عريس السماء أبكى الآلاف بالأقصر .."محمود" شاب جزار بقرية الغريرة فارق الحياة إثر آلام بالصدر قبل خطوبته بساعات.. أقاربه: كان حسن الخلق مع الجميع..وترزى أعد له ملابس الخطوبة: كان شابا مبهجا ولم يقصر مع أحد

من يحبه الله يخلد ذكراه فى الأرض بعد وفاته، وخير مثال لتلك الكلمات الشاب "محمود عبد الراضى كرار" الذى يعمل جزار داخل قرية الغريرة بمدينة إسنا، وكان يستعد لحفل خطوبته على الطراز الإسناوى الشهير اليوم الخميس، ولكنه بعدما قام بشراء ذهب العروسة واحتفل مع أسرته وأصدقاؤه بقرب حفل خطوبته، توجه للنوم ولكنه أصيب بآلام شديدة فى الصدر وذبحة صدرية شديدة وتوفى قبل الوصول للمستشفى.

 

العريس

"اليوم السابع" زار قريته فى يوم خطوبة عريس السماء المقرر لها مساء اليوم الخميس، والتقى بعدد من أقاربه وجيرانه فى مكان عمله، حيث قال الحاج كمال عبد الصبور عم العريس المتوفى، إن محمود كان من الشباب ذوى الخلق الجميل والجميع كان يحبه لوقوفه بجانب الجميع فى كل أمور حياتهم ولم يقصر مع أحد فى أى شيئ، مؤكداً أن وفاته جاءت فجأة وأثرت فى جميع أبناء البلده والقرى المجاورة، فهو بحكم عمله جزار يتعامل معه الجميع فى قرية الغريرة والقرى المجاورة.

وأضاف الحاج كمال لـ"اليوم السابع"، أنه كان يحترف مهنة الجزارة ويبلغ من العمر 26 سنة، وكان صاحب عقل كبير ويجمع الأطفال حوله لإدخال البهجة والسرور فى قلوب الجميع، قائلا: "نحسبه عريس فى الجنة وكان قبل وفاته يجوب كافة المنازل لدعوة جيرانه على حفل خطوبته اليوم الخميس، وعزم كل احبته وأصدقاؤه بالقرية وخارجها".

وأوضح عم العريس المتوفى قبل خطوبته بيومين، أنه عزم أكثر من نصف القرية وكان يجوب كل منزل بنفسه بدراجته البخارية لحضور وليمة حفل خطوبته، ومازحته عند زيارته لمنزلنا أنى سأكون منذ الصباح الباكر فى منزله للإفطار والغداء والعشاء فى منزله، وقال لى "تنور ياعمى كمال"، مؤكداً أنه كان محب لعمل الخير وكان له عدة أعمال خيرية فى كل أرجاء القرية وخارجها.

فيما يقول محمد المطعنى إبن قرية الغريرة وصديق الشاب المتوفى، أنه ظل يعمل بمهنة الجزارة لعدة سنوات لتوفير الرزق الحلال له ولأسرته وتجهيز نفسه للزواج، وبعدما عثر على إبنة الحلال وتقدم لخطبتها، وقام برفقة أسرته بالتوجه لأحد محلات الذهب لشراء شبكة العروسة للإحتفال معها وأسرتها اليوم الخميس، ولدى عودته قام بدعوة كافة أصدقاؤه على حفل خطوبته، وتوجه للنوم بمنزله ولكنه أصيب بأزمة صدرية وتوفى فى الحال قبل نقله للمستشفى.

وأضاف محمد المطعنى لـ"اليوم السابع"، أن جميع أبناء قرية الغريرة كانوا يحبون ويحترمون عريس الجنة محمود عبد الراضى، فهو كان ذوى أخلاق عالية مع الجميع، وكان من الرجال الذين يتواجدون فى مختلف المناسبات السعيدة والحزينة بالقرية، ولم يتعرض بأذى لأى شخص فقد كانت حياته كلها عمل واحترام مع الجميع.

عريس الأقصر المتوفى

وقال عادل الترزى جار العريس المتوفى، وهو قبطى يعمل بالقرية ويقيم داخلها منذ سنوات، أنه قام بتفصيل ملابس الخطوبة له للإحتفال مع أسرته وجيرانه، داعياً الله أن يسكنه الجنة ويغفر له ويرحمه، مؤكداً أن أخلاقه كانت آية فى الإحترام والأدب مع الجميع، وكان الكل يحبه لروحه المرحة الجميلة ولم يكن يتشاجر مع أحد نهائياً ومن يريد تغيير اللحمة التى إشتراها منه يقوم بتغييرها بكل هدوء.

أما إبن عمه وسام كمال قال:- "محمود اتخطف فجأة وقبل وفاته بيوم كلمنى هاتفياً كى أشاركه زيارات المنازل لدعوة أبناء المنطقة على حفل خطوبته وشبكته التى كان ينوى إقامة وليمة كبيرة لكل أبناء القرية، ولكنه تحول ليزوره جميع أبناء القرية فى سرادق عزاؤه، وقمنا بحجز بدلة الفرح ولكنه كان يزف نفسه للمغادرة إلى الجنة ليكون عريس الجنة".

وفاة عريس قبل زفافه

وأضاف إبن عم عريس السماء، أنه لم يصدق حتى الآن أنه توفى حيث أن جميع عائلته كانت تستعد لتنظيم حفل خطوبته والإحتفال به بعد سنوات من العمل ووصول سنة إلى 26 سنة، داعياً الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويغفر له ويجعله عريس فى الجنة.

فيما قال تقى مرزوق حلاق قبطى يعمل بالقرية منذ 12 سنة، ومقيم بقرية المحاميد بمدينة أرمنت بجوار قرية الغريرة، إن محمود جاره منذ سنوات وهو من خيرة الشباب حيث أن الجزار فى الطبيعى يعمل فى صمت ويجلس داخل محله، ولكن محمود كان يغنى فى الشارع ويبتهج مع الجميع ويمزح مع كل أبناء القرية ولم يكن يغضب من أى شخص خلال البيع والشراء، مؤكداُ أنه طلب منه الإستعداد يوم الخميس لكى يحلق له حلاقه الشبكة والخطوبة، ولكنه فوجئ بنبأ وفاته الذى يعتبر صدمة كبيرة له لم يفوق منها حتى الآن.

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع