تحل اليوم الذكرى الـ40 لتحرير سيناء، والتى جاءت بانسحاب آخر جندى إسرائيلى منها فى 1982 وفقا لمعاهدة كامب ديفيد ما عدا مدينة طابا والتى استردت لاحقا بالتحكيم الدولى فى 15 مارس 1989، ورفع العلم المصرى عليها ليرفرف على كل سيناء بالكامل يوم 25 أبريل عام 1982 وتسليم آخر موقع على حدود مصر الشرقية بمدينة رفح شمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء ورفع العلم المصرى عليهما بعد احتلال دام 15 عاما، ويأتى هذا الانتصار بعد نجاح الدبلوماسية المصرية على ساسة العالم أجمع، فى استرداد جزء غالى وثمين من أرض الوطن.
وتأتى هذه الذكرى اليوم مع بدء الدولة المصرية مرحلة جديدة لتعمير سيناء الغالية ليكون ذلك بمثابة خط الدفاع الأول عنها، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته اليوم بقوله: "لعلكم تلمسون حجم المشروعات التى تنشر فوق ربوعها.. والتى تهدف إلى التنمية والاستفادة من خيرات سيناء وتحقيق الرفاهية لأهالى سيناء الحبيبة"، ووجه الرئيس السيسى التحية إلى رجال الدبلوماسية المصرية الذين خاضوا معركة التفاوض بكل صبر وجلد لاستعادة الأرض الحبيبة، وإلى روح الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" الذى اتخذ قرارى الحرب والسلام بشجاعة الفرسان، وبرؤية القائد الذى يتطلع لتوفير المناخ الآمن، وتحقيق الاستقرار لشعبه، وكافــة الشعوب المحبة للسلام إلى أن استعدنا أرضنا كاملة لنبدأ بعدها مرحلة جديدة، فى تعمير سيناء الغالية ليكون ذلك بمثابة خط الدفاع الأول عنها".
وكان قد نشر المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تقريرًا تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على الخطة الوطنية والشاملة للجمهورية الجديدة من أجل تغيير وجه الحياة على أرض الفيروز من خلال إطلاق مشروعات عملاقة على كل شبر منها، باستثمارات تبلغ أكثر من 700 مليار جنيه، وجار تنفيذها لتنمية سيناء خلال 8 سنوات، ووصلت إجمالى الاستثمارات لسيناء ومدن القناة 45.1 مليار بـ2022، مقارنة بـ 6.2 مليار جنيه بـ2014.
ووجه عدد من نواب البرلمان، التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ورجال وأبطال القوات المسلحة المصرية، والشعب المصرى بمناسبة حلول الذكرى الأربعين لعيد تحرير سيناء.
وأكد النائب عماد سعد حمودة، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن تلك الذكرى ستظل ملحمة شعبية مصرية بين الجيش والشعب لا تغيب عن أذهان المصريين، بما تبعثه من رسائل هامة للعزة والكرامة والإصرار على استرداد الأرض كاملة واستعادة سيادة الوطن والتى مهدت لمرحلة جديدة من أجل تعمير سيناء الغالية.
ولفت رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، إلى أن سيناء والتى تمثل بقعة هامة من أرض الوطن، تعرضت لحروب كثيرة على أراضيها ولكن قواتنا المسلحة حققت انتصارًا عظيمًا فى دحر الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وأعادت الحياة لطبيعتها بأرض الفيروز، لتنطلق المشروعات القومية على طريق تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
وشدد أن الدولة عهدت لخوض حربين فى وقت واحد وهى حرب البناء والإرهاب لتنطلق العديد من المشروعات القومية إيمانا بأن التعمير والتنمية يمثلان فرصة هامة للقضاء على الإرهاب بتوفير حياة آمنة وكريمة لأهالى المنطقة ورفع الوعى، موضحا أن الوصول باستثمارات بلغت 700 مليار خلال 8 سنوات الماضية تؤكد مدى أهمية تلك المنطقة والحرص على تنميتها ووضعها فى بؤرة الخطط التنموية والتى تنوعت بين تطوير شبكة الطرق وإتاحة المزارع السمكية، والارتقاء بالخدمات وتوفير فرص عمل للشباب.
وأوضح أن كل ذلك سيعزز من استقرار الأمن فى تلك المنطقة الهامة والحيوية، قائلا: "أرض الفيروز كانت معرضة للتهميش والعزلة، وبدأت الدولة بمد جسور التنمية وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية لتمهد الأرض للمشروعات التنموية".
ومن جانبه قال النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن الذكرى ال ٤٠ لتحرير سيناء ستظل دائمًا وابدًا فخرًا لكل المصريين، وتمثل دروس لأجيال المستقبل فى العطاء والتضحية لحماية الوطن من خلال البطولات الخالدة لرجال القوات المسلحة الباسلة والشعب المصرى العظيم.
وشدد أن أرض الفيروز كانت وستظل مطمع لقوى الشر التى تسعى للنيل منها والسيطرة عليها ولكن القوات المسلحة المصرية واصلت الانتصار أمام أى محاولات تسعى لضرب الاستقرار بها ونجحت خلال السنوات الماضية فى دحر الإرهاب وبدء مسيرة التنمية الحقيقية بها.
وأضاف "سالم" أن سيناء قد تغيرت كثيرًا بعد مرور أربعين عام على تحريرها، بما شهدته من تعمير وتنمية فى كافة الخدمات خاصة وأن مصر زادت من حجم الاستثمارات العامة فى مجالات البنية التحتية والنقل والإسكان فى سيناء.
ووجه "سالم" التحية للرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة بمناسبة عيد تحرير سيناء وعلى ما بذلوة من جهود كبيرة لمحاربة الإرهاب وما قدموة من تضحيات كبيرة من أجل عودة الحياة فى سيناء خلال السنوات الماضية فلولا وجود استراتيجية كاملة تشترك بها كافة مؤسسات الدولة المصرية ما كان الوضع الحالى فى سيناء.
وبدوره يؤكد المهندس حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ، ومساعد رئيس حزب الوفد للتخطيط الاستراتيجى، أن ذكرى تحرير سيناء ستظل يومًا هاما فى تاريخ مصر، نظرا لأن هذا اليوم يجسد تضحيات المصريين فى الماضى لاستعادة تلك البقعة الغالية من أرض مصر، ويذكرنا دوما بأبطال القوات المسلحة البواسل وبطولاتهم وتفانيهم من أجل الدفاع عن أرض الوطن وأمنه واستقراره على مدار التاريخ.
وأكد " الجندي" أنها تأتى أيضا تذكيرا لجهود القيادة السياسية الحثيثة التى استطاعت أن تحافظ على سيناء خلال السنوات الصعبة الماضية، وأن تطهرها من الإرهاب الأسود والجماعات المتطرفة التى كانت تسعى لتحويلها إلى منطقة حرب واقتتال.
وأشار الجندى، إلى أن حرص القيادة السياسية على تنمية سيناء هو حائط الصد الأول ضد أى محاولات تحاك بها بشكل خاص أو الدولة المصرية بشكل عام، مشيدًا بما تحقق من إنجازات على أرضها، وبالتنمية الشاملة لسيناء فى مختلف المجالات، مؤكدا أن هذا التوجه الاستراتيجى للدولة لتدشين تلك المشروعات القومية العملاقة بأرض الفيروز، يساعد على ربط سيناء بالوادى لتكون امتدادا طبيعيا، ويساعد على تحقيق استراتيجية مصر الكبرى التى تهدف إلى إعادة توزيع وتوطين السكان بمختلف المناطق، كما يساعد على توفير الآلاف من فرص العمل للطاقات البشرية المصرية.
ولفت إلى أن توجيهات الرئيس السيسى للحكومة بشأن العمل على توفير سبل الراحة والأمان والدعم لأهالى سيناء، يؤكد مدى اهتمام القيادة السياسية بسيناء وتقديرا كبيرا لأهلها وتعويضهم عن سنوات التهميش والمعاناة التاريخية التى عانوا منها فى السابق.
وأضاف أن القوات المسلحة المصرية جنبا إلى جنب مع رجال الشرطة سيظلوا الأعين الساهرة على حماية الوطن ومقدساته ووحدة أراضيه، مقدما التحية لكل الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء لتراب هذا الوطن لكى ننعم جميعًا بالخير والاستقرار.
ويؤكد النائب أشرف أمين، عضو مجلس النواب، أن هذه الذكرى الغالية والتى تدعو للفخر والعزة. بما شهدته من بطولات وأمجاد وتضحيات القوات المسلحة للحفاظ على أرض الفيروز وتحريرها من العدو المحتل، تـأتى بما تشهده أرض الواقع كل عام بالمزيد من التنمية والتعمير وإقامة المشروعات القومية والتنموية بسيناء.
وشدد أن الذكرى الأربعين لتحرير سيناء تأتى لتكون شاهدة على انتصارات المصريين بقيادتهم السياسية ورؤيتها الاستراتيجية الثاقبة فى عبور التحديات وتحقيق الإنجازات، مشيرا إلى أن القيادة السياسية الحالية عازمة على مواصلة التنمية بسيناء بعد نجاحها فى مكافحة الإرهاب وتطهير المنطقة.
جدير بالذكر أن أبرز المشروعات تمثلت فى إطلاق 8 مشروعات ومناطق صناعية على خريطة الاستثمار الصناعى، تمتع سيناء ومدن القناة بـ 275 فرصة استثمارية على الخريطة الاستثمارية، تمويل 42.5 ألف مشروع صغير بتكلفة نحو 1.8 مليار جنيه حتى فبراير 2022، تنفيذ أكثر من 9900 حوض ضمن مشروعى هيئة قناة السويس والفيروز للاستزراع السمكى، تطوير منظومة الرى وحماية سيناء من أخطار السيول بإنشاء 423 منشأة، تنفيذ 18.8 ألف وحدة إسكان اجتماعى بتكلفة 3.3 مليار جنيه و54 ألف للعشوائيات، و45 مشروعًا للتجمعات البدوية بإجمالى 4100 بيتًا بدويًا، إقامة شبكة نقل عملاقة لربط سيناء ومدن القناة بالدلتا، مشروع الخط الأول للقطار الكهربائى السريع (العين السخنة – العلمين – مرسى مطروح – سفاجا)، توفير الكهرباء لأهالى سيناء ومدن القناة، بتوصيلها لـ 1.5 مليون مشترك وتطوير الشبكات، الارتقاء بالخدمات الصحية بإنشاء 42 مستشفى و214 مركزًا ووحدة صحية، وزيادة عدد المدارس بإنشاء 440 مدرسة وأكثر من 2000 فصل.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع