لم يمر من عام 2022 سوى 39 يومًا فقط حتى فجرت المجموعة المالية هيرميس القابضة، أولى مفاجآت العام الجديد، بإعلان تلقيها عرض شراء مبدئى غير ملزم من بنك أبو ظبى الأول، لاستحواذ نقدى محتمل على حصة أغلبية بنسبة لا تقل عن 51% من أسهم رأس مال الشركة المصدرة بسعر شراء تقديرى 19 جنيهًا للسهم، ليصبح العرض حديث سوق المال نظرًا لضخامة الصفقة حال إتمامها والتى ستصل إلى 18 مليار جنيه، بالإضافة إلى المكانة الكبيرة التى تتمتع بها "هيرميس"، ويقدم "اليوم السابع" أبرز 5 أسئلة عن أكبر صفقة فى 2022.
الديناصور هيرميس
بدايةً لماذا عرض بنك أبو ظبى الأول، وهو البنك الرائد والأكبر بدولة الإمارات العربية المتحدة شراء أسهم المجموعة المالية هيرميس؟..الإجابة بسيطة فالمتابع للاقتصاد المصرى بصفة عامة وسوق المال بشكل أخص يعرف القوة الضخمة التى تنفرد بها المجموعة المالية هيرميس، فهى أكبر مؤسسة مالية فى تقديم الخدمات المالية والاستثمارية سواء الترويج وتغطية الاكتتاب وإدارة الأصول والوساطة فى الأوراق المالية والبحوث والاستثمار المباشر أو على مستوى تقديم خدمات مالية غير مصرفية وتشمل التأجير التمويل والتمويل متناهى الصغر وخدمات البيع بالتقسيط والتخصيم والتوريق والتحصيل والتصكيك.
بجانب ذلك تحولت المجموعة إلى بنك شامل بالاستحواذ على حصة حاكمة فى بنك الاستثمار العربى خلال عام 2021، هذا علاوة على أداء مالى قوى حيث حققت هيرمس إيرادات تجاوزت 4 مليارات جنيه وصافى ربح بلغ 1.12 مليار جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية سبتمبر الماضى، وهى كلها أسباب تدفع الكثير من المؤسسات الكبرى لعرض شراء حصص أو الاستحواذ عليها كاملة.
الخطوات المنتظرة
بعد تقديم بنك أبو ظبى الأول عرض الشراء، ما هى الخطوات التالية لإتمام الصفقة؟..يحدد قانون سوق المال الإجابة على هذا السؤال، حيث حدد لبنك أبو ظبى الأول إجراء عملية الفحص النافى للجهالة على هيرميس، والحصول على الموافقات الرقابية المطلوبة، قبل التقدم بعرض شراء إجبارى نهائى وفى المقابل تختار "هيرميس" مستشار مالى دولى ومستشار قانونى مصرى لتقديم الاستشارات المالية والقانونية لصفقة الشراء، ويطرح تكهنات باختيار "هيرميس" مجموعة جولدمان ساكس لتقديم المشورة، والذى يحتل المرتبة الأولى فى تقييم المشورة بشأن الصفقات فى الشرق الأوسط وأفريقيا العام الماضى، بحسب بيانات دولية.
سعر العرض ضعيف
رغم أن المجموعة المالية هيرميس ترى أن العرض الإماراتى يؤكد على السمعة الطيبة التى تتمتع بها المجموعة فى الأسواق الإقليمية والعالمية، ويشير إلى قوة فريق الإدارة والمستوى العالى للحوكمة، وهذا حقيقى إلا أن سعر العرض المقدم للشراء البالغ 19 جنيهًا يزيد بأكثر من 20% عن سعر إغلاق سهم المجموعة قبل التقدم بالعرض، ولكنه مازال بعيدًا عن القيمة العادلة للسهم، والتى حددتها ببنوك الاستثمار بمتوسط 23 جنيهًا.
وبعد ارتفاع سهم هيرميس خلال الأيام الماضية لمستوى يقترب من سعر العرض، أصبح من الصعب موافقة المساهمين على قبول عرض الشراء بالسعر الحالي.
سيناريوهات محدودة
لا يرى الخبراء ومتابعو سوق المال المصرى، سيناريوهات عديدة لصفقة هيرميس فإما الإتمام من خلال زيادة سعر العرض حتى يوافق المساهمين الحاليين على البيع أو الرفض فى حال استمرار نفس سعر العرض أو رفض جهات رقابية للصفقة من الأساس، وأجمعوا أنه من الصعب دخول منافس جديد فى ظل حجم الصفقة الضخم وضرورة التحرك بسرعة لتقديم عرض منافس لبنك أبو ظبى الأول، إلا إذا كانت هناك مؤسسات أخرى تعمل عليها دون الإعلان عن الأمر.
ويتوزع هيكل ملكية المجموعة المالية هيرميس بين عدة مؤسسات أبرزها التى تملك أكثر من 5% هم DF EFG3 LIMITED بنسبة ملكية 12.26%، RA MENA HOLDING بحصة 11.69%، RIMCO EGT INVESTMENT LLC بحصة 9.33%، ويملك نظام الإثابة والتحفيز للعاملين بالشركة 5.21%.
يذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التى تتلقى المجموعة المالية هيرميس عرض شراء، إذ سبق أن تقدمت شركة بلانيت آى بى، ومصرف كيو إنفست القطرى، وكذلك رجل الأعمال نجيب ساويرس.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع