيو 2013 التى أطاحت بها من حكم البلاد، فقد تسببت الجماعة بعد فض اعتصام رابعة فى أغسطس 2013، فى تدمير عدد كبير من دور العبادة، سواء المساجد أو الكنائس، وكذلك المنشآت العامة، وأبرزها أقسام الشرطة، كما اعترفت جماعة الإخوان الإرهابية، بالقيام بحرق الكنائس المصرية، بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية، حيث أحرقت عدداً كبير من الكنائس ودور العبادة فى المنيا وأسيوط والفيوم، كما قامت باقتحام وحرق الأقسام وحرضت على العنف والقتل والترويع فى محافظات مصر وأطلق قناصتها الرصاص على الشباب أمام مكتب الإرشاد.
وقامت الجماعة الارهابية باغتيال النائب العام هشام بركات، فى 29 يونيو 2015، وغيره من الشخصيات الكبرى فى الدولة، إضافة إلى محاولة الاغتيال التى تعرض لها البعض، كما نظمت الجماعة الارهابية العديد من العمليات المسلحة فى سيناء للهجوم على قوات الجيش والشرطة، وهو ما أقره الإرهابى فى تصريحاته محمد البلتاجى فى تصريحه الشهير بوقف الإرهاب فى سيناء إذا عاد مرسى للحكم، وليس هذا فحسب فقد واصلت الجماعة الارهابية، محاولتها لخلق الفوضى داخل مصر من جديد، من خلال إطلاق دعوات تحريضية من خلال العديد من الأحزاب والكيانات التابعة لجماعة الاخوان الارهابية او من خلال القنوات المحرضة التابعة لهم فى الخارج.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع