رفع الرئيس الأمريكى، جو بايدن شعار "الأمل" فى أول خطاب رئيسى للأمريكيين منذ توليه منصب رئاسة البلاد بمناسبة مرور عام على تفشى وباء كورونا فى الولايات المتحدة ليحصد أرواح أكثر من نصف مليون شخص، مشددا على أن الوضع سيتغير قريبا لاسيما مع تمرير حزمة إغاثة مقدرة بـ1.9 تريليون دولار.
سعى الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى تهدئة الأمريكيين فى أول خطاب رئيسى له حيث وجه الولايات بجعل جميع الأمريكيين البالغين مؤهلين للحصول على لقاحات فيروس كورونا بحلول 1 مايو ووضع هدفًا جريئًا لعودة الحياة إلى طبيعتها بحلول 4 يوليو للاحتفال بـ "عيد الاستقلال" بانتهاء الوباء القاتل.
لكنه حذر فى أول خطاب والذى يصادف ذكرى إغلاق أمريكا من أنه يمكن إعادة القيود إذا تخلت الأمة عن حذرها من الفيروس.
ومع اقتراب مشروع قانون التحفيز الاقتصادى من إعطاء دفعة للاقتصاد، وزيادة وتيرة التطعيمات وانخفاض معدلات الوفيات، قال بايدن أن الأمريكيين فى طريقهم للعودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية بحلول 4 يوليو طالما أنهم انتهزوا الفرصة للحصول على تم تطعيمهم ولم يتخلوا قبل الأوان عن ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعى وغيرها من التدابير لاحتواء الفيروس.
قال بايدن فى الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض: "أعلن أننى سأوجه جميع الولايات والأقاليم لجعل جميع البالغين - الأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 عامًا وأكثر - مؤهلين للتطعيم فى موعد أقصاه 1 مايو. هذا أبكر بكثير مما كان متوقعًا."
واستطرد موضحًا أن هذا لا يعنى أن كل شخص يمكنه الحصول على جرعة لقاح بحلول ذلك الوقت، لكن على الأقل سيتمكن من الانضمام إلى قائمة الانتظار. واعتبرت "نيويورك تايمز" الأمريكية أن لهجته عكست الثقة المتزايدة للإدارة التى قال بايدن إنها تسير "على قدم وساق لإنجاز المهمة".
وقال الرئيس أن هدفه المتمثل فى 100 مليون جرعة لقاح فى أول 100 يوم له قد تم تجاوزه بالفعل، والولايات المتحدة الآن فى طريقها لتحقيق هذا الرقم فى يومه الستين.
وفى خطاب مدته 24 دقيقة وازن بايدن بعناية بين الحذر والتفاؤل، معلنا أيضًا أن الحكومة الفيدرالية ستنشئ موقعًا على شبكة الإنترنت قبل 1 مايو لمساعدة الأشخاص فى العثور على مواقع التطعيم وتحديد المواعيد. ووعد بأنه "لن يتراجع" حتى يتم التغلب على الفيروس، لكنه يحتاج إلى كل أمريكى "للقيام بدوره".
ثم قدم هدفًا ملموسًا ذا صدى عاطفي: "إذا فعلنا ذلك معًا، بحلول الرابع من يوليو، ستكون هناك فرصة جيدة لك أنت وعائلتك وأصدقائك للاجتماع معًا فى الفناء الخلفى الخاص بك أو فى منطقتك والاستمتاع بالطهى بالخارج أو حفل شواء والاحتفال بيوم الاستقلال".
وأضاف: "بعد هذا العام الشاق الطويل، سيجعل ذلك يوم الاستقلال هذا شيئًا مميزًا حقًا، حيث لا نحتفل باستقلالنا كأمة فحسب، بل نبدأ فى الاحتفال باستقلالنا عن هذا الفيروس".
وأوضحت الصحيفة، أنه رغم أن بايدن لم يذكر سلفه، دونالد ترامب، إلا أن خطابه أثار تناقضات حادة معه، حيث أشار مرارًا وتكرارًا إلى الحاجة إلى إخبار الشعب الأمريكى بالحقيقة، ودعا إلى الوحدة، والاحتفاء بإنجازات العلم، ودعا إلى استمرار اليقظة ضد فيروس قال أنه لا يزال من الممكن أن يعود مرة أخرى.
قال بايدن: "مثلما كنا نخرج من شتاء مظلم إلى ربيع مفعم بالأمل، فإن الصيف ليس الوقت المناسب لعدم الالتزام بالقواعد. هذا ليس وقت التراجع."
وأكد بايدن: "إننى أستخدم كل سلطة أمتلكها كرئيس للولايات المتحدة لوضعنا فى حالة حرب لإنجاز المهمة. وبعد تذكير الأمريكيين بأن الانتشار الأولى للفيروس فى العام الماضى قوبل بـ "الصمت" و"الإنكار"، شدد الرئيس على أن تدخل الحكومة لمساعدة مواطنيها الأكثر تضررًا كان قوة إيجابية قوية.
قال بايدن: "علينا أن نتذكر أن الحكومة ليست قوة أجنبية فى عاصمة بعيدة. نحن معا فى هذا الأمر."
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن الخطاب، الذى قال المستشارون أن الرئيس عكف على كتابة الجزء الأكبر منه خلال الأسبوع الماضى، جاء بعد توقيع بايدن على حزمة التحفيز أو خطة الإنقاذ الأمريكية، لتصبح قانونًا، مما أدى إلى دفع مبالغ ضخمة من الأموال الفيدرالية للأفراد والولايات.
ومن بين بنودها العديدة الأخرى، توفر الخطة حوالى 130 مليار دولار للمساعدة فى إعادة فتح المدارس.
وقال بايدن للصحفيين الذين تجمعوا فى المكتب البيضاوي: "يتعلق هذا التشريع التاريخى بإعادة بناء العمود الفقرى لهذا البلد، وإعطاء الناس فى هذه الأمة، والعاملين، وأفراد الطبقة الوسطى، والأشخاص الذين بنوا البلاد، فرصة للقتال ".
وسيصبح أحد أكثر أجزاء الخطة انتظارا متاحا غضون أيام، حيث قالت جين ساكى، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أنه من المقرر أن تصل المدفوعات المباشرة التى تصل إلى 1400 دولار لكل فرد إلى الحسابات المصرفية للأمريكيين فى وقت مبكر من نهاية هذا الأسبوع. كما سيتم تمديد إعانات البطالة الفيدرالية الموسعة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع