لا تزال سيدات قرية الأشرم بمحافظة الشرقية، تحرصن على إحياء التراث الشرقاوى والتمسك بعادات الجدات والأمهات الخبيز داخل الفرن الفلاحى وطهى الأرز المعمر والفول المدمس به، حيث تستيقظ السيدات مع بزوغ الفجر يشعلن النيران به قطفات قش الأرز والحطب، لإعداد أشهى المخبوزات الفلاحى والأرز المعمر برائحته الذكية، فى جو أسرى تفوح منه رائحة الزمن الأصيل و تطيب له النفس وتسعد؛ ليحافظوا على طقوسهم وعاداتهم القديمة.
"العيش الفلاحى حياتنا" هكذا عبرت الحاجة رئيسة، كما يلقبها أهالى بلدتها بقرية الأشرم بمحافظة الشرقية، معبرة عن حالة الرضا بداخلها منذ 10 سنوات عندما أقامت فرن فلاحى أمام المنزل وتركته لوجه الله لتخبز سيدات العزبة معبرة عن حبها للعيش الفلاحى بعبارة "العيش الفلاحى حياتنا".
وأوضحت : لا تزال العديد من السيدات يذهبن مع أزواجهن للحقول لرعاية الأرض وجمع المحاصيل، ويحتفظون بالفرن الفلاحى والكانون لطهى الأرز المعمر والمحشى وإعداد المخبوزات الفلاحي، مشيرة إلى أن حياتهم ببساطتها وهدوئها وأصالتها تعنى لهم الحياة وما فيها وكنز ثمين لا يقدره سوى من كافح وشقى فى سبيل الأرض.
وتابعت أن القرية لا تزال تحتوى على أكثر من فرن فلاحى موزعين على أنحاء العزبة يزيد عمرهما عن 20 عاما، يستفيد منهم جميع الأهالى فى الخبيز وطهى البطاطا والفول المدمس والأرز المعمر، موضحة أن أفران القش ليست ملكا لأحد، بل هى ملك الجميع وميراث يتوارثه جيل بعد جيل، مثله مثل الأرض.
وأشارت إلى أن يوم الخبير بمثابة عيد يجتمع فيه الجيران مع بعضهم البعض كبارهم وصغارهم أمام الفرن الفلاحى، يقطعون بأيديهم قطع العجين الصغيرة، يسلون وقتهم بالغناء وسرد الحكايات، مشيرة إلى أن الفرن الفلاحى عادة أصيلة تخدم جميع أهالى القرية منذ سنوات طويلة وتجمعهم مع بعضهم البعض على الحب والتعاون والألفة.
فيما سردت "راوية" صاحبة الأربعين عاما إنها تعمل خبازة منذ أكثر من 15 عاما وتعلمت الخبيز فى طفولتها على يد والدتها ثم اتخذته حرفة تتكسب منها وتعمل على تحسين دخلها لمساعدة زوجها على المعيشة، موضحة أنها تتواجد أمام الفرن منذ الصباحات الأولى لليوم وتظل تعمل فى الخبيز حتى نهاية اليوم، معبرة عن سعادتها بمهنتها التى تعمل فيها منذ طفولتها.
الاهالى بالشرقية يتناولون الفطار بالعيش الفلاحى
الحاجة رئيسة تبرعت بالفرن لوجه الله
الحاجة رئيسة
العيش الفلاحى
فرحة الاطفال بالعيش الفلاحى
هذا الخبر منقول من اليوم السابع