الإذاعية مروة أمين ابنة "سوسن أبو اليسر" إحدى رواد الإذاعة المصرية فى حوار مع "اليوم السابع": والدتى حصلت على الجائزة الذهبية والفضية مرتين متتاليتين على محيط الوطن العربى.. ووصيتها لى "احترام المستمع"

- عندما كنت صغيرة مسكت الميكروفون الخاص بوالدتي وأجريت حوارات مع الفنانين أمام المرآة

- طلبت من والدتى تركى بامتحان اختبارات المذيعين بمفردى لأنى خشيت ألا أكون قد المسئولية وأضعها فى إحراج كونى ابنتها

- أتمنى نشر مذكرات والدتى فقط ليعلم الجميع ما كانت تتمتع به من نزاهة ونبوغ

- خلال بداية تدريبى بالإذاعة كان هناك العديد ممن يرون أننى عملت بالواسطة ولوجود والدتى بالبرنامج العام ولكن أثبت للجميع عدم صحة كلامهم


 

ينطبق المثل الشعبى "ابن الوز عوام" على العديد من الشخصيات في العديد من المجالات، وفى المجال الإعلامى سنجد الكثيرين من الإعلاميين والإذاعيين الذين يسعون لإعادة أمجاد آبائهم وأمهاتهم، ولعل هذا ما ينطبق مع الإذاعية مروة أمين، أحد أبرز مذيعات البرنامج العام وابنة إحدى رواد الإذاعة المصرية سوسن أبو اليسر.

خلال حوارنا مع الإذاعية مروة أمين، تحدثنا عن كيف بدأت في الإذاعة وهل إلحاقها بالبرنامج العام له علاقة بعمل والدتها بذات الشبكة والتي تعد أبرز روادها؟، وهل كان لوالدتها دور في تعيينها بماسبيرو؟، بالإضافة إلى كيف سعت والدتها للتوازن بين بيتها وتربية أبنائها وبين عملها، بجانب سعى الأسرة لكتابة مذكرات حياة الإذاعية سوسن أبو اليسر، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى.

 

كيف كانت بدايتك فى الإذاعة المصرية؟

بداياتي كانت في حضانة اتحاد الإذاعة والتليفزيون قبل الإذاعة، فهذا المبني كان بيتي الثاني بالمعني الحرفى، وعشت فيه طفولتي وذكرياتي وبعد ذلك شبابي.

 

هل كانت والدتك لها دور في اتجاهك للعلم الإذاعى؟

منذ أن كنت صغيرة مسكت الميكروفون الخاص بوالدتي وأجريت حوارات مع الفنانين أمام المرآة، وأتقمص دور المذيعة بكل جدية، وكانت والدتي تصحح لي الأسئلة، وعندما كبرت كانت تشجعني وتعطيني ثقه في النفس وتتحدث معى عن قدراتي.

 

الاذاعيه مروة امين فى ماسبيرو
الاذاعيه مروة أمين فى ماسبيرو

 

هل دعمتك والدتك خلال إجراء اختبارات المذيعين بالإذاعة؟

والدتي أوصلتنى إلى استوديو 46 للامتحان وطلبت منها تركى بمفردى لخوض الامتحان.

 

لماذا طلبتى من والدتك ذلك؟

الصراحة هذا لا لشجاعتي ولكن خشيت ألا أكون قد المسئولية وأضعها في إحراج كوني ابنتها، وكونها رائدة في مجالها، فأصريت أن لا يعلم أحد عن صلتي بها بأي شكل من الأشكال.

الاذاعيه سوسن أبو اليسر
الإذاعية سوسن أبو اليسر

 

ماذا تتذكرين عن أول اختبار للمذيعين لك في ماسبيرو؟

تقدمى لاختبارات المذيعين جاء من خلال إعلان لطلب مذيعين، وتقدمت لامتحان مذيعين من العيار الثقيل، حيث ترجمة إنجليزي وفرنساوي وقراءة قرآن وإجراء حوارات تخيلية وأسئلة لغة عربية وأخرى شخصية، فقد كان امتحانا شاملا كى ألتحق بالإذاعة المصرية.

 

ماذا كانت نصيحة والدتك لك قبل ذهابك للجنة اختبارات المذيعين؟

نصيحة والدتى لى كانت "خليكي واثقة في نفسك، أنت شاطرة وعندك الحس الإعلامي حاضر" .

مروة امام
مروة أمين

 

هل كان هناك تعليق من جانب لجنة الاختبارات على أدائك؟

بعد امتحان اختيار المذيعين بـ 6 أشهر تواصل معى القائمون على اختبارات اختيار المذيعين، وأبلغوني أنني قد نجحت وبدرجة مذيعة وهى أعلى درجة.

 

كيف جاء عملك بالبرنامج العام بالإذاعة المصرية؟ وهل كان الأمر له علاقة بعمل والدتك بالبرنامج العام؟

تم توزيعى على الشبكة الرئيسية "البرنامج العام" بإدارة التنفيذ، ووقع عليا الخبر كالصاعقة، حيث رعب ومسئولية وقالب لم أتخيل نفسى فيه أبدا.

 

عندما التحقت بالإذاعة.. هل قابلك تحد أنك تعملين بالإذاعة لأن ووالدتك مذيعة؟ وكيف تغلبت على ذلك؟

في البداية وأثناء التدريب لمدة سنة قبل النطق على الهواء كان هناك العديد ممن يرون أنني عملت بالواسطة ولوجود والدتي بنفس الشبكة وهى شبكة البرنامج العام، ولكن مع تنفيذي الفعلي وعملى أثبت للجميع عدم صحة كلامهم، لأني بكل بساطة مذيعة هواء أى أن الخطأ بفورة، وبالتالى لا يوجد مجال للوساطة.

 

ماذا كانت وصية والدتك لك فى مجال عملك قبل أن يتوفاها الله؟

وصية والدتى لى كانت احترم المستمع وأقدم ما هو مفيد ويترك أثراً ويخدم المستمع.

 

ما هو أصعب موقف تعرضتى له خلال عملك فى الإذاعة؟

أصعب موقف بالنسبة لي دائماً أعتبره لم يأت بعد، بل إننى دائما أتوقع الصعب ومستعدة له خاصة أن الهواء مسئولية لا يعلمها إلا مذيعو الهواء فقط.

الإذاعية البكيرة سوسن أبو اليسر
الإذاعية الراحلة سوسن أبو اليسر

 

كيف تقيمين مسيرة والدتك الإذاعية ؟

والدتي عملت في أفضل عصر للإذاعة على الإطلاق، وتألقت وسط كبار وعظماء الإذاعيين بمجهودها وتفردها في الأداء، وأفكارها المتنوعة، فهى فعلاً كانت محظوظة وكرمت في العديد من المهرجانات أبرزها مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وحصولها على الجائزة الذهبية والفضية مرتين متتاليتين على محيط الوطن العربي وليس مصر فقط.

 

تعتقدين لماذا يعد برنامجها "حول الأسرة البيضاء" من أفضل برامجها الإذاعية؟

برنامج حول الأسرة البيضاء هو برنامج من بين الكثير من البرامج التي قدمتها، وساعدت من خلاله المئات من المرضى، ولكن كانت دائماً ما تتحدث عن أقرب برنامج إلى قلبها وهو حول الأسرة البيضاء، حيث قدمته وبذلت فيه أكبر قدر من المجهود فهو تحقيق إذاعى.

الاذاعيه سوسن أبو اليسر مع عدد من الشخصيات العامة
الاذاعيه سوسن أبو اليسر مع عدد من الشخصيات العامة

 

الكثير يعتبر والدتك واحدة من أشهر ممن عملوا فى الإذاعة المصرية على مدار تاريخها لماذا؟

سوسن أبو اليسر (والدتي) خريجة أول دفعة لكلية الإعلام جامعة القاهرة، فكانت من أوائل الإعلاميين الذين درسوا الإعلام قبل أن يمارسوه وكان تفوقها وعشقها للميكرفون هو السر في وصولها إلى قلوب المستمعين وعشقهم لها، وقدمت والدتي العشرات من البرامج على مدى 38 عاما مليئة بالعطاء الكبير.

 

ما الذى تعلمتيه من والدتك فى المجال الإذاعى؟

تعلمت منها الكثير لا أستطيع سرده في كلمات.

الإذاعيه مروة امين
الإذاعية مروة أمين

 

كيف كانت توازن والدتك بين عملها بالإذاعة وبين منزلها؟

مع عشق والدتي الميكروفون والإذاعة كانت على الجانب الآخر أحن وأطيب وأحسن أم، فلم نشعر أبدا ببعدها عنا بسبب عملها بالعكس، فقد تركت العديد من الفرص للعمل بالمجال الإعلامي بالخارج في العديد من الدول الأوروبية والعربية لتهتم بنا .

 

هل فكرتى في نشر مذكرات والدتك حول مسيرتها الإذاعية كى تستفيد منها الأجيال الجديدة؟

أتمنى نشر مذكرات والدتى فقط ليعلم الجميع ما كانت تتمتع به من نزاهة ونبوغ وقدرة كبيرة على حسن التصرف، وأريد أن أكتب عن العشرات من البرامج منوعات، ثقافية، سهرات، برامج رمضانية، فترات مفتوحة وغيرها، فالكلام عنها لا ينتهى.

 

كيف شعرتى بحب العاملين بماسبيرو لوالدتك؟

لم أجد في حياتي حب لشخص رحل مثلما رأيته ولمسته بعد رحيل والدتى، وسمعت عن سيرتها العطرة أحلى الكلام .

الإذاعيه الكبيرة سوسن ابو اليسر تحصل على جائزة
الإذاعية الراحلة سوسن أبو اليسر تحصل على جائزة

 

ماذا كانت وصية والدتك لك قبل وفاتها؟

كانت وصيتها لى هي "خليك زي ما أنتِ على طبيعتك ولا تتغيرى".

 

ما هو الشىء الذى كانت تسعى والدتك لتنفيذه في المجال المهنى ولكن الوفاة منعتها من ذلك؟

لم تسع والدتي لنيل أي منصب كان، كان هدفها الوحيد هو المستمع وكيف تقدم له أفضل ما عندها .

 

ما هى أبرز الأشياء الجميلة التى تتذكرينها لوالدتك فى مجالها الإعلامى بعد وفاتها؟

كانت مواكبة جداً للعصر وللأحداث، كانت دائماً ما تدرس كل جديد وتقرأ في كل المجالات، كانت مرتبة جداً بحيث تحفظ أرقام شرائطها وتفاصيلها عن ظهر قلب، بحيث تستثمرها فى الوقت المناسب، دربت والدتي العديد من الإعلاميين عملياً وكانت دائماً ما تحفزهم بكل ما لديها من طاقة.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع