"س" & "ج".. ما هو تنظيم "فارك" الإرهابى؟ وفى أى بلد يقع؟.. لماذا نتحدث عنه الآن؟ وما علاقته بالتطرف والعنف فى الشرق الأوسط؟ وكيف يمكن أن تستفيد الدول العربية وخاصة مصر من تجربته؟

تحتفل كولومبيا هذه الأيام بانتهاء تنظيم القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، وهو الحركة الإرهابية المسلحة الأعنف فى تاريخ، ليس كولومبيا فحسب؛ بل فى تاريخ أمريكا اللاتينية بالكامل، ولأن هذا الحدث يلقى بظلاله على واقع تعيشه أغلب دول منطقتنا فى الشرق الأوسط؛ فمن المفيد التعرف على تنظيم فارك الذى مارس أعماله العدائية ضد الدولة الكولومبية والشعب الكولومبى لما يزيد عن خمسين عاما (1964 ـ 2017)، ومعرفة أن أى عمل مسلح مهما طال ينتهى بتسليم السلاح والاعتراف بالدولة وليس بالجماعات التى تحمل السلاح.

ميليشيات فارك كانت تضم عددا من الأطفال كما يبدو فى الصورة

"س": ما هو "فارك"؟

"ج": هو اختصار لما عُرف فى التاريخ الكولومبى الحديث والمعاصر باسم "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" التى صنفت كتنظيم إرهابى دولى ووضع قادتها على لوائح الإرهاب فى أمريكا وأوروبا وأغلب دول العالم، وتكتب بالإسبانية Fuerzas Armadas Revolucionarias de Colombia (FARC).

إحصاء عن ما تسبب فيه فارك من خسائر مادية وبشرية

"س": ومتى نشأ؟

"ج": نشأ التنظيم فى منتصف عقد الستينيات فى كولومبيا وتحديدا فى العام 1964 فى أعقاب انتقال السلطة إلى الرئيس جوستافو روخاس.

النساء كن يقاتلن جنبا إلى جنب مع الرجال

"س": فى أى بلاد يقع؟

"ج": تواجد تنظيم فارك المسلح فى كولومبيا وتمركز فى مساحات واسعة من الأراضى الكولومبية خاصة تلك المناطق الحدودية التى تكثر فيها الغابات وتقع على الحدود مع الإكوادور كما تواجد فى أماكن من الجمهورية الإكوادورية أيضًا.

"س": ولماذا نشأ التنظيم؟

"ج": نشأ التنظيم فى البداية للدفاع عن الحركات اليسارية المسلحة التى كانت منتشرة حينها فى أمريكا اللاتينية وبالفعل تكون من اليساريين والشيوعيين، وسرعان ما تحول إلى جماعات تعمل فى مجال الجريمة والإرهاب وتجارة المخدرات والرقيق الأبيض.

قوات فارك الكولومبية تستعد لتسليم سلاحها إلى الأمم المتحدة

"س": لماذا نتحدث عنه الآن؟

"ج": لأنه أبرم اتفاقية سلام مع الحكومة المركزية فى كولومبيا العام الماضى، وتم التوقيع على اتفاقية تاريخية بين الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس والقائد الأعلى للقوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك" تيمولين خيمينيز، فى العاصمة الكوبية، هافانا، يوم 23 يونيو 2016، إلا أنه أعلن انتهاء عمله تماما هذه الأيام.

قوات فارك كانت تتمركز فى مناطق الغابات

"س": وما علاقة "فارك" بالإرهاب فى الشرق الأوسط؟

"ج": نشأ تنظيم فارك وحارب القوات الحكومية وقتل من المدنيين حوالى 177.307 نسمة، فضلا عن أن عملياته العسكرية الإرهابية خلّفت أكثر من 5 ملايين مواطن تم تهجيرهم من أماكنهم، والآن أنهى عملياته تماما وحل نفسه وشرع فى تسليم سلاحه إلى الأمم المتحدة، وهنا يمكن للجماعات الإرهابية المسلحة بالإقليم ـ وتحديدا فى مصر ـ أن تتعلم من الخبرة الكولومبية لتعرف أن أى عداء ضد الحكومات والشعوب مهما طال سينتهى بالتسليم، وهذه هى العلاقة التى نريد أن نلقى الضوء عليها.

كولومبيا

"س": وكيف يمكن أن تستفيد الدول العربية وخاصة مصر من تجربته؟

"ج": من المؤكد أن الدول العربية التى تعانى من وجود جماعات عنف مسلحة مناهضة للحكومات والشعوب، وخاصة مصر، التى تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب فى سيناء وفى المناطق الحدودية بالصحراء الغربية، من شأنها أن تتعامل مع هذا الخبر بارتياح وأن يبث هذا الأمر الطمأنينة بداخلها؛ إذ إن استسلام فارك وتسليمه السلاح من شأنه يرسخ فى عقيدة الدول أن الحرب ضد الإرهاب، حتى وإن امتدت لسنوات طويلة، ستنتهى بالنصر.

نظرة على كولومبيا من خريطة الأقمار الاصطناعية