انطلاق الدورة الـ5 من مهرجان الجونة الخميس المقبل بمنح أحمد السقا جائزة الإنجاز الإبداعى.. منة شلبى وكاملة أبوذكرى وتامر عشرى وأروى جودة فى لجان تحكيم المهرجان.. ومعرض للمخرج كريستوف كيشلوفسكى إحياء لذكرى وفاته

تنطلق بعد غد الخميس فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائى، وهو المهرجان الذى اختار النجم أحمد السقا، لتكريمه فى حفل افتتاح المهرجان، حيث يمنحه المهرجان جائزة الإنجاز الإبداعى، وهى الجائزة التى تخصص للسينمائيين الذين ترك عملهم والتزامهم بالسينما علامة لا تمحى فى مجال مسيرتهم الإبداعية، خاصة أن أحمد السقا رسم مع قلائل من أبناء جيله، صورة السينما المصرية بشكلها المعاصر، على مدار نحو ثلاثة عقود من الزمن، قدم خلالها العشرات من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات.

منة شلبي

ويقدم مهرجان الجونة، والذى تستمر فعالياته حتى 22 أكتوبر الجارى، من خلال جسر الجونة السينمائى والذى يعتبر نقطة لقاء ومنتدى للحوار بين السينمائيين عددا من الورش والحلقات النقاشية ومنها السينما كأداة للتغيير المجتمعى، وهل يمكن لصناعة الأفلام غير الروائية أن تكون حقا قوة للتغيير؟، إضافة إلى حلقة نقاشية بعنوان «التوزيع.. المبادئ الأساسية لصناع السينما الشباب»، وحلقة «تصوير مصر القديمة فى السينما»، فيما يقدم جسر الجونة عددا من المحاضرات، منها محاضرة مع زبيجنيف زاماجوسكى، حيث يتحدث الممثل السينمائى والمسرحى الشهير، عن تجربته فى العمل مع المخرج كريستوف كيشلوفسكى فى فيلم «ثلاثية الألوان: أبيض»، فيما يقدم المهرجان محاضرة لستيفان جرامبارت، حول سرد القصص  التفاعلية، بالتعاون مع جامعة رايرسون بالقاهرة.

بشرى

ويقدم المهرجان محاضرة مع دارين أرنوفسكى، المخرج وكاتب السيناريو الحائز على عدد من الجوائز، وقدم أفلام «قداس لحلم» «أم» و«البجعة السوداء»، ورشح لجائزة أوسكار كأفضل مخرج عن فيلم البجعة السوداء، بطولة ناتالى بورتمان، والتى حصلت على جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها بالفيلم. 

فيلم عرنوس 

فيما يفتتح المهرجان فى ثانى أيامه معرض المخرج البولندى الشهير كريستوف كيشلوفسكى، وهو إحياء للذكرى الخامسة والعشرين لوفاته، ويصمم ويجهز المعرض منسق المناظر ومهندس الديكور الشهير أنسى أبو سيف، ويضم المعرض 23 ملصقا من متحف السينما فى لودز، وكلها مستوحاة من أفلام كيشلوفسكى. 

فيلم عرنوس 

كما يتضمن المعرض مواد أصلية من أرشيف السينما «سينماتيك»، بإجمالى 50 صورة لملصقات وصور من أفلام كيشلوفسكى الأيقونية، تظهر مواقع وعمليات التصوير إلى جانب صور شخصية للمخرج.

‎المهرجان تنقل فعالياته قناة on كشريك إعلامى، ويشارك فى لجنة تحكيمه الفنانة المرشحة لجائزة الإيمى منة شلبى، فى لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، والمخرجان كاملة أبو ذكرى وتامر عشرى، فى لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فيما تشارك الفنانة أروى جودة فى عضوية لجنة تحكيم جائزة نجمة الجونة الخضراء، والتى استحدثها المهرجان هذا العام، وهى الجائزة التى ستمنح للأفلام المعنية بالبيئة، وستختار لجنة التحكيم من الأفلام المشاركة فى جميع الأقسام التى تعرف أو ترفع الوعى بقضايا البيئة أو علومها أو الحياة البرية، إضافة إلى الأفلام المعنية بالاستدامة البيئية وأهميتها.

فيلم خديجة

من جانبه، قال انتشال التميمى، مدير مهرجان الجونة، لـ«اليوم السابع»، إن ملامح الدورة الخامسة من عمر المهرجان هى نفس ملامح الدورات الماضية بنفس المفهوم، حيث تشمل برنامجا سينمائيا ضخما وفعاليات عديدة ومجموعة من الندوات المختلفة، وكل سنة نتعلم من الأخطاء والنجاحات السابقة.

وأضاف انتشال التميمى، التحديات التى قابلناها العام الماضى من فيروس كورونا، جعلت هناك ثقة كبيرة وجعلت العاملين بالمهرجان قادرين على التحدى والمرور فى كل الصعاب والنجاح، موضحا أن نجاح الدورة الأولى منح المهرجان ثقة كبيرة للاستكمال، وكل سنة تمر على المهرجان نتعلم أكثر وثقتنا بنفسنا تكبر، وبالتالى فهذه الدورة أكثر استعدادا وسيطرة.

وتابع: نستقطب العرض الأول فى المنطقة العربية لجميع أفلامنا سواء داخل المسابقة أو خارجها، واستطعنا استقطاب العروض الدولية الثانية وهذا منح زخما للبرنامج.

فيما قالت الفنانة بشرى، المؤسس المشارك ورئيس العمليات لمهرجان الجونة السينمائى، لـ«اليوم السابع»، إن مهرجان الجونة صنع معادلة مختلفة، حيث جعل النسبة الأكبر من إدارته للنساء، حيث كسر الفكر الروتينى، وخلال الأربع دورات السابقة سنجد أن العمل هو من يتحدث عن صاحبه، فالانتقادات التى تعرضنا لها كانت لعام أو اثنين، ولكن مع استمرارالنجاح ستختفى.

وأضافت الفنانة بشرى: "وصولنا للدورة الخامسة من المهرجان دليل أننا لا نعبث بل نعمل بكد وجدية كبيرة، ولم أفكر أن أصفى حساباتى من خلال منصبى، لأننى لدى هدف أكبر وأسمى وهو فى البداية «مصر» وشكلها الثقافى والسياحى والحضارى أمام دول العالم، وتربية كوادر شباب قادرة على صنع القرار وقادرة على إدارة المهرجان بعد تدريب لعدة سنوات".

وتابعت بشرى: "من أهم مكاسب المهرجان أننا أصبحنا نصدر هؤلاء الشباب ليساعدوا فى مهرجانات وليدة أخرى وجديدة فى المنطقة العربية، وحتى عندما نذهب لمهرجان القاهرة السينمائى سنجد شباب مهرجان الجونة فى كل مكان، وأعتبر هذا هو النجاح الحقيقى، فالرحلة لم تكن سهلة أبدا، وكان بها الكثير من الباطل والافتراء والظلم، ولكن إن كنا قد ركزنا على ذلك لم نكن وصلنا إلى الدورة الخامسة من عمر المهرجان".

وعن ترشيح نجمة من النجمات لجائزة الإنجاز الإبداعى، قالت بشرى: فى الدورات السابقة بالفعل تم ترشيح أكثر من نجمة ولظروف ما اعتذرن إما بسبب ظروف شخصية أو بسبب فيروس كورونا، فطرح اسم نجمة لتلك الجائزة موجود بالفعل طوال الوقت، كما تسلمتها مى المصرى ودرة أبو شوشة، وحتى لو لم يكن نجمات مصريات، ولكن فى النهاية هن سيدات والمهرجان هو مهرجان دولى، وستكون هناك مفاجآت فى المهرجان لآخر لحظة.

أحمد السقا

أما المخرج أمير رمسيس، المدير الفنى لمهرجان الجونة، فقال فى تصريحات لـ«اليوم السابع»: "إن الدروة الخامسة لمهرجان الجونة يوجد بها عدد كبير من الأفلام العربية والمصرية المشاركة". وأضاف: "هذا العام هناك زخم كبير فى الأفلام العربية والمصرية ما يجعلك كمدير فنى تحتار فى الاختيار منها".

وتابع: "مهرجان الجونة بدأ كبيرا وهو ما أعطى مساحة ثقة بينه وبين موزعى الأفلام، ومهرجان الجونة تحول لاسم كبير، وأصبح معروفا فى المهرجانات الدولية ووسط صناع الأفلام والمنتجين".

انتشال التميمي

وبسؤال أمير رمسيس، عن الاتجاه الجديد لشباب السينمائيين فى مصر وقدرتهم على تقديم تجارب مغايرة، مثل فيلم «كباتن الزعترى» للمخرج على العربى، وفيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيرى، وهى تجارب مصرية وصلت للعالمية، علق أمير قائلا: «لا تستطيع رؤية المشهد السينمائى المصرى دون أن تلاحظ أن هناك اتجاها جديدا فى صناعة السينما المصرية، من خلال مخرجين وصناع أفلام حققوا نجاحات عديدة، وهم جيل جديد لا نستطيع أن نقول إنهم ظهروا حالا، لأن لديهم صبرا كبيرا ودأبا على الأعمال، فمثلا فيلم كباتن الزعترى تم تصويره فى سنوات طويلة، وهو ما لا يتوافر فى عدد كبير من أفلام السينما المصرية، حيث إن آفة السينما المصرية حاليا هى السرعة، الفيلم يكتب ويصور فى 5 أشهر فقط.

وفى سياق متصل، تشهد مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الجونة العديد من الأعمال المهمة عربيا، منها فيلم «خديجة» للمخرج مراد مصطفى، وهو إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا، ويتناول قصة خديجة، أم شابة تبلغ من العمر 18 عاما، وتعيش بمفردها مع طفلها بعد أن غادر زوجها للعمل فى مدينة نائية، وفى أحد الأيام تشق طريقها عبر صخب شوارع القاهرة للقيام ببعض الزيارات، حيث تشعر بعدم الارتياح مما يحيط بها، وفيلم «سقالة» للمخرج بلال بالى، وهو فيلم تونسى، تدور أحداثه حول فتاة شابة تعمل فى حانة، وذات مساء تصل متأخرة إلى عملها، ولا تستطيع الفرار من غضب مديرها وتهديده لها بالفصل، ولا حتى من تحرش زميلتها. 

كما يشارك فيلم «عرنوس» من الأردن للمخرج سامر البطيخى، وهو الفيلم الذى يدور خلال يوم عادى فى ساحة تسوق فى عمان، ويستعد سامى الطفل الساذج المدلل «15 عاما» مع محمود بائع الذرة المحتال الذكى «15 عاما» لتنفيذ خطة سرقة هدية غير متوقعة، ليثير بها إعجاب حبيبته، لكنهما لا يدركان حقيقة التقلبات والمنعطفات التى قد تعترض طريقهما. 

ومن مصر أيضا يشارك فيلم «القاهرة - برلين» للمخرج أحمد عبدالسلام، وهو إنتاج مشترك بين مصر والمملكة المتحدة، ويتناول العمل قصة ترتيب الشابة نور للفرار سرا من وطنها، قبل ساعات من سفرها، تخوض رحلة من الصراعات مع مجتمع أبوى متسلط وتحارب أيضا من أجل الاحتفاظ بسرها الدفين.

ومن الأردن أيضا يشارك فيلم «ليل» للمخرج أحمد صالح، وهو إنتاج مشترك مع ألمانيا وفلسطين، وهو الفيلم الذى عرض عالميا للمرة الأولى فى المسابقة الدولية للأفلام القصيرة «نمور الغد» فى مهرجان لوكارنو السينمائى 2021. 

أما من السعودية فتشارك المخرجة فايزة أمبه، بفيلم «نور شمس»، وشمس هى أم وحيدة تعمل سائقة أوبر فى مدينة جدة بالسعودية.  

صفحة الفن فى اليوم السابع