نسر العرب يواصل تحليقه.. مصر تحصد نجاحاتها بالمحافل الدولية.. السفير محمد إدريس: رئاسة القاهرة اللجنة الأممية لبناء السلام يعكس ثقة المجتمع الدولى ويكلل جهود الدبلوماسية..إجماع أفريقى لتصبح ممثلة للقارة السمراء

يوم تلو الآخر تثبت مصر جدارتها لتكون بمثابة سفيرة العرب أمام المحافل الدولية وتواصل تحليقها في سماء الدبلوماسية الدولية محققة إنجازات عديدة، ومن بين تلك الإنجازات انتخابها لرئاسة الدورة الخامسة عشر للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام خلفاً لكندا، فى إطار تبنى مصر للقضايا الأفريقية واستعادة دورها المحورى والتاريخى فى أفريقيا، جاء هذا الإعلان خلال الاجتماع الرسمي الذي عقدته اللجنة، الأربعاء الماضى، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

كانت مصر قد أُنتخبت لعضوية اللجنة عام 2015 ضمن أحد المقاعد المخصصة لأفريقيا، لتصبح فى 2021 رئيسة لها، ما يؤكد تطور الجهود المصرية إقليميا ودوليا.

يأتي انتخاب مصر لرئاسة اللجنة عقب اعتماد الترشيح المصري على مستوى المجموعة الأفريقية في نيويورك، لتصبح مصر مُرشحاً ممثلاً لأفريقيا لتولي هذا المقعد الأممي الهام، وكذا بعد أن جرت إعادة انتخابها لعضوية لجنة بناء السلام بأعلى الأصوات في انتخابات شهدت مُنافسة كبيرة في ديسمبر 2020.

وفى هذا السياق قال السفير محمد إدريس المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، إن انتخاب مصر لرئاسة لجنة بناء السلام للمرة الأولى يُكلل جهود الدبلوماسية المصرية على مدار عقد ونصف في دعم هيكل الأمم المتحدة لبناء السلام منذ تدشينه في 2005، ويُدلل على الثقة الأممية والأفريقية في قدرة مصر على مواصلة الإسهام الفاعل في تعزيز دور منظومة بناء السلام بالأمم المتحدة. وفق إكسترا نيوز.

وأضاف السفير محمد إدريس، أن انتخابات مصر لرئاسة لجنة بناء السلام يعكس أن ثقة وتقدير ومسئولية مصر داخل القارة الأفريقية ليس لحظيا ولكن له جذورا تاريخية تمتد إلى أفاق المستقبل.

وقال السفير على إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الإسهامات المصرية في لجنة حفظ السلام تمت على أكثر من صعيد.

وأضاف إدريس، أن أهم الإسهامات إنشاء اللجنة وإرساء قواعد عملها، وأيضا إسهام في تنفيذ رؤية اللجنة على الأرض، معقبا: معظم أعمال اللجنة يتركز في الدول الأفريقية.

وأشار مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى أن مصر كان لها دورا في تطوير مفاهيم عمل اللجنة، كما ساهمت في إرساء مفهوم العلاقة التبادلية بين بناء السلام وحفظ السلام، مضيفاً أن مصر قدمت الإسهامات من خلال آليات عديدة منها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي تعمل على تقديم المساهمات والمساعدات للكثير من الدول الأفريقية الشقيقة.

وأكد أن انتخاب مصر لرئاسة لجنة بناء السلام يعكس مدى ثقة أعضاء الأمم المتحدة في دور مصر، في هذا المجال الحيوي، منوها إلى أن مصر حصلت على أعلى الأصوات وأيضا تم ترشيحها لتكون رئيس اللجنة من قبل الدول الأفريقية وهذا يشير إلى دور مصر المقدم.

وأضاف أن الاجتماع شهد استعراض أولويات الرئاسة المصرية للجنة بناء السلام، ونوه بأن مداخلات أعضاء اللجنة أظهرت حفاوة وتقدير كبيرين بدور مصر الرائد في بناء السلام، وتأكيد التزام عضوية اللجنة بدعم أجندة بناء السلام وتأييد أولويات الرئاسة المصرية.

وأوضح أن للجنة بناء السلام دور استشاري في مجلس الأمن عند اتخاذ بعض القرارات الخاصة بالدول عن انتخاب بعض الدول التي تواجه النزاعات، وتوفير تمويل مستدام لبناء أعمال السلام.

وأكد أن لجنة بناء السلام لا تفرض شروطا أو رؤي لكنها تساعد على تنفيذ خططها الوطنية والبعد الأفريقي سيكون محور التركيز الأساسي خلال رئاسة مصر للجنة بناء السلام.

دور ريادى بالساحة الأممية

ليس هذا الإنجاز الأول لمصر بل سبقه عدة إنجازات، وضمن النجاحات التى سطرتها الدبلوماسية المصرية على المستوى الأممي جهودها المكثفة لاستعادة الدور الريادي على الساحة الأممية، وهو ما توج بانتخاب مصر لعضوية المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي عام 2015 بدعم واسع من الجمعية العامة، ما يعكس تقدير المجتمع الدولي لمصر ودورها في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

وخلال عضويتها في المجلس عملت مصر على دعم القضايا الأفريقية والعربية وقضايا الدول النامية، إذ تمثلت أولويات مصر داخل مجلس الأمن في الدفاع عن القضايا العربية، والأفريقية، ومكافحة الإرهاب، وتسوية النزاعات في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

a3140b7bd6.jpg

وجاءت عضوية مصر في المجلس فى ظل تحديات جسيمة تواجه المنطقة، حيث عملت مصر من خلال عضويتها بالمجلس على حماية المصالح العربية، والدفع بحلول بناءة لأزمات القارة الأفريقية والدول العربية. وقد حققت عضوية مصر في مجلس الأمن إنجازات كبيرة عكستها مواقف الوفد المصري تجاه العديد من القضايا المهمة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذي بات يهدد دول العالم كافة.

9c40671045.jpg

السفير محمد إدريس

فعلى مستوى العلاقات المصرية مع الدول العربية ودول الجوار: شهد عام 2019 تدشين آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن عبر عقد القمة الأولى لزعماء الدول الثلاث بمشاركة السيد رئيس الجمهورية بالقاهرة في 24 مارس 2019، والتي تم الاتفاق خلالها على دفع التعاون والتنسيق والتكامل بين الدول الثلاث في مختلف المجالات. فيما عُقدت القمة الثلاثية الثانية بمشاركة السيد رئيس الجمهورية على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 22 سبتمبر 2019.

حضور بارز في القضايا الإقليمية

وكان لمصر دورا بارز فى جميع القضايا الإقليمية، فمنذ انتخابه لم يدخر الرئيس السيسى جهدا من خلال اتصالاته الدولية وزياراته الخارجية في التأكيد على ضرورة حل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا وتشديده على ضرورة اتخاذ التدابير كافة، من قبل المجتمع الدولي لإنهاء هذا الصراع وتمكين الفلسطينيين من العيش بحرية وكرامة، وأيضا تشديده على استعداد مصر لبذل الجهود كافة في هذا الإطار.

71dad58448.jpg

وتستمر وزارة الخارجية وبتوجيهات من القيادة السياسية، فى الدفع قُدما بالموقف المصري الثابت من القضية الفلسطينية، ودعم كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك في كافة الاتصالات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، وكذا داخل المحافل الدولية استناداً إلى القرارات الأممية والمرجعيات الدولية ذات الصلة، فضلاً عن مساندة دور المنظمات الإقليمية والدولية الداعمة للحقوق الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالأزمة الليبية كانت مصر راعية لجهود الحل من خلال مبادرتها التي سبق وأطلقتها وعبرت فيها عن موقفها الثابت والواضح من تطورات الأوضاع في ليبيا، والتي ارتكزت على ثلاثة مبادئ تكمن في احترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، عدم التدخل في الشئون الداخلية لليبيا، الحفاظ على استقلالها السياسي، علاوة على الالتزام بالحوار الشامل ونبذ العنف.

وبالنسبة للأزمة السورية، فكانت فى صدارة أولويات تحركات السياسة الخارجية المصري، نظرا لعلاقتها الوثيقة بالأمن القومي المصري والعربي لتدفع بالقضية السورية له.

وعملت مصر وما زالت جاهدةً، على دعم جميع السُبل الرامية لإنهاء معاناة الشعب السورى ووضع نهاية للصراع مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على كيان الدولة السورية ومؤسساتها والعمل على استعادة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وبين أطياف الشعب كافة، وحرصت مصر على انجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة تنفيذا لمخرجات مؤتمر جنيف ومجلس الأمن 2254.

وتم عقد "مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية" في يناير 2015، ثم عقد مؤتمر ثان موسع بالقاهرة في يونيو 2015 صدرت عنه وثيقتا "خارطة الطريق" و"الميثاق الوطني السورى".

201909221253465346.jpg

وانطلاقاً من ثوابت الموقف المصري المتوازن إزاء الأزمة السورية، تحرص مصر على السعي نحو دعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية.

وعلى المستوى الإنساني. تواصل مصر جهودها في استضافة اللاجئين السوريين الذين تقدر أعدادهم بحوالي نصف مليون شخص، حيث يتم تقديم كافة أوجه الدعم والامتيازات لحصول الأشقاء السوريين في مصر على الخدمات الأساسية في مختلف المجالات، وخاصةً التعليم والصحة شأنهم شأن المواطنين المصرى.

كما دعت مصر لاجتماعا طارئا لمجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية لبحث العدوان التركي على الأراضي السورية في أكتوبر 2019، حيث أدان الاجتماع الاعتداء التركي على سوريا باعتباره خرقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع