صورة لن تراها إلا فى مصر، تلك حكاية مقام الشيخ حسين العطار الذى يتوسط منزل عائلة القساوسة بقرية صندفا التابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، تلك العائلة التى ورثت رعاية مقام الشيخ حسين منذ ما يقرب من 200 عام .
وقال القس مرقص القس رقم 29 فى عائلة القساوسة بقرية صندفا ببنى مزار التابعة لمحافظة المنيا، إن جده "حنا" كان صديق الشيخ حسين العطار والشيخ حسين هو أحد المتصوفين، وكانت تربطهما علاقة حميدة جدا.
وأضاف القس مرقص لـ"اليوم السابع": "اشترى جدى قطعة الأرض والتى كان يقيم عليها الشيخ حسين العطار داخل خيمة، متابعا: "الشيخ حسين سأل جدى لمغادرة المكان عقب شرائه قطعة الأرض إلا أن جدى رفض وبنى غرفة للشيخ حسين بداخلها".
وتابع القس مرقص: كانت هناك وصية داخل العائلة بضرورة تطوير غرفة الشيخ حسين فى كل مرة نقوم فيها بتطوير المنزل، مشيرا إلى أن الشيخ حسين طلب من جدى دفنه بجواره فى الغرفة.
وأضاف القس مرقص: دفنا الشيخ حسين داخل الغرفة وأقامنا ضريحا له وكان يجرى فيها جلسات المديح والذكر وكنت أحضرها.
ولفت القس مرقص، إلى أن الشيخ حسين كان من الأثرياء جدا وعائلته كبيرة، ولكنه ترك كل ماله وكل متاع الدنيا، إلى حب الله، واستطرد قائلا: توالت الأجيال على المنزل، وكان مقام الشيخ حسين مبنيا بالطوب اللبن، ولكن جدى إبراهيم عندما قرر بناء المنزل، قام ببناء ضريح الشيخ حسين مع المنزل، تنفيذا لوصية الشيخ لجدنا الكبير، أن يظل مقامه ولا يسلمه لأحد، وكانت الوصية تتضمن عدم نقل الجثمان، والرعاية .
وأضاف القس مرقص، نحن شعب متدين بطبعه، وعلى سبيل المثال اللغة العربية، هى لغتنا وجعلناها لغة مصرية .
ولفت القس مرقص، إلى أن العلاقة بين أبناء مصر علاقة خالصة ليس لها أى علاقة بأى شىء سوى كوننا مصريين، وقال القس مرقص: كان هناك صندوق داخل مقام الشيخ يوضع به النذور لكن لم يكن لنا علاقة بها، وكانت أم صلاح هى من تقوم على خدمة الشيخ والمقام مع جدتى، وتلك السيدة نموذج متميز فى السماحة والمحبة، فقد كانت تقضى معظم وقتها داخل المقام، بعد أن سلمناها المفتاح، بعد وضع الباب عليه، وكنت أقول لأم صلاح يا جدتى مثل جدتى لأبى، وكان هناك الكثيرين يأتون إلى مقام الشيخ، لكن مع تلك الظروف قليل جدا من يأتى إليه .
وأكد أن جدتى التى تجاوزت 100 عام وهى من كانت تقوم على خدمة مقام الشيخ حسين، عقب زواجها من جدى فى صغرها، وهى طقوس مستمرة على مدار الأجيال قاربت على 200 سنة، وسوف نورثها لأبنائنا، وهو الحفاظ على مقام الشيخ حسين ونظافة المكان.
وأكد القس مرقص، أن مقام الشيخ حسين موجود فى حجة المنزل الخاص بالعائلة، ولكن هذا الجزء نوصى به أبناءنا، فى الحفاظ عليه وعدم المساس به، وذلك تنفيذا لوصية الشيخ حسين لجدنا تلك الوصية التى نعتبرها قانونا لا يمكن مخالفته، وكنت وأنا طفل صغير أحضر وأشارك فى حلقات الذكر التى كانت تقام للشيخ، وقال إن الحفاظ على الوصية إحياء لذكرى الأجداد .
فيما قال الشيخ حسن إبراهيم شيخ معهد صندفا وخطيب مسجد، إن نموذج الشيخ حسين وعائلة القساوسة نموذج متميز وهو موجود فى كل مكان بصورة واضحة، وهذه مصر بعيدا عن أى شىء، مصر العصية على الهدم، فذلك نموذج قوى بعيدا عن أى شىء .
هذا الخبر منقول من اليوم السابع