"الهوية البصرية" بأسوان رمز الثقافة والتراث.. المحافظ يصف المشروع بـ"إبراز الثقافات المتنوعة لعاصمة أفريقيا".. ويؤكد: زود معدلات حركة السياحة بنوعيها.. ووضع لوحاتها على 1500 سيارة و1061 شراع مركب نيلى.. صور

- فنانون: التصميم لا يمثل هوية الجنوب

"سنابل قمح وزى نوبى ونهر النيل" هكذا يبدو شعار مشروع الهوية البصرية الذى تم تنفيذه فى محافظة أسوان، بعد أن تم تدشينه بواسطة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفالية نهاية أسبوع الصعيد بمحافظة أسوان فى ديسمبر من العام الماضى 2021 .

محافظة أسوان، أعطت اهتماماً بالغاً بهذا المشروع وعملت على تعميمه فى مختلف الشوارع والميادين والمناطق الحيوية فى مدينة أسوان، لتصبح أسوان لوحة جمالية تعكس الصورة التراثية والثقافية لعاصمة الثقافة والاقتصاد الأفريقى أمام زائريها وضيوفها من شتى أنحاء العالم.

ورغم هذا الاهتمام الكبير بهذا المشروع، إلا أن بعض المواطنين والفنانين فى أسوان اعترضوا على التصميم والذى وضعته الجامعة الألمانية بالقاهرة، ووصفوا التصميم بأنه لا يتناسب مع تراث أسوان وفلكلور الجنوب، كما أن المشروع تم تنفيذه فى مدينة أسوان فقط ولم يتمم تعميمه فى باقى مدن المحافظة رغم كونها سياحية أيضاً.

أشرف عطية، محافظ أسوان، شدد على أهمية مشروع الهوية البصرية ودوره فى إبراز الشخصية المميزة للتراث والفنون والثقافات المتنوعة على أرض أسوان بمختلف مكوناتها وسماتها الإنسانية والحضارية والإجتماعية ، لافتاً إلى أنه منذ تدشين الرئيس عبد الفتاح السيسى لمشروع الهوية البصرية في احتفالية نهاية أسبوع الصعيد بمحافظة أسوان فى ديسمبر الماضى فنحن نعمل في منظومة واحدة كدولة مصرية مما ساهم في إنجاز نسبة كبيرة من هذا المشروع الحضارى في وقت وجيز ، وجارى تنفيذ المتبقى منه ضمن خطة ورؤية المحافظة المتكاملة لإحداث نقلة جمالية لمدينة أسوان وباقى مدن المحافظة.

وأوضح أشرف عطية، بأنه جارى تنفيذ أكبر عملية إحلال وتجديد للبنية التحتية يتوازى معها عملية تطوير وتجميل وتشجير حيث تم الانتهاء من واجهة المدينة والتي تضم بلازا درة النيل وميدان المحطة والسوق السياحى القديم بطول 2400 متر ، كما جارى حالياً تنفيذ مشروع ممشى مصر بطريقى كورنيش النيل القديم والجديد بطول 13 كم ، علاوة على الشوارع الداخلية ، وهو الذى يتخلله جداريات ومجسمات ولوحات الهوية البصرية ، بجانب وضع تصميماتها على وسائل النقل الجماعية و التاكسى بإجمالى 1500 سيارة ، وكذا على أشرعة 1061 قارب ومركب نيلى.

وأكد "عطية"، أن مشروع الهوية البصرية ساهم فى زيادة معدلات حركة السياحة العالمية والداخلية لأسوان كأحد أهم مقاصد السياحية على خريطة السياحة الدولية والمحلية ، والتي تتمتع بتنوع فريد في الأنماط السياحية ، ووجه أشرف عطية الدعوة للسائح العربى والأجنبى بزيارة أفضل مشتى عالمى بأسوان في الموسم السياحى القادم.

كما وجه رسالة للمستثمرين ورجال الأعمال بأن المستقبل الواعد للاستثمار والتجارة الحرة ينطلق من أسوان باعتبارها الباب الملكى نحو الأسواق الإفريقية فى ظل قرب تدشين أكبر منطقة لوجستية عالمية، بالإضافة إلى توافر مختلف المقومات الاقتصادية من ثروات تعدينية ومحجرية وسمكية، ومصادر متنوعة للطاقة، فضلاً عن شبكة الطرق والمطارات والموانئ النهرية والبرية.

على الجانب الآخر، قال على عبد الفتاح، فنان تشكيلى، لـ"اليوم السابع"، إن هذا المشروع يعد واحداً من أبرز المشروعات الفنية التى يتم تنفيذها على أرض أسوان فهو مهم بالنسبة للسائحين ضيوف أسوان من شتى أنحاء العالم، مضيفاً أن تصميم الهوية البصرية لأسوان والذى وضعه طلاب الجامعة الألمانية فى القاهرة لم يراعى دقة اختيار التراث والفلكلور الذى يعكس طبيعة أهل أسوان، واكتفى المصممون لهذا الشعار بوضع بعض الرموز من وحى خيالهم وبدون معايشة حقيقية من داخل أسوان "على حد قوله".

وأضاف على عبد الفتاح، أن شعار الهوية البصرية احتوى على زى لشخصية كرتونية وهى "بكار" وفى الحقيقة الزى لا يعبر عن النوبة حقيقة والدليل هو الألوان التى تم اختيارها لهذا الزى، وهو ما لاقى غضب بعض أبناء النوبة ورفعوا دعوى قضائية فى المحكمة ضد تصميم هذا المشروع، خاصة فيما يتعلق بشعار "أسوان بلاد الدهب" وهى الجملة التى تم تحريفها وفى الأساس هى "النوبة بلاد الدهب".