حكاية القهوة العربىة وأصول الضيافة.. لتقديمها وشربها قواعد راسخة.. تكرم الضيف والمضيف أو تهينهما.. الدلة النحاسية أبرز أدواتها.. والكرم والترحاب أهم دلالاتها.. وامتلاء الفنجان إهانة للضيف.. فيديو

"القهوة العربية" لها رمزية خاصة في بلدان شبه الجزيرة العربية، فهى من أبرز واجبات الضيافة التي تشتهر بها، بمثابة رمز الكرم ويُعد تقديمها للضيوف من العادات العربية الأصيلة، وشكل من أشكال حفاوة الاستقبال فى المناسبات المختلفة والجلسات والأعياد.

وقد ارتبطت القهوة العربية بمختلف أوجه الحياة الاجتماعية للناس، وشربها عادة اجتماعية تنطوي على رموز ومعانٍ مهمة في حياتهم، فهي مرآة تعكس طبيعة العلاقات الاجتماعية بينهم.

وقد انتقلت حبوب القهوة من إثيوبيا قبل ألف عام إلى اليمن، التي تعد من أوائل الدول التى زرعت البن، ومنها إلى شبه الجزيرة العربية.

وجمال الدين الذبحاني هو من أدخل القهوة إلى الجزيرة العربية في منتصف القرن الخامس عشر الميلادى، وكان رئيسا للإفتاء في عدن وقتذاك، وبقيت القهوة محدودة الانتشار في اليمن، ولقيت معارضة من مشايخها إلى أن بدأ بعض المزارعين في زراعة شجرة القهوة بعد مدة لا تتجاوز العقد بسبب انتشار شربها بين الطبقة العليا في اليمن.

طريقة إعداد وتحضير القهوة
طريقة إعداد وتحضير القهوة

ومن اليمن انتقلت القهوة إلى مكة، فأصبحت المملكة العربية السعودية من أكثر البلدان شهرةً بالقهوة العربية ـ التي تغير اسمها مؤخرا إلى "القهوة السعودية" ـ ذات الوصفة الخاصة والمميزة، مع إضافات تعطيها نكهة خاصة ومختلفة تأخذك في رحلة عبر عبق التاريخ، فالقهوة – بجانب التمر- من أبرز أساسيات واجب الضيافة والكرم الذي يشتهر به السعوديون.

 وتُعد القهوة السعودية من العادات المتأصلة في تقاليد المملكة، ولها حضور قوي أثناء زيارات رؤساء وقادة الدول للمملكة، ودائمًا ما تقدم في المناسبات المختلفة والجلسات والأعياد، حيث تعد - بجانب التمر- محورًا أساسيًا من واجب الضيافة والكرم الذي يشتهر به السعوديون منذ القدم.

وعن هذا النوع من القهوة يوضح أبو محمد الدوسرى، يعمل في إعداد وتجهيز القهوة العربية بالسعودية منذ عشرين عاما لـ"اليوم السابع"، أن القهوة العربية هي موروث شعبى مهم في المملكة، تختلف قليلا من منطقة إلى أخرى، فالقهوة الدوسرية تختلف فى بعض مكوناتها ولونها ونكهتها عن بقية المناطق . 

مكانة خاصة

وأكد الدوسرى، أن القهوة العربية رمز لكرم الضيافة وواجب أساسى من واجباتها وإذا لم يتناولها الضيف فهذا يعد انتقاصًا من قدر المضيف وتناولها يمثل تقديرا واحتراما من الضيف للمضيف ويدلل على سمو خلقه، ويحرص زائرو المملكة والسياح على تناولها لطعمها القوى المميز، كما يحرص الكثير منهم ليس على تناولها فقط بل على تعلم طريقة إعدادها أيضًا.

e969c466-2873-4867-922e-927489b3a12e
 

ويؤكد أن مكانة القهوة العربية تأتى من كونها تقاليد وأعراف متوارثة، فهى جزء من حضارة المجتمع العربي والسعودى، وتحتل مكاناً بارزاً في مجالسنا، ولها أفضلية لدينا لا يضاهيها أى مشروب آخر أو حتى وليمة.

كيف يتم إعدادها وتقديمها

للقهوة العربية طقوس في طريقة صنعها وتقديمها للضيف وطريقة تناولها أيضا فهذا أيضا ركن من أركان كرم الضيافة عند العرب.

وعن طريقة إعداد القهوة يوضح أنه يتم أولًا وضع حبوب البن على النار، بواسطة "المحماسة" وهو عبارة عن إناء معدني مقعر، ويتم تحريك البن بواسطة عصيتان من الحديد، تشبهان الملعقة الطويلة، حتى تنضج ثم تطحن القهوة بواسطة  "النجر" وهو إناء معدني، و يتم تسخين كمية من الماء في الأبريق حتى الغليان، ثم يتم وضع مسحوق القهوة البرية بعد 10 دقائق ثم يضاف عليها "البهارات" أو "الهيل" ثم يضاف لها خليط خاص من الحليب والزنجبيل والعويدى والقرنفل ويضاف لها الزعفران لإضفاء اللون الذهبى على القهوة، ثم يتم صبها في الدلة النحاسية ومنها إلى فناجين دائرية صغيرة مع التمر، على ألا تتجاوز القهوة ثلث الفنجان، ومن المفضل إضافة فنجانٍ آخر للضيف حال انتهائه من تناول الأول ويسمى الفنجان الأول عند البدو فنجان الضيف، والثاني فنجان الكيف.

أيو محمد الدوسرى
 

ومن أصول تقديمها أن يقوم المضيف قبل تقديم القهوة لضيوفه، بشرب الفنجان أولًا للتأكد من أنها جاهزة للتقديم ويمسك بالدلة بيده اليسرى والفناجين بيده اليمنى، ويقف احتراما للضيف، ثم ينحني قليلاً عند صب القهوة من الدالة، ثم يقدم الفنجان للضيف بيده اليمنى، مع مراعاة الإمساك بالفنجان من الوسط والأسفل، وعلى الضيف أن يتناول فنجان القهوة بيده اليمنى، وأن يكون منتصبًا في جلسته ويبدأ المُضيف بصب القهوة وتقديمها للضيوف بالترتيب من اليمين عملا بالسنة الشريفة، ويراعى أن تقدم القهوة أولًا للرجال قبل النساء ولأكبر الجالسين سنًا وأرفعهم مكانًة، ولا يصح أن يصب القهوة الكبير في وجود من هو أصغر منه سناً، وعلى من يصب القهوة ألا يجلس أبداً، حتى ينتهي جميع الحاضرين من شربها.

222
 

وكما لتقديم القهوة أصول فإن لشربها أصول أيضا، فلا يجوز وضع الفنجان على الأرض قبل الشرب ولا بعد، ومن بين تلك الأصول أيضًا تحريك الفنجان يميناً ويسارًا ثم تناولها بسرعة، وفى حال عدم رغبة الضيف بالمزيد من القهوة عليه أن يضع أصابع يده اليمنى فوق فوهة الفنجان، أو تحريك الفنجان بعد الانتهاء منه يمينا ويسارا عدة مرات، وهو بين السبابة والإبهام.

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع