فى الوقت الذى يهرب فيه الكثير من مواجهة مصابى فيروس كورونا، لم يتردد الشاب الواعظ فى مد يد العون والتطوع لتغسيل ضحايا كورونا، وكذلك نقلهم من خلال سيارة نقل الموتى لدفنهم فى المقابر.. فمنذ بداية انتشار الفيروس بالموجة الأولى تطوع مع مجموعة شبابية لرش وتعقيم المدينة وكذلك القري، ورش المنازل التى تظهر فيها حالات كورونا ، بالإضافة إلى تعقيم المؤسسات الحكومية وتوزيع الكمامات والكحول على المواطنين، لتستمر مسيرة العطاء فى التطوع لتغسيل الموتي.
الواعظ بالأزهر قرر أن يتطوع فى مهمة صعبة ليتاجر مع الله رغم مخاوف الكثير من الإقدام على هذه التجربة، فخصص وقته لنقل ضحايا كورونا أينما إحتاجه الأهالى عن طريق سيارة نقل الموتى التى تبرع بشرائها الأهالى لتساهم فى رفع معاناة أهالى المتوفين الذين لا يجدون سيارات خاصة تنقل موتاهم إلى المقابر لخوف السائقين من متوفين كورونا.
قال الشيخ عبد الناصر مناع، وشهرته عبد الناصر الأزهري، واعظ بالأزهر وعضو لجنة مصالحات، إن بداية مشاركته فى التطوع كانت فى الموجة الأولى بتعقيم الشوارع والمنازل التى ظهرت فيها الحالات وبعد ساعات من ظهور حالة فى إحدى القرى ذهب مع الطب الوقائى لتعلم كيفية تعقيم الأماكن والتعاون مع شركة مستلزمات طبية لتوفير المستلزمات التى تستخدم فى التعقيم، لافتًا أنه مع مجموعة من الشباب بدأوا فى تعقيم الشوارع والمؤسسات الحكومية وكذلك ماكينات الصراف الآلى وتوفير مناديل للأشخاص للإستخدام مرة واحدة.
وأوضح الشيخ عبد الناصر الأزهري، أنه تعلم التغسيل الوقائى وهو تغسيل المتوفى على الطريقة الوقائية وفى الوقت الحالى يتخذ الإجراءات الوقائية أثناء التغسيل، مضيفًا أن بداية التطوع كانت عن طريق نقل حالات كورونا المتوفاة عن طريق سيارة نقل الموتى والتعامل بحذر وبدون خوف فى نفس الوقت لمساعدة الدولة المصرية ومؤسساته وكذلك نقل المصابين إلى المستشفي.
ولفت الأزهري، أنهم استطاعوا شراء سيارة تكريم الموتى التى تستخدم فى نقل حالات كورونا وذلك لخوف أصحاب السيارات من نقل ضحايا كورونا أو توصيلهم إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن أهل المتوفين يتواصلون معه ويتحرك إلى المستشفى عن طريق السيارة لنقل المتوفي، كما أن هناك حالات تحتاج إلى غسل قبل النقل يقوم الشاب الواعظ بتغسيلها ونقلها بعد ذلك.
" أهل المتوفى محدش عايز يقرب منه"، هكذا تابع الشيخ عبد الناصر الأزهري، حديثه عن المواقف الصعبة التى تعرض لها خلال تطوعه لتغسيل ضحايا كورونا، وهى رفض أهل متوفى الإقتراب منه أو إستلامه أو رؤيته قبل النقل، كما أنه لم يجد أحد يساعده فى نقل المتوفى ورفعها إلى سيارة نقل الموتي، مما دفعه إلى الإستعانة بأحد الممرضين المتواجدين، مضيفًا أنه بعد التعامل مع حالات كورونا يفضل عزل نفسه لفترة مؤقته بعيدًا عن والدته التى تعيش معه فى المنزل خوفًا من إصابتها بكورونا ولاسيما أنها مسنة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع